بعد 10 أشهر من الأزمات السياسية.. شبح المجهول ما زال يلاحق العراقيين
بعد 10 أشهر من الأزمات السياسية.. شبح المجهول ما زال يلاحق العراقيينبعد 10 أشهر من الأزمات السياسية.. شبح المجهول ما زال يلاحق العراقيين

بعد 10 أشهر من الأزمات السياسية.. شبح المجهول ما زال يلاحق العراقيين

تسود الشارع العراقي حالة من الاستياء والخوف من المجهول بعد مرور 10 أشهر من الأزمات السياسية المتصاعدة، وغياب الحلول، وهو ما ينذر بمخاطر أكبر.

وأجرى العراق انتخابات نيابية في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ونشبت خلافات سياسية عميقة بشأن نتائجها، وكذلك ملف تشكيل الحكومة، بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

لكن هذا الخلاف تصاعد خلال الأيام الماضية، عندما اقتحم أتباع الصدر المنطقة الخضراء، وسط بغداد، وسيطروا على مبنى البرلمان، وبدأوا اعتصاما مفتوحا، لحين تلبية مطالب الصدر، وهي حل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة.

وبسبب طبيعة إدارة الدولة والاشتباك الحاصل بين المؤسسات الرسمية والقوى السياسية، فإن الخلافات وتأخر تشكيل الحكومة انعكست بشكل سريع على الشارع العراقي ومعيشة المواطنين.

صدام مرتقب

على المستوى الأمني، تبدو الأجواء متوترة بين أنصار الصدر، وأنصار قوى الإطار التنسيقي، حيث يعتصم الطرفان في المنطقة الخضراء وحولها، ما يهدد بحصول اشتباك أو صدام في أية لحظة، في ظل امتلاك الطرفين السلاح وجمهورا متعصبا غاضبا.

ويغذي تلك الحالة، خطاب حاد من قبل القيادات السياسية التي تتراشق بالبيانات والتصريحات الإعلامية، حيث اتهم الصدر قوى "الإطار" بالسعي لإشعال حرب أهلية.

كما وجه الحساب التابع للصدر، صالح محمد العراقي، عبر منصة "فيسبوك" جملة اتهامات وانتقادات لاذعة، نحو ما أسماه "الثالوث المشؤوم"، ويقصد به رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس مليشيات عصائب "أهل الحق" قيس الخزعلي، ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم.

وفي ظل "الحرب الكلامية" والاتهامات المتبادلة بـ"التبعية والفساد" وعدم الجدية في السعي نحو الإصلاح، فإن أوساطا سياسية تحذر من أن الساحة العراقية "باتت مهيأة لأي اشتباك أو صدام بين الأطراف المتنازعة".

هوشيار زيباري، وهو سياسي كردي مخضرم، لفت الأنظار إلى كيفية انطلاق الشرارة الأولى للحرب الأهلية، من واقع تجربة إقليم كردستان الذي شهد ذلك في تسعينيات القرن الماضي.

وقال زيباري، في تغريدة عبر منصة "تويتر"، إن "الحروب الأهلية لا تحدث بقرارات قيادية، الحرب الكردية عام 1994 لم تبدأ بقرار من السادة مسعود بارزاني وجلال طالباني، ولكن أحداث عنف فردية ومتفرقة من قبل قيادات ميدانية كانت السبب".

وأضاف: "الاحتقان السياسي الحالي بين القوى الشيعية، الإطار والتيار، وصل ذروته ويجب منعه، ولنستفد من التاريخ".

تهديد بالشارع

وفي ردها على الصدر، هددت ميليشيات كتائب حزب الله، أبرز الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، يوم الثلاثاء، بالنزول إلى الشارع "من أجل حماية السلم المجتمعي"، وهو سيناريو متوقع، في حال تصاعد المخاطر.

وفي العاصمة بغداد، مركز "التناحر" الرئيس، تبدو الأجواء قاتمة، إذ زادت حواجز التفتيش في مركز المدينة، وقطعت القوات الأمنية بعض الطرق لمنع تصادم الفريقين، ما أثر على حياة المواطنين.

علي العبيدي، وهو صاحب سيارة أجرة يعمل وسط بغداد، قال إن "الأجواء مقلقة، والجميع في حيرة وارتياب وخوف من المجهول، إذ إن الجميع يستعد للحرب المقبلة، بتحشيد الجمهور، والسلاح، ولا نعرف متى تنطلق الشرارة الأولى.. فبعض السياسيين يتحدثون عن ذلك بصراحة دون خجل أو وجل".

ويضيف العبيدي، خلال حديثه لـ"إرم نيوز": "يبدو أن العراقي مكتوب عليه أن يعيش طول عمره في تلك الأجواء المرعبة والحزينة.. لقد مللنا هذا الوضع، إنهم لا يكترثون بأرواح الملايين".

نحو كردستان

منذ أيام تصاعدت المطالبات للمرجع الديني علي السيستاني، بالتدخل عبر إصدار فتوى أو تعليمات لإنهاء الأزمة السياسية، وفك الاشتباك بين الأطراف المتنازعة.

ولجأ بعض سكان العاصمة بغداد، إلى إقليم كردستان، لقضاء عطلة الصيف، وللهرب من واقع العاصمة، لحين انفراج الأزمة.

المحلل السياسي رحيم الشمري، يرى أن "الأزمة التي يمر بها العراق طبيعية جدا، في ظل الديمقراطية التي ما زالت ناشئة، وعقود من الانقلابات والحكم الانفرادي، إذ إن تلك الأمور تتكرر اليوم برغبة شخص أو عدد من الأشخاص بحكم العراق".

وأضاف الشمري لـ"إرم نيوز" أن "العراقيين بالفعل قلقون من هذا الوضع، بل وهناك أيضا قلق في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، لكن المجتمع الدولي لن يسمح بأي اضطراب في العراق، فضلا عن أن العراقيين باتوا واعين لهذا الأمر".

وأشار المحلل العراقي إلى أن "فئة الشباب أصبحت واعية، وهي تتجاوز 20 مليونا يتعاملون بهدوء وحكمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com