الحكومة السورية تنشط دبلوماسية "فتح المعابر" لفك العزلة الخانقة
الحكومة السورية تنشط دبلوماسية "فتح المعابر" لفك العزلة الخانقةالحكومة السورية تنشط دبلوماسية "فتح المعابر" لفك العزلة الخانقة

الحكومة السورية تنشط دبلوماسية "فتح المعابر" لفك العزلة الخانقة

يستعد وفد فني سوري، خلال الأيام المقبلة، للتوجه إلى بغداد، بهدف بحث الاستعدادات لفتح معبر البوكمال الحدودي بين الدولتين، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها الحكومة السورية من أجل كسر العزلة عبر اتباع "دبلوماسية فتح المعابر".

وشبه محللون سياسيون هذا المسعى السوري بـ"فتح شرايين البلاد" التي تعرضت للحصار والعزلة والمعارك الطاحنة، لافتين إلى أن هذه العملية لن تنعش الاقتصاد السوري فحسب، بل كذلك ستعزز دور دمشق السياسي.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد محجوب، قوله إن الوفد الفني السوري سيجري في العراق "مفاوضات فنية" من أجل التهيئة والتسهيل لفتح معبر البوكمال، في خطوة وصفها الدبلوماسي العراقي بـ"الاختراق".

وكان وفد عراقي برئاسة وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، قد أبدى أثناء زيارته إلى دمشق الأسبوع الماضي تفاؤل بغداد إزاء إمكانية فتح المعبر بين محافظتي دير الزور السورية والأنبار العراقية.

وفي وقت سابق من العام الجاري، تمكنت القوات السورية من استعادة مدينة البوكمال ومساحات واسعة في محافظة دير الزور من قبضة تنظيم "داعش"، غير أن المعبر لم يستأنف عمله بعد.

وتأتي هذه المساعي بعد أيام من فتح معبر نصيب الإستراتيجي الهام بين سوريا والأردن، وذلك في أعقاب سيطرة قوات النظام السوري على المنطقة الجنوبية، وعلى الجانب السوري من معبر نصيب، بعد نحو 3 سنوات من وقوعه بيد المعارضة المسلحة.

ومن الملاحظ أن خرائط النفوذ في سوريا بدأت تتقلص لصالح الجيش السوري الذي بات يسيطر، بفضل الدعم الروسي والإيراني، على نحو 65 بالمئة من مساحة البلاد، بعد أن كانت سيطرتها مقتصرة في منتصف عام 2015 على 15 في المئة من تلك المساحة، وعلى المعابر الحدودية مع لبنان فقط.

ومن بين 19 معبرًا تربط سوريا مع الدول المجاورة، تسيطر الحكومة السورية على 5 مع لبنان، ومعبر مع الأردن، وآخر مع العراق، ومعبرين مع تركيا التي أقفلتهما.

وفي المقابل، تسيطر الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة على عدد من المعابر مع تركيا مثل معبر باب الهوى، شمال إدلب ومعبر باب السلامة، في منطقة أعزاز ومعبر جرابلس في محافظة حلب.

الأكراد، من جانبهم، يسيطرون على عدد من المعابر مع تركيا مثل معبر تل أبيض في الرقة، ومعبر عين العرب (كوباني)، ومعبر رأس العين في الحسكة، وكلها معابر مغلقة إذ تشترط أنقرة إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عنها حتى يعاد فتحها.

ويحتفط الأكراد، كذلك، بالسيطرة على معبر سيمالكا في أقصى شمال شرق سوريا، وهو المعبر الذي يتيح التنقل بين مناطق الإدارة الذاتية الكردية وكردستان العراق.

يشار إلى أن تنقل الأشخاص والبضائع بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق الإدارة الذاتية الكردية تسير بشكل سلس، ودون أي عوائق.

ويوجد كذلك معبر التنف، أو الوليد من الجهة العراقية، ويقع جنوب دير الزور، وتسيطر عليه قوات التحالف الدولي، بقيادة أمريكية، مع فصائل معارضة تدعمها، منذ طرد تنظيم داعش منه.

ومن المعروف أن الحكومة السورية تسيطر كذلك على المرافئ البحرية جميعها، وعلى مطارات دمشق وحلب واللاذقية، إضافة إلى مطار القامشلي في مناطق الأكراد.

وتأمل الحكومة السورية في استئناف عمل مختلف المعابر، وفي فتح الطرق البرية الرئيسية، ومنها الطريق الممتد من نصيب على حدود الأردن، وباب الهوى على حدود تركيا، الذي يبلغ طوله نحو 450 كيلومترًا، وكذلك فتح طريق اللاذقية حلب، وهو ما نص عليه اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، وربطه بطريق ممتد من حلب إلى دير الزور والعراق.

وتعتقد الجهات الحكومية السورية في تصريحاتها الرسمية أن حقبة المعارك قد انتهت، وحان الوقت لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين، معتبرة أن ذلك لا يتحقق دون فتح البوابات السورية وتهيئة البنى التحتية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com