هل تصطدم جهود الجزائر في ملف المصالحة الفلسطينية بشروط الفصائل التعجيزية؟
هل تصطدم جهود الجزائر في ملف المصالحة الفلسطينية بشروط الفصائل التعجيزية؟هل تصطدم جهود الجزائر في ملف المصالحة الفلسطينية بشروط الفصائل التعجيزية؟

هل تصطدم جهود الجزائر في ملف المصالحة الفلسطينية بشروط الفصائل التعجيزية؟

تواصل الجزائر مساعيها الرامية لتحقيق تقدم بملف المصالحة الفلسطينية، وذلك على إثر تحركاتها الأخيرة، المبنية على دعوة رئيسها عبد المجيد تبون، للفصائل والتي أطلقها نهاية العام الماضي، خلال لقائه بنظيره الفلسطيني محمود عباس.

والشهر الماضي، استضافت الجزائر عدداً من الفصائل الفلسطينية، أبرزها حركتا فتح وحماس، واستمعت لوجهات النظر المتعلقة بالمصالحة؛ إلا أنها لم تنجح في عقد لقاء شامل بين تلك الفصائل وفق ما كان من المخطط له نهاية ذات الشهر.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أكد أن "مشوار المصالحة بين الفصائل الفلسطينية انطلق"، مشيراً إلى أن الجزائر لها خبرة طويلة في جمع الشمل الفلسطيني، على حد تعبيره.

من جهته، اتهم الناطق باسم حركة فتح، حسين حمايل، حركة حماس، باختلاق الذرائع والأعذار لإحباط الجهود الجزائرية، قائلاً: "حماس ومع كل جولة مصالحة جديدة تختلق الذرائع وتشن هجوماً على القيادة الفلسطينية وحركة فتح"، لافتًا إلى أن ذلك أصبح بمثابة نهج معتمد من قبل قيادات حماس.

وقال حمايل، في حديث سابق مع "إرم نيوز": "فتح لا يمكن أن تعلن فشل الجهود الجزائرية بهذا الملف؛ لكن الأمر مرتبط بقرار حماس وقبولها باستحقاقات إنهاء الانقسام"، فيما لم تعلن حماس عن فشل جهود الجزائر من عدمه.

شروط تعجيزية

وفي السياق ذاته، يرى خبراء ومختصون في الشأن السياسي، أن الشروط التعجيزية التي تضعها الفصائل الفلسطينية وتحديداً حركة حماس لن تؤدي إلى إفشال الجهود الجزائرية فقط؛ وإنما لإفشال كل جهد عربي بملف المصالحة.

وقال المحلل السياسي، محسن أبو رمضان، إنه "لا يمكن في الوقت الحالي إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة"، لافتاً إلى أن الهوة ما زالت متسعة بين حركتي حماس وفتح، وأن الحركتين تتمسكان بذات المواقف والشروط.

وأضاف أبو رمضان، في حديثه لـ "إرم نيوز": "فتح تريد حكومة وحدة وطنية وفق شروط الرباعية الدولية، تمكنها من فرض سيطرتها على قطاع غزة، في حين تريد حماس إنهاء ملف موظفيها وتصر على شروطها المتعلقة بمنظمة التحرير وإعادة تفعيلها".

وتابع أبو رمضان: "حماس لا تريد القبول بشروط الرباعية الدولية وتعزز قوة موقفها من خلال مطالب بعض فصائل منظمة التحرير التي ترفض حضور اجتماع المجلس المركزي المقبل وتطالب بإعادة تأهيل منظمة التحرير".

وأشار المحلل السياسي، إلى أن "هناك عددا من المؤشرات التي تؤكد فشل الجهود الجزائرية بملف المصالحة"، مشدداً على أن اجتماعات الجزائر سبقتها حوارات فاشلة بين الفصائل الفلسطينية بشأن عقد اجتماع المجلس المركزي.

