سباق الزمن إلى معركة الرقة السورية والمفاجأة الروسية
شهدت الأيام الماضية تحشيدا غير مسبوق تحضيرا للمعركة الفاصلة المنتظرة قريبا لتحرير مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم داعش.
ولأول مرة جرى نشر صور للعمليات التدريبية الأمريكية الخاصة في معسكر تدريبي في شمال سوريا في وسائل الإعلام بالولايات المتحدة، و لفتت انتباه المراقبين في هذا السياق، الكيفية التي جرى فيها الترويج بالكلمة والصورة لتواجد هذه القوات وسباقها مع الزمن، بهدف تدريب قوات سورية محلية باستطاعتها الزحف جنوبا تجاه الرقة التي توصف بأنها عاصمة تنظيم داعش.
المفاجأة الروسية
والجديد المفاجئ أيضا الذي أثار انتباه المراقبين، هو الموقف الروسي المستجد من دور قوات التحالف الدولي في سوريا والتي تضم أيضا عددا من الدول العربية، فبعد أن كانت روسيا تعتبر وجود التحالف على الأرض السورية يتناقض والشرعية الدولية باعتباره لم يتم بطلب من النظام السوري، جاء إعلان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الثلاثاء، عن استعداد بلاده للتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير الرقة.
وفيما تمضي استعدادات معركة الرقة العسكرية إلى الأمام، والتي كانت الزيارة السرية التي قام بها الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل المشرف على المعركة المنتظرة للشمال السوري، جزءا منها، وهو أعلى ضابط أمريكي رتبة يدخل إلى سوريا، تتواصل أيضا الاتصالات السياسية بين عدد من العواصم وبينها عواصم عربية بهدف تحديد نوع المعارضة التي ستتولى إدارة المدينة والمناطق الأخرى التي يجري تحريرها من قبضة داعش.
استعدادات وتوافقات
ويبدو أيضا أنه في إطار دعم هذه الاستعدادات جاء وقف الغارات الروسية أمس وبشكل مؤقت على مواقع جبهة النصرة في شمال سوريا، استجابة لطلب عدد من فصائل المعارضة، وفقا لبيان روسي في هذا الخصوص، كما جرى التفاوض على عدد من التوافقات بين فصائل المعارضة، حيث أعلن فصيلان متنازعان من المعارضة أنهما توصلا إلى اتفاق لوقف القتال بينهما.
وجاء في بيان أصدره فصيل "جيش الإسلام" ليل الثلاثاء أنه "تم التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار مع "فيلق الرحمن" برعاية المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب.
وعلى مستوى الوضع الميداني في جبهة الرقة أعلن الكولونيل الأمريكي ستيف وارن المتحدث باسم التحالف قبل أيام عن قيام تنظيم داعش بفرض حالة الطوارئ في الرقة، خوفا من حصار المدينة، فيما يراقب مسؤولون بالجيش الأمريكي عن كثب وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الإخبارية التي تتحدث عن الوضع النفسي والميداني للتنظيم تجاه خطوات فرض الحصار.
وأكد وارن أن داعش يشعر بالتهديد، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن قيام التنظيم المتشدد بإعادة نشر عناصره حول المدينة محاولا حماية مواقع معينة من احتمال وقوع هجمات جوية أو برية قريبا.
