تقرير: الحرب تلقي بظلالها الثقيلة على التعليم ومستقبل الأطفال في غزة

رجح تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية مرور عدة أشهر، في حال توقف الحرب، قبل عودة التعليم في قطاع غزة بسبب ما لحق بالقطاع من قتل لأكثر من 7700 طفل وتحويل المدارس، التي تدمر عدد كبير منها أيضًا، إلى ملاجئ.

ويُضاف إلى ذلك، بحسب التقرير، من سقط قتيلًا من الهيئات التدريسية والإدارية، وتعرض محتويات المدارس من مساعدات تعليم ولوازم مختبرات للفقدان والتلف وحتى لاستخدامات أخرى تُمكن النازحين فيها من التعايش.

ونقل التقرير عن جوناثان كريك، المتحدث باسم اليونيسف في القدس قوله: "لا يوجد أي شكل من أشكال التعليم أو الدراسة في قطاع غزة في الوقت الحالي. كان هناك ما يقرب من 625 ألف طالب، في سن الدراسة، في قطاع غزة قبل تصعيد الأعمال القتالية، ولا يذهب أي منهم إلى المدارس الآن. إن مستوى العنف والأعمال العدائية المستمرة، والقصف المكثف الذي يحدث، واكتظاظ المدارس بالنازحين لا يسمح أبدًا بالتعليم".

وتُظهر أرقام الأمم المتحدة أنه بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول، تضرر 352 مبنى مدرسيًّا، أي أكثر من 70% من البنية التحتية التعليمية في القطاع. وقد تحول العديد من تلك المدارس التي لا تزال قائمة إلى ملاجئ، بما في ذلك أكثر من 150 مدرسة تابعة للأونروا ونحو 130 مدرسة تديرها السلطات المحلية.

وأكد التقرير مدى التأثير المتوقع لابتعاد الطلاب عن التعليم لفترات طويلة متوقعة في ضوء نزوح أكثر من 80% من السكان، الذين يعانون ظروفًا لا تسمح لهم بالعمل أو التعلم؛ إنهم يعانون الجوع والعطش والبرد، ولا يحصلون إلا على القليل من الكهرباء أو الإنترنت.

وبالنسبة للناجين، فإن هذه الفجوة في تعليمهم، بالإضافة إلى الوقت الضائع بسبب كوفيد والصراعات السابقة، ستلقي بظلالها الطويلة على مستقبلهم؛ ما يزيد من إرث الصدمة والخسارة الناجمة عن هذه الحرب.

واستشهد التقرير بحديث سها موسى، المعلمة في مدرسة ذكور غرب غزة، في إشارة لصعوبة الحال وحجم المشكلة:  "أحب طلابي كثيرًا وأفكر فيهم طوال الوقت. في السابق، كانت أمنيتهم الكبرى هي الحصول على درجة كاملة في اختباراتهم، أما الآن، فهم يفكرون في كيفية النجاة من الموت والنزوح!”.

المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية