ترقب لبناني لمفاجآت الانتخابات النيابية بعد معاقبة طرابلس للحريري
ترقب لبناني لمفاجآت الانتخابات النيابية بعد معاقبة طرابلس للحريريترقب لبناني لمفاجآت الانتخابات النيابية بعد معاقبة طرابلس للحريري

ترقب لبناني لمفاجآت الانتخابات النيابية بعد معاقبة طرابلس للحريري

أكدت أوساط سياسية في لبنان أن أهالي طرابلس اختاروا مواجهة المسلمات التي كان من المتوقع أن تفرزها الانتخابات البلدية اللبنانية، بإسقاطهم تحالف الحريري - ميقاتي، والتصويت لوزير العدل المستقيل أشرف ريفي، في بادرة قلبت موازين السياسة في مهد التيار ومنشأ زعامته.

ورأى مراقبون أن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، خاصة في طرابلس، ولفظهم أبرز القيادات السياسية، يعكس التمرد الشعبي، السني منه على وجه الخصوص، الذي قد يتوسع ليصل الانتخابات النيابية، وهو ما اعتبرته أطياف سياسية جرس إنذار دقه الطرابلسيون لتصحيح المسار قبل ضياع المستقبل.

ويتخوف ساسة لبنان على مصائرهم، بعد المفاجآت التي نتجت عن الانتخابات الأخيرة، وتغير مسار الناخب اللبناني وتوجهه عن الوجوه المعروفة إلى وجوه أخرى، وهو ما يجعل كثيرين كزعيم تيار المستقبل سعد الحريري وآخرين من الذين خاضوا الانتخابات البلدية، يعيدون تفكيرهم في طريقة إدارتهم للمرحلة.

ريفي يفسر النتائج

من جهته، شدد وزير العدل اللبناني المستقيل اللواء أشرف ريفي على أن الجمهور السني عبّر، خلال الانتخابات البلدية، عن رفضه لترشيح زعيم تيار المستقبل سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية لرئاسة البلاد، بل وعاقب تحالف الحريري – ميقاتي لأنه لم يكن منسجماً مع توجهات الناس في طرابلس.

وأرجع ريفي، اليوم الأربعاء، عدم نشوء أي تحالف بينه وبين زعيم تيار المستقبل سعد خلال الانتخابات البلدية، إلى عدم تواصله معه، قائلاً: "لم يبادر أحد للتنسيق أو التواصل أو التشاور معي، في حين ذهبوا للتحالف مع ميقاتي، لذا لم نتمكن من الاتفاق على الشأن البلدي والمشروع الانتخابي ليتم إنشاء أي تحالف".

ولفت ريفي إلى أنه حتى لو كان هناك أي تباين في بعض وجهات النظر حيال بعض الأمور إلا أنه كان لابد أن نلتقي في نقاط معينة، إلا أن الحريري توافق مع ميقاتي بدلاً من الانضمام لجانبي في مشروع بلدي إنمائي يخدم الجميع.

وأكد ريفي أن لبنان يشهد منحى للتغيير في كافة الفئات اللبنانية لدى السنة والشيعة والدروز وحتى لدى المسيحيين، وهو ما ساهم في فوز لائحته في الانتخابات البلدية الأخيرة في لبنان.

وقال: "لم أشكل لائحة في الانتخابات البلدية بل دعمت لائحة هي أقرب للمناخ الطرابلسي، ولم أعمل أية محاصصة ولم أطرح أسماء معينة، وخضنا المعركة بشكل حضاري وكانت النتائج مدوية".

وأضاف أن مناخ الناخب السني لم يكن منسجماً ومتوافقاً مع تحالف القوى السياسية السنية الأخرى، لأن الطرابلسيون رفضوا المحاصصة، في حين أغفل تحالف القوى السنية ضرورة تمثيل المناطق الشعبية التي تمثل الخزان الشعبي الانتخابي.

وأوضح ريفي أن الناس أصبحت بمرحلة متقدمة من القدرة على الاختيار واتخاذ القرار، و"تصويت الناخب لنا كان لأن تحالف ميقاتي لم يكن منسجماً مع توجهات الناس في طرابلس، في حين كان قرارهم تجاهنا إيجابياً".

