الأمم المتحدة تحذر من نزوح مزيد من اللبنانيين إذا استمرت غارات إسرائيل
شنت طائرات الاحتلال، الثلاثاء، ضربات جوية على قطاع غزة، في إطار حملة "الجرف الصامد"، التي تستهدف ناشطي حركة حماس الإسلامية الذين يطلقون بدورهم الصواريخ على بلدات إسرائيلية.
وحث جيش الاحتلال الإسرائيليين المقيمين في دائرة نصف قطرها 40 كيلو مترا جنوب قطاع غزة، على البقاء قرب مناطق تتوفر لها الحماية، وأمر بإغلاق المخيمات الصيفية كإجراء وقائي من نيران الصواريخ.
وقال الجيش، الثلاثاء، في بيان، إنه أغار في عملية مشتركة للقوات البحرية والجوية الإسرائيلية، على 50 هدفا وموقعا في أنحاء قطاع غزة".
وقال مسؤولون فلسطينيون إن "إسرائيل قصفت أكثر من 30 هدفا في أقل من ساعة، الثلاثاء، بما في ذلك منزلان في جنوب قطاع غزة، أحدهما قال عنه أحد الجيران إنه ملك لعضو في حماس".
وأصيب تسعة أشخاص بجروح ناتجة عن شظايا. ولم ترد أي تقارير عن إصابات أخرى، لأنه من المعتقد أن المباني التي استهدفت، جرى إخلاؤها قبل الهجمات.
وقالت مصادر محلية إن "طائرة استطلاع إسرائيلية تطلق صاروخا تحذيرا على المنزل المستهدف، ثم تقصفه طائرة (اف 16) بعد وقت قصير".
وبينت المصادر أن طائرات (اف 16) قصفت منزلا لعائلة أبو دقة في بلدة عبسان شرق خان يونس، مما أدى إلى تدميره كليا، ومنزل لعائلة الحشاش في رفح، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.
وأصيب مواطنان بجراح خطيرة في قصف دير البلح وسط القطاع، نقلا إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة لتلقي العلاج.
كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية، أرضاً زراعية على طريق صلاح الدين في دير البلح، وأرضا زراعية في حي التفاح، شمال شرق المدينة.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية أرضاً زراعية قرب موقع "السفينة" شمال غرب مدينة غزة، إضافة إلى قصف بصاروخ على أرض زراعية في محيط منطقة الواحة المجاورة.
وقصفت بثلاثة صواريخ على الأقل أرضاً زراعية في منطقة الحشاشين في المدينة، وموقعاً قرب متنزه المحطة في حي التفاح، شمال غزة، دون وقوع إصابات بشرية.
وتعرضت أراض زراعية في حي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة لقصف متواصل، إضافة إلى موقع قرب مسجد مصعب بن عمير في حي الزيتون.
وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي وقوع ضربات جوية لكنها لم تقدم أي تفاصيل.
وقال المتحدث العسكري، اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، في تغريدة على "تويتر": "عملية الجرف الصامد جارية وتستهدف قدرات حماس التي تروع إسرائيل".
وهدد الجناح المسلح لحركة حماس برد "مزلزل" على الهجمات الإسرائيلية، قائلا إنه أطلق صاروخا على بلدة في جنوب إسرائيل.
وأدانت الحركة في بيان، قصف إسرائيل للمنازل، قائلة إنه "يتجاوز كل الخطوط الحمراء". وهددت بإطلاق صواريخ لمسافات أبعد. وقال نشطاء في الحركة "سنرد بتوسيع نطاق أهدافنا".
وقال ليرنر إن "نشطاء في غزة أطلقوا أكثر من 80 صاروخا على إسرائيل، الإثنين 7 تموز/ يوليو الجاري". وقال مسؤولون عسكريون إن "أكثر من 200 صاروخ أطلقت على إسرائيل خلال الـ30 يوما الماضية".
وأعلنت حماس مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على إسرائيل، الإثنين، وذلك للمرة الأولى منذ حرب 2012، التي انتهت بهدنة بوساطة مصرية.
وقالت إسرائيل إن أكثر من 40 صاروخا أطلقت أثناء تشييع جثامين نشطاء في غزة. وأعلن الجيش عن أن 30 منها سقطت داخل إسرائيل والباقي أسقطته مضادات الصواريخ.
وتعهدت حماس بالانتقام مما وصفته "أكثر الهجمات الإسرائيلية دموية"، التي قتل فيها ستة نشطاء فلسطينيين، رغم نفي إسرائيل أي ضلوع لها في ذلك. واحتدمت أعمال العنف منذ خطف ومقتل ثلاثة شبان إسرائيليين وفتى فلسطيني الأسبوع الماضي.
وأضاف ليرنر أن "إطلاق حماس للصواريخ على إسرائيل من غزة يعني أن الجيش الإسرائيلي يتحدث حاليا عن الاستعداد للتصعيد"، مشيرا إلى أن الجيش استدعى المئات من قوات الاحتياطي، وأنه مستعد لتعبئة 1500 فرد.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، افيخاي أدرعي: "من بين الأهداف التي جرى قصفها ليلة الثلاثاء، أربعة منازل لنشطاء حماس و18 موقعا استخدم لإطلاق الصواريخ وثلاث منشآت عسكرية إضافة إلى عشرة أهداف للبنى التحتية".