واستطرد: "إصرار فتح وفصائل المنظمة على عقد اجتماع المجلس المركزي يأتي من أجل ملء الشواغر بمنظمة التحرير، والذي بتقديري يمثل استعدادا لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس"، حسب قوله.

واستكمل أبو رمضان: "اجتماع المجلس المركزي المقرر بعد عدة أيام يأتي لإعادة ترتيب الأوراق السياسية للاستعداد للمرحلة المقبلة دون التوافق بين جميع الفصائل الفلسطينية".

وشدد أبو رمضان، على "ضرورة تخلي حماس عن سيطرتها الانفرادية لقطاع غزة، مقابل تقديم حركة فتح لتنازلات فيما يتعلق بملف منظمة التحرير"، لافتاً إلى أن ذلك سيكون مدخلاً للشراكة السياسية بين الجانبين.

فرص ضئيلة

بدوره، قال المحلل السياسي، أحمد عوض، إن فرص نجاح الجهود الجزائرية بملف المصالحة ضئيل جداً، مشدداً على أن حالة الانقسام الفلسطيني تعدت حركتي فتح وحماس وتشمل في الوقت الحالي جميع الفصائل.

وأوضح عوض، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "الحوارات السابقة والتي فشلت في إنهاء الانقسام كانت تتركز على مطالب حركتي فتح وحماس؛ إلا أنه وبعد سنوات طويلة تعمق الانقسام وشمل العديد من الفصائل ومنظمة التحرير".

وأضاف عوض: "الانقسام حول عقد اجتماع المجلس المركزي يؤكد أن الفصائل الفلسطينية غير جاهزة للتجاوب مع أي جهد عربي للمصالحة"، لافتاً إلى أن شروط جميع الأطراف تمثل أكبر معرقل لعملية المصالحة ولنجاح الجهود الجزائرية.

وحسب المحلل، فإن "الجزائر وأي دولة عربية لن تكون قادرة على لم الشمل الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام"، مستطرداً: "الدليل على ذلك الجهود المصرية على مدار السنوات الماضية والتي لم تحقق أي تقدم بالملف".

وأشار عوض، إلى أن "الملف الفلسطيني محكوم بالمصالح الحزبية والارتباطات الإقليمية لبعض الفصائل، الأمر الذي يحول دون إنهاء حالة الانقسام"، مشدداً على أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على جهود الجزائر.

تفاؤل محدود

وفي السياق، يرى المحلل السياسي، رياض العيلة، أن "نسبة التفاؤل في نجاح الجهود الجزائرية بملف المصالحة الفلسطينية محدودة جداً"، قائلاً: "يمكن إحداث اختراق محدود بالملف لكن الأمر لا يزال مرهونا بشروط الفصائل".

وأضاف العيلة، في حديثه لـ "إرم نيوز": "أستبعد نجاح الجهود الجزائرية بإنهاء الانقسام، خاصة وأن عددا من الدول وأبرزها مصر حاولت مراراً لم الشمل الفلسطيني ولم تنجح"، مؤكداً أن الجزائر ربما تضطر لتقديم رؤية خاصة بها لجامعة الدول العربية دون الحصول على موافقة الفصائل الفلسطينية.

وأشار العيلة، إلى أن "حالة الانقسام الفلسطينية تتعمق أكثر يوماً بعد يوم، وأن مطالب الفصائل أصبحت معقدة أكثر من السابق"، لافتاً إلى أنه حتى وإن جرت الانتخابات العامة فإن ذلك لن يؤدي إلا لمزيد من الانقسام.

وبين العيلة، أن "أهداف الفصائل الفلسطينية من تحقيق المصالحة متباينة ولا يوجد أي تقاطع بها، الأمر الذي يصعب على أي طرف عربي أو فلسطيني التدخل وإنهاء الانقسام"، مشدداً على أن المطالب التي تعرضها الفصائل حزبية بالدرجة الأولى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com