طرابلس تفند المواقف

واعتبر رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الأحدب أن أهالي طرابلس صوتوا في هذه المعركة الانتخابية الإنمائية البلدية لمحاسبة ساسة المدينة، بعدما حرموهم من المحاسبة في الانتخابات النيابية.

وقال: "ساسة طرابلس مددوا لأنفسهم في مجلس النواب على مرحلتين لولاية كاملة رغما عن إرادة الناس، وخانوا الوعود التي أطلقوها بالإنماء والاستقرار، وانقلبوا على خياراتهم السياسية وتحالفوا مع من يتهمونهم بذبح الشعب السوري، وذبحوا معهم أبناء طرابلس"، على حد قوله.

واتهم الأحدب ساسة طرابلس بأنهم "انقلبوا على خياراتهم السياسية بتحالفات مصلحية شخصية لا تراعي قناعات أهل المدينة ولا مصالحها، وتعاملوا مع أبناء المدينة بفوقية وتسلط، واضعين الفيتوهات على فلان وعلان غير مبالين بكرامة أبناء المدينة، ومعتبرين أن ماكيناتهم وامكاناتهم المالية ستحسم المعركة.

وتابع: "كل ذلك أعطى اللواء أشرف ريفي تفويضاً كبيراً من أهل المدينة لمواجهة السياسيين ولوضع حد لهذه التسويات المذلة على حساب أهل المدينة وعلى حساب أهل السنة في لبنان".

مراجعات تيار المستقبل

ودعى عدد من الساسة اللبنانيين، اليوم الأربعاء، قيادات "تيار المستقبل" لعقد جلسات عمل لمعرفة الخلل الذي وقع فيه التيار وأدى إلى ما أسفرت عنه الانتخابات البلدية.

وطالب زعيم حزب "النجادة" اللبناني مصطفى الحكيم تيار المستقبل إلى استدراك الأمور من أجل سد الثغرات التي حصلت، لأن أمامه مهمة صعبة خلال الأشهر المقبلة، وهي التحضير الجيد للانتخابات النيابية".

وقال الحكيم: "على المستقبل أن يستخرج العبر من نتائج الانتخابات وإعادة هيكلة التحرك بما يفضي إلى الإمساك بالوضع من جديد، لأن لبنان أمام مراحل صعبة وحساسة يقتضي تجاوزها إعادة النظر في كل التحالفات التي كانت قائمة والعودة إلى الجذور".

واعتبر أن "تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لم يكن على قدر الآمال التي علقت عليه لخوض الانتخابات البلدية بعد الخسائر التي مني في أكثر من منطقة والتي أسقطت مقولة أن هذا التحالف يمثل 86% من المسيحيين في لبنان"، وفقاً للوطنية للإعلام.

سقوط المسيحيين والعلويين

من جهته اعتبر السياسي اللبناني توفيق سلطان أن سقوط المسيحيين والعلويين مؤذ لسمعة طرابلس الوطنية الحريصة على التعايش، معتبراً أن المسيحيين نالوا في اللوائح أصواتاً أكثر من الجماعة الاسلامية والأحباش، وكانت كل الأرقام متقاربة، مرجعاً خسارتهم إلى ما أسماه "الحقن الطائفي في البلد، وأخذ المعركة إلى غير مكانها".

وأكد على أن "المعركة كانت عبارة عن انتخابات بلدية لم تكن مع المشروع الصفوي ولا مع سلاح "حزب الله" ولا ضد ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من قبل سعد الحريري، بل هي معركتنا هي مدنية وبلدية وإنمائية".

وقال سلطان: "حرام ان توضع انتخابات البلدية في غير مكانها وبخلفية وأجندات مشبوهة"، مضيفاً: "البلدية لها علاقة مع الناس على الأرض، وتتعلق بمصالح الناس ولها دورها ووقتها، وهي تختلف عن الانتخابات النيابية وعن رئاسة الجمهورية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com