ولفت أدرعي في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على "تويتر" إلى أن "قيادة الجيش الإسرائيلي أعدت عملية تتصاعد بصورة تدريجية وفقا للتطورات على الأرض".
وأضاف: "يواصل الجيش الإسرائيلي حشد القوات البرية بمحاذاة قطاع غزة استعدادا لأن تشمل العملية اقتحاما بريا، كما يجري الاستعداد لاستدعاء وحدات احتياط إضافية".
وتابع أن "حماس دخلت المعركة وهي في مأزق حقيقي، وتهديدات الحركة تنطلق من هذه الحالة".
وأوضح أدرعي في تغريدة على "تويتر"، أن الجيش الإسرائيلي أطلق عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة ضد قدرات ومصالح حركة حماس، رداً على استمرار إطلاق الصواريخ نحو جنوب إسرائيل".
وقالت مصادر سياسية إن "مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بالشؤون الأمنية، قرر في مشاورات جرت الإثنين 7 تموز/ يوليو، تكثيف الغارات الجوية ضد النشطاء في غزة، لكنه لم يصل إلى حد اتخاذ قرار بهجوم بري في الوقت الراهن".
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء اجتماع لحكومته، الأحد 6 تموز/ يوليو، "بعمل كل ما هو ضروري لإعادة الهدوء إلى البلدات الإسرائيلية الجنوبية"، محذرا في الوقت ذاته من الاندفاع نحو مواجهة أوسع مع حماس التي يمكن لترسانتها من الصواريخ الطويلة المدى أن تصل إلى قلب إسرائيل وعاصمتها الاقتصادية تل أبيب.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، افيجدور ليبرمان، إن "حزبه القومي قرر إنهاء تحالفه مع حزب ليكود المحافظ بزعامة رئيس الوزراء، لكنه سيبقى في الائتلاف الحاكم"، مرجعا ذلك إلى خلاف مع نتنياهو حول طريقة التعامل مع حماس.
وقال المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، إن "اغتيال العدو لعدد من عناصر كتائب القسام والمقاومة، هو تصعيد خطير والعدو سيدفع الثمن".
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بوقف التصعيد العسكري والالتزام بالهدنة التي جرى التوصل إليها بين الجانبين في 2012 .
ودعا عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية بعد موجة من الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى "وقف التصعيد فورا".
ونقلت الوكالة عن عباس دعوته "المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف هذا التصعيد الخطير، الذي سيجر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار".
العملية لن تنتهي خلال أيام
وقال وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، الثلاثاء، إن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي التي جرى تصعيدها، لن تنتهي في الأيام القريبة المقبلة، وربما يجري توسيعها.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون قوله: "إننا نستعد لمعركة ضد حماس، ولن تنتهي خلال أيام معدودة"، مضيفا أن "حماس تقود المواجهة الحالية إلى مكان تتطلع إلى أن تجبي منه ثمنا من جبهتنا الداخلية، وثمة حاجة إلى نفس طويل".
وتابع: "لن نتحمل إطلاق صواريخ باتجاه بلدات إسرائيل، ونحن مستعدون لتوسيع العملية العسكرية بكافة الوسائل المتوفرة لدينا من أجل مواصلة ضرب حماس".
وزاد: "هاجمنا بقوة وألحقنا ضررا بعشرات المواقع التابعة لحماس خلال الساعات الأخيرة، والجيش الإسرائيلي يواصل جهوده الهجومية، بصورة تمكن من جباية ثمن غال جدا من حماس".
من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، يائير لبيد، الثلاثاء، إن "حركة حماس تعلم أننا لن نتنازل حتى نصل إلى هدوء في الجنوب".
وأضاف لبيد في تصريحات إذاعية أن "حماس أضعف من أي وقت مضى، ويجب بحث كافة السيناريوهات المحتملة في حال سقوطها ومن سيملأ الفراغ الذي سيحدثه تطور كهذا".
وأشار إلى أن "إسرائيل عازمة على إعادة الهدوء إلى الجنوب ولن تسمح لحماس بتحديد قواعد المواجهة".
ورفض إعطاء أي تفاصيل حول طبيعة العمليات العسكرية ضد القطاع، لكنه هدد بأنه "لا أحد في قيادة حماس محصن من المس به".
بدوره، قال وزير الداخلية الإسرائيلي، غدعون ساعر، إنه "يجب توجيه ضربات شديدة لحماس من أجل إعادة الردع المتآكل".
وأوضح ساعر أنه "لا أحد متحمس لمواجهة عسكرية، لكن كلما تريثنا سنضطر إلى الرد بقوة أكبر بكثير".
وتطرق ساعر إلى المظاهرات الاحتجاجية في البلدات العربية في داخل أراضي 1984، قائلا إن "قادة الوسط العربي يحملون المسؤولية ومعنيون بتهدئة الأجواء، وإن أقلية من بين عرب إسرائيل فقط تشارك في أعمال الشغب".
وقال رئيس حزب العمل والمعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن "إطلاق عشرات الصواريخ من غزة، ليلة الثلاثاء، يشكل تصعيدا ولم يبق أمام إسرائيل أي خيار سوى إنزال ضربة على رأس حماس".
واعتبر أن "وضع إسرائيل في المواجهة الحالية أفضل مما كان عليه في الماضي، حيث تزودت بمنظومة القبة الحديدية وعززت التحصينات في الجنوب ووثقت التعاون بين قيادة الجبهة الداخلية والمجالس الإقليمية في الجنوب".