بعد زيارة دحلان المفاجئة.. ما الذي يبحث عنه رئيس السلطة الفلسطينية في موسكو؟
بعد زيارة دحلان المفاجئة.. ما الذي يبحث عنه رئيس السلطة الفلسطينية في موسكو؟بعد زيارة دحلان المفاجئة.. ما الذي يبحث عنه رئيس السلطة الفلسطينية في موسكو؟

بعد زيارة دحلان المفاجئة.. ما الذي يبحث عنه رئيس السلطة الفلسطينية في موسكو؟

سلط تقرير إسرائيلي صادر عن "مركز القدس للشؤون العامة والدولة"، اليوم الخميس، الضوء على ما اعتبرها "زيارة مفاجئة" أجراها قيادي حركة فتح محمد دحلان، القائد السابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة، إلى موسكو.

ورأى أن الزيارة التي أجراها دحلان قبل يومين، والاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، "يعدان أبرز التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية على الصعيد الدولي، في وقت يعتبر فيه دحلان أحد أبرز المعارضين لرئيس السلطة محمود عباس داخل حركة فتح".

وفي الوقت نفسه، تطرق تقرير آخر للمركز، اليوم الخميس، لتصريحات الناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قبل يومين، أكد خلالها أن عباس بصدد إجراء زيارة إلى موسكو، في محاولة لحشد تأييدها لصالح الملف الفلسطيني.

وذكر أن إعلان الناطق الفلسطيني جاء عقب الإعلان الروسي بشأن استعداد موسكو لاستضافة جولة من المحادثات مع القيادة الفلسطينية، عقب الاجتماع الأخير الذي عقده الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الفلسطيني نفتالي بينيت، في مدينة سوتشي الروسية.

ويؤشر التوقيت إلى أن اعلان الرئاسة الفلسطينية بشأن زيارة عباس الوشيكة إلى موسكو، تزامن مع الزيارة التي أجراها دحلان.



دحلان في موسكو

وذكر بيان صادر عن مكتب دحلان، قائد ما يسمى "تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح"، أنه "يوسع دائرة اتصالاته سواء على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي، بغية تمكين وتصويب الجبهة الفلسطينية في مواجهة سياسات الاحتلال".

وجاء في البيان أيضًا، أن الزيارة "جاءت لتؤكد على وحدة حركة (فتح)، وأهمية إنجاز هذه الوحدة لتصويب الجبهة الفتحاوية في مواجهة سياسات الاحتلال من جهة، ولقيادة المشروع الوطني من جهة أخرى".

ورأى المحلل الإسرائيلي بنحاس عينباري، الباحث  في "مركز القدس للشؤون العامة والدولة"، أنه "من غير الممكن عدم الالتفات لمثل هذا التطور، في وقت تعد فيه العلاقات مع روسيا حجر زاوية في سياسات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".

رسالة تحذير

وقال إن "لغة البيان تدل على أن دحلان تحدث مع وزير الخارجية الروسية عن ملف خلافة (أبو مازن)، هذا إن لم يكن عن إقصائه"، على حد قوله، كما اعتبر أن الزيارة نفسها "بمثابة رسالة تحذير إلى رئيس السلطة الفلسطينية".

وتابع: "العقبة الحالية التي تقف في طريق استئناف المحادثات السياسية مع إسرائيل تتعلق بإصرار عباس على تقويض الدور الأمريكي في رعاية المسيرة، وإعادة دور الرباعية الدولية، الذي تمتلك فيه موسكو وضعًا مماثلًا لوضع واشنطن".

وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أنه في حال انحازت موسكو لجبهة دحلان في ظل العلاقات المتردية بينه وبين عباس، ولو تبلور إجماع بين القوى العظمى والدول العربية، فإن هذا التطور "سيكون مؤشرًا على نهاية المشوار السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية".



