مغاربة ينتهي بهم حلم الهجرة بالاحتجاز في ليبيا
مغاربة ينتهي بهم حلم الهجرة بالاحتجاز في ليبيامغاربة ينتهي بهم حلم الهجرة بالاحتجاز في ليبيا

مغاربة ينتهي بهم حلم الهجرة بالاحتجاز في ليبيا

تسعى السلطات المغربية إلى حل أزمة مواطنيها العالقين في ليبيا، وسط احتجاجات متصاعدة من أسرهم في عدة مدن للمطالبة بإعادتهم.

وتقول الأسر المحتجة إن أكثر من 230 من أبنائها رهن الاحتجاز في عدة مدن ليبية، بينما تحدث مسؤول بالجالية المغربية في ليبيا عن احتجاز نحو 500 شخص.

للقصة بداية

ويقول عز الدين ثابت، مسؤول بتنسيقية الجالية المغربية المقيمة في ليبيا(غير حكومية)، إن مشكلة المغاربة العالقين في ليبيا، أثيرت لأول مرة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

ويضيف أن التنسيقية علمت بأول مجموعة مغربية محتجزة عبر الهلال الأحمر الليبي، وكان عددهم 70 شخصًا، وواجهنا العراقيل للوصول إليهم، في ظل غياب سفارة أو قنصلية مغربية في ليبيا.

ويرى ثابت أن نقطة التحول تمثلت في تمكن عدد من المحتجزين من الوصول إلى أوروبا، بعدما قضوا فترة في مراكز الاحتجاز.

ويكشف أن ثمة رشاوى دفعت للجهات المعنية بمركز احتجازهم غير النظامي، في مدينة الزاوية(غرب) عبر الحراكة (شبكات متخصصة في التهجير)، لأن الكتائب المسلحة هي المسيطرة على المراكز لا الحكومة.

ويوضح أنه في الزيارة الأولى لمراكز الاحتجاز وجدنا 68 مغربيًّا، بعدها 53 فقط ثم تراجع العدد إلى 40، ما يعني أن شبكات التهجير كانت تهجر من أسبوع لآخر عددًا من المغاربة نحو السواحل الإيطالية.

ويرى أن نجاح تلك الطريقة شجعت مغاربة آخرين على خوض المغامرة، فبدأت تصل أفواج جديدة منهم إلى الأراضي الليبية، وخاصة منذ نهاية آذار/مارس الماضي.

وبالتزامن مع ذلك تصاعدت حدة ملاحقة المهاجرين في البلاد عبر الجهاز النظامي لمكافحة الهجرة غير الشرعية، أو من الكتائب التي تحمي أمن المدن.

وتعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة الساعين إلى لوصول إلى أوروبا بحرًا، حيث سلك أكثر من 150 ألف مهاجر هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

محمد المهدي، شقيق محتجز مغربي في ليبيا، يقول، "أخي عيسى (23 عامًا) معتقل منذ 6 أشهر، وهو موجود حاليًا لدى جهاز الهجرة غير الشرعية في زوارة (غرب)، بحسب ما وصلنا من أخبار".

بدوره، يقول عامر فضلي: "شقيقي رامي (30 عامًا) معتقل في السجون الليبية، ويعاني أوضاعًا صعبة منذ أكثر من أربعة أشهر، ولا مجيب لدعواتنا بسرعة التدخل لإنقاذه".

وشدد على أن "وضعه الصحي سيء للغاية.. هو في سجن زوارة.. تم إلقاء القبض عليه أثناء محاولة هجرة إلى إيطاليا، ووصلتنا مقاطع فيديو تؤكد أن وضعه الصحي والإنساني صعب للغاية".

الحدود المغلقة

وقال اسماعيل السملالي، والد أحد المحتجزين المغاربة بليبيا: "إن آخر تواصل له مع نجله هاتفيًا كان قبل 4 أسابيع".

