هجمات باريس تعجّل باستئصال داعش من الرقة السورية
هجمات باريس تعجّل باستئصال داعش من الرقة السوريةهجمات باريس تعجّل باستئصال داعش من الرقة السورية

هجمات باريس تعجّل باستئصال داعش من الرقة السورية

أفاد خبراء أن موجة هجمات باريس التي خلفت 129 قتيلا قربت وجهات النظر بين الغرب من جهة وبين روسيا وإيران من جهة ثانية، وأذابت الخلافات، فيما يبدو، بينهم لأنهم ازدادوا قناعة أن التخلص من الهجمات الإرهابية ينبغي أن يبدأ من الرقة السورية، عاصمة داعش.

ويرى الخبراء أن المزيد من الحروب ليس هو الحل، وإذا أرادت دول العالم تجنب ما وقع لباريس، فإن المجموعة الدولية ملزمة بمعالجة المشكلة الأساسية، وهي الأزمة السورية.

وجرى الاتفاق في فيينا على تشكيل حكومة انتقالية خلال 6 أشهر وإجراء انتخابات في غضون 18 شهرا، بينما بقي مصير الرئيس السوري بشار الأسد معلقا.

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "إن الهجمات المروعة في باريس أظهرت الحاجة العاجلة إلى مبادرة قوية ومشتركة تجاه إيجاد حل للحرب في سوريا من أجل ضمان مكافحة التهديدات الوحشية التي يشكلها تنظيم داعش وأتباعه".

وتقول صحيفة الأوبزرفر إن المسلحين المنتمين إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" حولوا وسط باريس إلى ساحة معركة ليلية، دون سابق إنذار، ودون مبرر، وقتلوا بروح الانتقام وعلى ألسنتهم "سوريا والعراق".

وترى الصحيفة أن تشديد الإجراءات الأمنية وتقييد حركة التنقل وتكثيف عمليات التنصت لا يمكن أن تحمي تماما مدنا مثل باريس ولندن وبروكسل وروما، من مثل هذه الاعتداءات، وإلا فإن السلطات ستقضي على الحريات وطريقة العيش وثقافة الانفتاح والتسامح التي يمقتها الإرهابيون.

ويرى مختصون بالجماعات المتطرفة أن داعش تعوّد على قتل المدنيين بأعداد كبيرة لإظهار قوته وإدخال الخوف في قلوب أعدائه.

ويضيف هؤلاء المختصون أن الغرب لا ينتبه إلى هذه المجازر إلا عندما تحدث في شوارعه، فقد قتل 43 شخصا في بيروت الخميس وقتل 26 شخصا في بغداد الجمعة، وثمة مجازر كثيرة تقع في المنطقة يتبناها داعش.

وتوضح مصادر أن هجمات باريس الأخيرة تختلف عن هجمات شارلي إبدو التي وقعت في باريس يناير الماضي، في كون المهاجمين تلقوا تدريبات أفضل، ووضعوا خططا أكثر دقة، إذ أنهم حصلوا على السلاح ونسقوا عملهم، وبقوا إلى آخر لحظة.

وترى الاندبندنت أن تنظيم داعش مزج، لأول مرة، بين معارك الشوارع وأسلوب العصابات والقتال التقليدي، فهو يريد أن يبرهن على أنه قادر على الضرب في أي مكان في العالم، لأنه يتلقى ضربات على العديد من الجبهات.

وتتابع الصحيفة أن من طبيعة أسلوب تنظيم داعش الانتقام من أعدائه بأي وسيلة وبطريقة مثيرة تضمن الدعاية الإعلامية الواسعة، فقد رد على الغارات الأمريكية بقطع رؤوس عاملين في الإغاثة، كما أحرق التنظيم الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا في قفص.

وتأتي هجمات باريس، كذلك، بعد أيام قليلة من تبني داعش لتفجير الطائرة الروسية في سيناء، والذي أودى بحياة 224 شخصا، وأوضح التنظيم المتشدد أن التفجير جاء كرد على الغارات الروسية في سوريا

ويقول خبراء إنه "لم يحدث لأي تنظيم مسلح أن جمع بين كل هذه الأساليب في القتال، ففي غضون اقل من شهر حطم التنظيم طائرة روسية في سماء مصر، وفجر شارعا في بيروت مستعملا انتحاريين، وأدخل الرعب إلى وسط باريس."

ويعتقد خبراء أن قادة تنظيم داعش ندموا على القتال طويلا في كوباني، المدينة الكردية السورية، إذ خسروا نحو 2000 مسلح أمام المقاتلين الكرد المدعومين بغارات جوية أمريكية، وعليه قرروا الاعتماد على أسلوب العصابات في سوريا والعراق ونشر النزاع في الخارج بتنفيذ عمليات هناك.

ويضيف خبراء أن ساحة المعركة في سوريا منحت تنظيم داعش قدرا كبيرا من التحكم في الأعمال الإرهابية، وأكسبته مهارات وقدرات عالية.

ويلاحظ الخبراء أن أسلوب تنظيم "الدولة الإسلامية" تغير، فكان في السابق هو بناء بلد يحكم فيه التأويل الأكثر تشددا للإسلام ، أما اليوم فقد التحق عدد كبير من الشباب الذين يحملون جوازات سفر أجنبية بالتنظيم، وهو أدى إلى التغيير في أسلوب العمل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com