أقدم زعيم جناح المعارضة بالكنيست الإسرائيلي "يتسحاق هيرتسوغ"، من يقف على رأس حزب "العمل"، أحد جناحي كتلة "المعسكر الصهيوني"، على خطوة مفاجئة، اليوم الأثنين، حين أصدر تعليمات ببدء تدشين مقر انتخابي خاص بالكتلة، تمهيدا لانتخابات الكنيست الجديدة.
وقدر هيرتسوغ أن تلك الانتخابات ستعقد لا محالة عام 2016، معتمدا على كون رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، لم يعد قادرا على قيادة البلاد، "بعد أن أصبح عرضة للإبتزاز والخضوع لمصالح أحزاب الائتلاف"، على حد قوله.
وأعلن هيرتسوغ الذي كانت القائمة التي يقف على رأسها قد حققت 24 مقعدا بالكنيست العشرين، إبان إنتخابات آذار/ مارس الماضي، وشكلت جناح المعارضة بالكنيست، أعلن في مستهل إجتماع الكتلة اليوم الأثنين، أنه "في الشهور الأخيرة، أو بالأحرى في الأيام الأخيرة، كان من الواضح للعيان، أنه آن الأوان للتغيير".
وتابع أن "نوايا نتنياهو الذهاب لإنتخابات تمهيدية مبكرة على رئاسة الليكود، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه يدرك أن نهاية الائتلاف باتت وشيكة، وأنه سيفشل لا محالة"، معبرا عن ثقته في إجراء إنتخابات عامة جديدة العام القادم.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن زعيم جناح المعارضة بالكنيست أن الكتلة التي يرأسها تعتزم الوقوف بكامل قوتها أمام "حكومة نتنياهو الفاشلة، وأن دولة إسرائيل في حاجة ملحة للتغيير"، مضيفا أن "كتلته ستتصدى لفشل تلك الحكومة لأنها تريد أن تعيش في دولة يهودية قوية، يمكنها مواجهة أعدائها، وتوفير حياة مناسبة لجميع المواطنين، بما يجعلهم يفتخرون بها"، على حد تعبيره.
وشن هيرتسوغ هجوما حادا ضد نتنياهو، وقال أن الأخير "نال كامل فرصته، ولكنه أثبت فشله، وينبغي الإعتراف بأنه أصبح يعاني الوهن والضعف والخضوع للإبتزاز، ولا يكترث سوى ببقائه السياسي دون أن يضع في الإعتبار مستقبل من هم حوله"، معبرا عن اعتقاده بأن "نتنياهو نفسه لن تغير، إنما ينبغي تغييره واستبدال حكومته"، لافتا إلى أن كتلته ستقوم بذلك.
وأكد زعيم المعارضة أنه أصدر تعليمات لمدير عام حزب العمل "جلعاد رفينوفيتش"، بالبدء على الفور في تدشين المقر الإنتخابي إستعدادا لإنتخابات الكنيست القادمة، مؤكدا أنه سيقود كتلة قوية أكثر بكثير من الإنتخابات التي أجريت قبل 9 أشهر، واصفا هذه الكتلة بأنها ستكون "كتلة صهيونية أكبر وأكثر ثقة في رغبتها بالتغيير".
وترددت في اليومين الماضيين أنباء عن مبادرة أطلقها نتنياهو، لإجراء إنتخابات تمهيدية مبكرة على رئاسة حزب "الليكود"، ما تسبب في إنقسام داخل الحزب بين معارض ومؤيد، حيث أشار معارضو الخطوة إلى أنها تخالف مواثيق الحزب، وأنه من غير الممكن الإقدام عليها في ظل ما وصفوه "ذروة الحرب على الإرهاب والتحديات الأمينة والسياسية والاقتصادية المعقدة".
وعلى النقيض، قال مؤيدو الخطوة أن "إجراء إنتخابات تمهيدية مبكرة على رئاسة الليكود خطوة حسنة، لأن نتنياهو يثبت بذلك أنه زعيم لديه مسؤولية، وجدير بأن يقف الجميع خلفه، وأن إجراء تلك الإنتخابات هو السبيل لمواجهة التحديات الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، لأنها "تحافظ على استقرار السلطة.
وقدر مراقبون أن نتنياهو الذي انتهى من الملفات الأساسية، ومن بينها إقرار الموازنة العامة وصيغة التسوية الخاصة بملف الغاز الطبيعي، يريد أن يتفرغ لتعزيز وضعه السياسي داخل الحزب، وضرب خضومه الطامحين في رئاسة الحزب مستقبلا، وضمان بقائه على رأس الحكومة الحالية، وتشكيله للحكومة القادمة، التي ستكون بذلك الحكومة الخامسة التي يشكلها.