لافتات تعكس حالة الانقسام في الشارع اللبناني
لافتات تعكس حالة الانقسام في الشارع اللبنانيأ ف ب

لبنان.. الفراغ الرئاسي يهدد اتفاق حزب الله و"الوطني الحر" بمصير غامض

يواجه ما يعرف بـ"تفاهم مار مخايل"، الذي جرى التوصل إليه بين ميليشيا حزب الله والتيار الوطني الحر في العام 2006، حالة من الغموض، في ظل حالة الاستقطاب السياسي بين التيارات في لبنان.

وهذا الاتفاق عُرف بـ"تفاهم مار مخايل"، نسبة إلى توقيعه في كنيسة تقع في الضاحية الجنوبية وعلى خطوط تماس سابقة، كانت رسّمتها الحرب الأهلية، حيث حدد فيه الجانبان تفاهماتهما حول مسائل عديدة، تتعلق بالداخل والخارج على حد سواء، فضلاً عن رؤيتهما لدور سلاح ميليشيا حزب الله وآلية نزعه.

وأثمر التفاهم عن تعاون بين الجانبين لسنوات عديدة، وكانت أبرز محطاته في حرب تموز2006، وفي التحالفات الانتخابية التي تلت الحرب، وفي الدفع الذي قام به حزب الله لإيصال العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة في العام 2016.

لكن، يعترف الطرفان، اليوم، بأن علاقتهما باتت في "وضع حرج" وتوصف بالفاترة، بعد أن أصبح ما يفرقهما يفوق بأضعاف ما يجمع بينهما.

تسمية مرشح للرئاسة

وفي مقدمة ما يفرق الجانبين، الخلاف حول تسمية مرشح للرئاسة، وعدم التوافق بينهما حول اسم واحد، إذ تتمسك ميليشيا حزب الله بمرشحها الوزير السابق سليمان فرنجية، ويصر التيار الوطني الحر على رفضه، ويذهب بعيدًا من خلال ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

ويعتبر النائب السابق مصطفى علوش أن التفاهم بين التيار الوطني وميليشيا حزب الله استدعته مصالح، في العام 2006، لكن هذه المصالح متعذرة اليوم.

وقال "علوش" لـ"إرم نيوز" إن "حزب الله كان حينذاك بحاجة لغطاء مسيحي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في الـ14 من شباط العام 2005، للخروج من ظروف فرضت عزلته، بينما كان ميشال عون يسعى للوصول إلى كرسي الرئاسة".

وأضاف أن "الخلاف القائم، حاليًّا، بين الطرفين عائد لعدم دعم حزب الله وصول جبران باسيل إلى هذا الكرسي".

واعتبر علوش أن "جبران باسيل الذي يعتبر نفسه وريثًا لميشال عون، رأى أن حزب الله لا يساعده في الوصول إلى الرئاسة، كما لم يعد الحزب يرى في التيار الوطني الغطاء الكافي له في البيئة المسيحية، لا سيما أنه يسعى في هذه المرحلة إلى تموضع آخر في بيئات إسلامية".

وأشار إلى أن مشكلة "الشخصنة" لدى باسيل تفقده ثقة الآخرين، وتضع التيار الوطني الحر أمام خطر التقلص.

أخبار ذات صلة
صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل الخطة الأمريكية للتسوية بين تل أبيب و"حزب الله"

ماذا حقق حزب الله والتيار الوطني الحر؟

يعتبر المحلل السياسي جورج شاهين أن "الـ 14 سنة الأولى من التفاهم، حققت لحزب الله الغطاء المسيحي، وعززت من نفوذه ووجوده في المؤسسات، ومن نقله للأسلحة بفعل الغطاء السياسي من رئيس الجمهورية ومن الأجهزة الأمنية".

في المقابل، استفاد العماد عون من التفاهم، وتمكن من فرض نفسه بعد 29 شهرًا من الشغور الرئاسي.

وقال شاهين لـ"إرم نيوز" إن "التيار الوطني الحر شكا في وقت لاحق من أن حزب الله لم يساعده في تنفيذ برنامجه الإصلاحي، وأدرك الطرفان أنهما لن يتمكنا من تنفيذ بعض بنود التفاهم".

وأشار شاهين في الوقت نفسه إلى أنه "لا يمكن القول إن اتفاق مار مخايل قد انتهى، فثمَّة شعرة معاوية التي لا تزال تربط بين التيار والحزب، لحاجة كلٍّ منهما للآخَر في عدد من المحطات"، معتبرًا أن هذه الشعرة "لا تزال توفر التواصل بين الطرفين لأسباب مختلفة تقتضيها الملفات المطروحة".

وفي السياق ذاته، عبَّر الناشط السياسي والعضو السابق في التيار الوطني الحر أنطوان نصرالله عن اعتقاده بأن "الخيط الذي يربط بين التيار الوطني الحر وحزب الله لم ينقطع"، مشيرًا إلى أن "العلاقة السائدة، حاليًّا، بين الطرفين أدت إليها تراكمات سابقة لموضوع رئاسة الجمهورية وتسمية حزب الله لسليمان فرنجية".

وأضاف نصرالله في تصريح لـ"إرم نيوز" قائلاً إن "حزب الله لن يختار باسيل، إذا أراد رئيسًا قريبًا منه، لأسباب عديدة، بينها العقوبات الخارجية المفروضة على الأخير، إضافة إلى أن باسيل ليس شخصية قريبة من الحزب".

وتابع: "بين دلال جبران باسيل وحاجة ميليشيات حزب الله لغطاء مسيحي طارت مبادئ تفاهم مار مخايل"، لكنه استدرك بالقول "في حال حاجة التيار لحزب الله أو العكس، سيتفاهمان من جديد، لكن، مع الأسف، هذا لن يبني الدولة، بل سيزيد من الشرخ على الصعيد الوطني".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com