وزاد السملالي: "ابني المهدي محتجز في مدينة طرابلس، إنهم يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، وبلغَنا أن المحتجزين تعرضوا للتعذيب عقب نشرهم شريط فيديو يُظهر معاناتهم".

وتابع: "قبل ستة أشهر هاجر ابني نحو ليبيا برًّا، مرورًا بالحدود المغربية الجزائرية المغلقة، ليصل بعد ذلك إلى ليبيا" مع مجموعة من 12 شابًّا.

أمهات مكلومات

وتحكي أم سعيد الترباوي، عن معاناتها بعدما انقطعت عنها أخبار ابنها الشاب ذو الـ26 سنة، الذي هاجر نحو ليبيا في الـ31 من كانون الثاني/يناير الماضي.

وتقول أم سعيد: "آخر مرة تحدثت إليه يوم 15 شباط الماضي/فبراير ، بعدها بيومين أخذوهم إلى السواحل الليبية، كان ابني برفقة جارنا الذي عاد إلى المغرب، والآخرون من دول جنوب الصحراء، بعدما قطعوا مسافة 2000 متر فقط، انقلب بهم القارب".

وتواصل الأم، وهي من مدينة خريبكة، وسط المغرب: "أخبرني جارنا الذي رافقه، أن ابني قفز من القارب، وهو سباح ماهر، ومنذ تلك اللحظة لم يره أبدًا، إلا أن السلطات الليبية أخبرته بأنه على قيد الحياة".

وزادت: "منذ 9 أشهر وأنا أبكي، فقدت البصر بعدما عانيت من داء السكري، ومن ارتفاع الضغط الدموي بسبب تألمي لفراقه".

من جهتها، تقول "أم أشرف": "ابني محتجز بسجن معيتيقة شرق طرابلس، منذ أكثر من ستة أشهر".

وتابعت: "اتصل بنا قبل أيام فقط، إنهم يعانون كثيرًا، وظروف احتجازهم صعبة جدًا.. يعانون من سوء ونقص التغذية، وينامون في العراء".

وتصاعدت مخاوف الأسر المغربية على أبنائها عقب فيديو بثته شبكة "سي إن إن" الأمريكية يظهر سوقًا لبيع المهاجرين الأفارقة مقابل 1200 دينار ليبي (نحو 800 دولار للشخص)، في بلدة قرب طرابلس.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، قبل أسبوعين، أن "وضعية المغربيين العالقين في ليبيا تحظى بالأولوية وبمتابعة حثيثة".

وشارك عشرات المغاربة، قبل أيام، بوقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية في العاصمة الرباط، للمطالبة بـإعادة المحتجزين في ليبيا.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات يناشد فيها مهاجرون مغاربة في ليبيا العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إعادتهم إلى بلادهم.

وقال أحدهم إن "نحو 233 مغربيًّا في ليبيا دخلوا في إضراب عن الطعام؛ احتجاجًا على رفض الحكومة المغربية التدخل لترحيلهم إلى بلدهم".

وفي شريط آخر، قال أحد المحتجزين، إن عددهم يصل إلى 260 مغربيًّا يوجدون حاليًّا في سجن مدينة الزوارة الليبية، مؤكدًا أن "مطلبهم يتمثل في العودة إلى أهلهم فقط".

ويقول هؤلاء إنهم وقعوا ضحية عملية نصب من قبل شبكات هجرة غير شرعية، قبل أن يتم احتجازهم في مركزي "طريق السكة" في طرابلس، ومركز "زوارة" (50كم شرق الحدود التونسية).

وعقب تلك الفيديوهات، أعلنت السلطات المغربية عزمها إعادة مواطنيها العالقين في ليبيا وضمان سلامتهم، غير أنها لم تحدد موعدًا للقيام بالمهمة.

وأثار فيديو "بيع العبيد" صدمة أممية، وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتحقيق في الأمر.

وقد أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، عن استيائه إزاء الزيادة الحادة في أعداد المهاجرين المحتجزين في "ظروف مروعة" بمنشآت الاحتجاز في ليبيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com