الرباعية الدولية

بدوره، كتب المحلل السياسي يوني بن مناحم في تقرير آخر نشره المركز، اليوم الخميس، أن رئيس السلطة "يعمل على استئناف دور اللجنة الرباعية الدولية على الرغم من معارضة إدارة بايدن"، مشيرًا إلى أن مصادر في السلطة الفلسطينية تتهم واشنطن بالتسويف، وعدم الإيفاء بعهودها للسلطة، لا سيما بشأن ملف إعادة افتتاح القنصلية في القدس الشرقية.

ونبه إلى أن بيان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، والذي أكد خلاله على زيارة قريبة سيجريها عباس إلى موسكو، ضمن محاولة لحشد تأييدها لصالح الملف الفلسطيني.

وأعلنت الخارجية الروسية، أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن مسؤولين روسًا "يعتزمون إجراء مباحثات مع قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية"، وذكرت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، زار روسيا مؤخرًا، ومن ثم نخطط لإجراء مباحثات مع قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية".

وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن موسكو "تقدمت بمبادرة بشأن عقد اجتماع الرباعية الدولية على مستوى الوزراء، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وبهدف تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، مضيفة: "لا يزال اقتراحنا بعقد قمة فلسطينية إسرائيلية في موسكو حيويًا".

ونوه بن مناحم إلى محاولات روسية سابقة لعقد قمة بين عباس ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، لكنها منيت بالفشل.

وأضاف أن لدى إدارة بايدن مخاوف من ضغوط دولية على إسرائيل من شأنها أن تزعزع استقرار الائتلاف الحكومي الذي يقوده نفتالي بينيت.

وأردف أن اتجاه عباس لعقد اجتماع دولي للسلام، يأتي على خلفية خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي، وتحذيره لإسرائيل بضرورة إنهاء الاحتلال في غضون عام، وإلا سيعلن إلغاء اتفاقات أوسلو، والتوجه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.



إحباط فلسطيني

ومضى قائلًا إن السلطة الفلسطينية لديها احباط من إدارة بايدن، وإن الاتصالات بين الطرفين تُجرى عبر المبعوث الأمريكي، الدبلوماسي هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلي، فيما يتجاهل بايدن رئيس السلطة الفلسطينية ولم يوجه إليه دعوة لزيارة البيت الأبيض.

وينضم إلى أسباب الإحباط الفلسطيني، وفق المركز، ملف القنصلية العامة في القدس الشرقية، والتسويف الأمريكي بشأن وعود قدمتها للسلطة الفلسطينية، ومنها إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ورفع الحصار الاقتصادي الذي فرضته إدارة دونالد ترامب لإجبار السلطة على قبول "صفقة القرن".

وتأتي حالة الإحباط الفلسطينية أيضًا عقب مصادقة إسرائيل على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، وإعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية 6 منظمات مجتمع مدني فلسطينية ككيانات إرهابية، ومن ثم رد الفعل الأمريكي غير المتناسب.



إنجاز سريع

ويرى المحلل الإسرائيلي بن مناحم، أن الانطباع السائد لدى السلطة الفلسطينية بأن وعود بايدن كانت مجرد حملة انتخابية، تبددت بعد دخول بايدن إلى البيت الأبيض.

وذهب إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية لا يريد كسر القواعد مع البيت الأبيض، لكنه يعمل على تجاوز إدارة بايدن والسير صوب موسكو، في محاولة لتحريك المسار السياسي عبر اللجنة الرباعية الدولية، بغية تحقيق إنجاز سياسي.

وشكك بن مناحم في نجاح جهود عباس، لكنه قال إنه "على الأقل مستعد لبذل الكثير من أجل الخروج من المأزق السياسي، والمأزق المالي الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية".

وختم بالقول إن عباس "يريد التغلب على أزمة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في أسواق الضفة الغربية، واحتواء الغضب الشعبي المتزايد، وعدم إبداء الدول العربية استعدادًا لتقديم مساعدات مالية للسلطة"، لافتًا إلى أن عباس "يبحث عن إنجازات سياسية يمكن تحقيقها على وجه السرعة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com