هل أفل نجم حزب العدالة والتنمية المغربي بعد "الخميس الأسود"؟
هل أفل نجم حزب العدالة والتنمية المغربي بعد "الخميس الأسود"؟هل أفل نجم حزب العدالة والتنمية المغربي بعد "الخميس الأسود"؟

هل أفل نجم حزب العدالة والتنمية المغربي بعد "الخميس الأسود"؟

خلّفت النتائج الكارثية التي حصدها حزب العدالة والتنمية، خلال الانتخابات الجزئية التي جرت أمس الخميس، وظهرت نتائجها الرسمية الجمعة، صدمة كبيرة في صفوف الحزب الحاكم.

هزيمة "الخميس الأسود" كما سمّاها "إخوان" بنكيران، والتي فقد فيها مقعدين انتخابيين بكل من أغادير، وتارودانت الشمالية، وكذلك إقليم بني ملال، أضيفت إلى سجل الهزائم التي حصدها قبل أسابيع في الاستحقاقات الجزئية بكل من مدينتي سطات، والجديدة.

وبحسب مراقبين للشأن السياسي المغربي فإن شعبية حزب العدالة والتنمية انخفضت بشكل كبير في ظل النتائج المسجلة، وتراجعت أسهمه على الساحة السياسية، فيما اعتبرها آخرون أنها طبيعية بالنظر للتصدع الداخلي الذي يعيشه الحزب منذ مدة.

وبلغة الأرقام، حاز مرشح التجمع الوطني للأحرار بتارودانت الشمالية، عبدالله أوبيلا 35047 صوتًا، في حين حصل منافسه الوحيد مولاي محمد آيت بلا أوسليمان عن حزب العدالة والتنمية على 11990 صوتًا، بفارق تعدى 23 ألف صوت بين المرشحين.

كما حصل مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، في أغادير محمد الولاف، على أزيد من 9000 صوت، فيما حصل مرشح العدالة والتنمية على 5000 صوت.

ومُني حزب العدالة والتنمية بهزيمة مخجلة في إقليم بني ملال، حيث تمكن مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، من حصد مقعد برلماني باكتساح.

ويرى سعد ناصر، المحلل السياسي والأكاديمي المغربي في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن إخفاق حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجزئية يمكن إرجاعه بالأساس إلى طريقة تعامل الحزب غير الموفقة مع تشكيل الحكومة الحالية، التي يترأسها سعد الدين العثماني، بعد إعفاء سلفه عبد الإله بنكيران، حيث ترك ذلك صدمة لدى الكتلة الناخبة التي منحت أصواتها للحزب.

وأضاف ناصر، أن هزيمة الحزب في دائرة تارودانت الشمالية، على يد حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقوده الميلياردير أخنوش، يمكن إرجاعها إلى الحملة الانتخابية القوية التي قام بها هذا الأخير، إذ اعتمد شعارًا أمازيغيًا "أغاراس" لاستمالة الناخبين، والذي يعني الاستقامة والعمل بجدية.

ويعتبر المحلل السياسي المغربي، أن التصدعات التي يشهدها إسلاميو المغرب والتي باتت تظهر للعيان، لا يمكن إغفالها، بسبب الاختلاف حول تعديل مادة من القانون التنظيمي لحزب العدالة والتنمية، والمتعلقة بمدى منح ولاية ثالثة للأمين العام عبد الإله بنكيران، أو الإبقاء على الصيغة الحالية، فهذه الأزمة الداخلية ألقت بظلالها على تركيز الحزب وتوحيد صفوفه في الحملات الانتخابية والتي مرت خافتة.

من جانبه يرى الأستاذ محمد الفتوحي المحلل السياسي المغربي في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن الانتخابات الجزئية أكدت الانشقاق الذي يعيشه الحزب الحاكم، وهو ما جعله يفقد عددًا من الأصوات في دوائر (تارودانت الشمالية، وبني ملال، وأغادير)، والتي كانت في وقت قريب معاقل قوية لإخوان بنكيران، وهو ما أقرّ به الحزب الحاكم.

ويقرُّ الفتوحي، بوجود أزمة داخلية جد خانقة في بيت حزب العدالة والتنمية، في ظل الاستقطاب الحاصل بين تياراته.

وفي تحليله للمؤشرات الحالية، شدّد المتحدث أن كل السيناريوهات واردة داخل حزب العدالة والتنمية، ومن ضمنها "حدوث انشقاق كبير يغيّر ملامحه، أو حله بشكل نهائي".

ويعتبر الفتوحي، أن نتائج الانتخابات الجزئية هي أيضًا مناسبة لجس نبض الناخب المغربي، والذي لم يذهب بكثافة إلى صناديق الاقتراع، "وبالتالي هذه نقطة جد خطيرة تثير التساؤل حول الأحزاب السياسية، ودورها في تأطير المواطنين في قادم الاستحقاقات الانتخابية".

وقالت أمينة ماء العينين عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، والموالية لتيار عبد الإله بنكيران، إن "نتائج الحزب في الانتخابات الجزئية في أغادير، كارثية بالنسبة للحزب، ومن يبحث عن التبرير والحديث عن خصوصية الانتخابات الجزئية لن يفيد الحزب في شيء، إلا إذا أردنا أن نتحول إلى مثل تلك الأحزاب التي تصور للناس انهزاماتها المريعة على شكل انتصارات حتى أشرفت على الاندثار".

وأضافت البرلمانية في تدوينة على صفحتها الرسمية بالفيسبوك: "نحن لا نصلح لمثل هذا الكلام، مرجعية الحزب ومنهجه يفرضان عليه الصراحة والوضوح وإجراء النقد الذاتي اللازم أمام المواطنين الذين منحوه ما منحوه إياه في 7 أكتوبر".

وتابعت البرلمانية:"دائرة محسوبة لنا سياسيًا، ومنافسونا لم يحلموا حتى في تفاؤلهم الأقصى بالحصول عليها وصرحوا لنا بذلك جهارًا في سوس"، متسائلة في ذات السياق: "أليس هذا سقوطًا حرًا؟".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com