شبح داعش يمنع "سنّة العراق" من المشاركة في الاحتجاجات الشعبية
شبح داعش يمنع "سنّة العراق" من المشاركة في الاحتجاجات الشعبيةشبح داعش يمنع "سنّة العراق" من المشاركة في الاحتجاجات الشعبية

شبح داعش يمنع "سنّة العراق" من المشاركة في الاحتجاجات الشعبية

عزا شيوخ عشائر في المحافظات الغربية السنية في العراق عدم مشاركة مدنهم في الاحتجاجات الشعبية إلى المخاوف من دخول تنظيم داعش الذي يتربص بتلك المناطق، ويشكل خلايا نائمة فيها، لاقتناص الظروف الملائمة.

ويشهد العراق منذ أكثر من أسبوع احتجاجات واسعة في محافظات البصرة وميسان وذي قار وبابل والديوانية والنجف، حيث اقتحم المحتجون المباني الحكومية ومقار الأحزاب السياسية، والحقول النفطية؛ للمطالبة بتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات، خاصة قطاع الطاقة الكهربائية، فيما سقط مئات المتظاهرين بين قتيل وجريح جرّاء المصادمات مع عناصر الأمن.

ولفت الأنظار غياب المحافظات ذات الغالبية السنية غربي البلاد وهي الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى عن حركة الاحتجاج، رغم أن الأوضاع الاقتصادية في تلك المناطق أسوأ من واقع المدن الجنوبية النفطية، حيث تعاني هذه المحافظات من تهالك البنية التحتية، وتدمير أغلب المنازل، وغياب الخدمات الضرورية، لا سيما وأنها خاضت قبل سنة حربًا ضروسًا ضد تنظيم داعش.

وقال الشيخ يحيى السنبل أحد الزعامات القبلية في الأنبار: إن المحافظات السنية شهدت تظاهرات عام 2012 للمطالبة بالإصلاح السياسي وتحسين الظروف المعاشية لكافة المواطنين العراقيين، لكنها جوبهت بالحديد والنار وسلطت التنظيمات الإجرامية عليها والميليشيات.

وأضاف السنبل في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "نحو 35 % فقط من السكان عادوا إلى تلك المحافظات، إضافة إلى السلطة الفعلية لحشود الميليشيات على تلك المدن، وغياب الأمن والاستقرار وهو ما يولّد مخاوف لدى الأهالي من عودة دوّامة العنف والإرهاب إلى مناطقهم، مع التعامل الحكومي غير العادل مع تظاهرات عام 2013 والتظاهرات الحالية".

ولفت السنبل إلى أن "تنظيم داعش يتربص أيضًا بتلك المناطق ويشكل خطرًا على أمنها، وهو ما يمنع المواطنين من المطالبة بحقوقهم تحسبًا من عودة هذا التنظيم".

ويسود شعور لدى أهالي المحافظات الغربية بأن الحكومة العراقية ربما تستخدم العنف بشكل واسع حال خروج تظاهرات مؤيدة للاحتجاجات المندلعة في الجنوب العراقي، فضلًا عن انشغال السكان بإعادة الحياة إلى طبيعتها من خلال تهيئة الظروف المعاشية لهم، عبر إعمار المنازل المدمرة واصلاح الأضرار التي تسببت بها الحرب على تنظيم داعش.

وعلى شبكة التواصل الاجتماعي أطلقت حسابات غير معروفة دعوات للسكان المحللين بالتظاهر في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، لكنها لم تلقَ أي استجابة من المواطنين.

واتهم الأمين العام لتجمع أهل الموصل عبدالكريم العبيدي عناصر داعش بالوقوف وراء تلك الدعوات عبر حسابات وهمية تطالب أهالي الموصل بالخروج في تظاهرات؛ لنشر الفتنة بين أهالي المدينة، وهو ما جوبه بالرفض، حسب قوله.

وأضاف العبيدي في تصريح له أن الوضع الأمني في الموصل مستتب، لكن هناك بعض الجهات تهوّل وجود تنظيم داعش وتخوّف السكان من عودته، مؤكدًا في ذات الوقت وجود خلايا نائمة للتنظيم إلا أنهم مشلولون بسبب انتشار القوات الأمنية.

ولم تشهد المحافظات الغربية ذات الغالبية السنية أي تظاهرة أو مشاركة خلال الفترة الماضية، رغم تصاعد موجة الاحتجاج جنوبي العراق، وهو ما اعتبره ناشطون على مواقع التواصل نجاحًا للأحزاب السياسية الحاكمة التي تمكنت من خلق فجوة بين الشعب العراقي ومكوناته.

ويرى الصحفي نبيل عبدالسلام أن برودة المدن السنية تجاه الاحتجاجات بسبب فشل تجربة عامين من الاعتصامات، والنهاية العقيمة لها وسهولة توظيف العنف من قبل الجماعات المسلحة لتحقيق أغراضها، فضلًا عن حجم الكارثة التي لحقت بالمدن السنية والصدمة الكبيرة التي لا يمكن استيعابها بعد مرور نحو عامين على استعادتها من سيطرة داعش.

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز" أن المواطنين في أغلب المحافظات الغربية يعتبرون ما يجري في الجنوب لن يخدم مواطني تلك المدن؛ بسبب التجربة السابقة التي عاشوها مع التظاهرات وتعاطي الحكومة العراقية معها آنذاك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com