فورين بوليسي: "هدوء يسبق العاصفة".. ماذا وراء صمت بايدن حيال أردوغان؟
فورين بوليسي: "هدوء يسبق العاصفة".. ماذا وراء صمت بايدن حيال أردوغان؟فورين بوليسي: "هدوء يسبق العاصفة".. ماذا وراء صمت بايدن حيال أردوغان؟

فورين بوليسي: "هدوء يسبق العاصفة".. ماذا وراء صمت بايدن حيال أردوغان؟

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الصمت الذي ينتهجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، تجاه نظيره التركي رجب طيب أردوغان، يمكن أن يساعد على فهم الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه أنقرة.

وأضافت المجلة في تقرير نشرته، اليوم الخميس:"إذا كانت العلاقات الأمريكية التركية قد عانت بالفعل من التوترات في ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن صمت بايدن حيال تركيا يثير التساؤلات حول العلاقة مع حليف قديم في الناتو".



وأشارت المجلة إلى أن"بايدن قضى الشهر الأول له في منصبه وهو يجري اتصالات هاتفية روتينية مع زعماء العالم، وبالنسبة للرئيس التركي أردوغان فإن الاتصال لم يتم".

وتابعت:"أصبح خط الهاتف الصامت قصة إخبارية رئيسة في تركيا، ربما نتيجة الازدراء المتبادل بين حليفي الناتو، نتيجة الصدامات التي تنوعت بين الوضع في سوريا إلى شراء تركيا لنظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400".

وقالت المجلة:"لكن مقابلات مع العشرات من المسؤولين، والنواب، وخبراء آخرين، أوضحت أن صمت هاتف بايدن يعد مؤشرًا على لهجة أمريكية أكثر صرامة تجاه تركيا، وأن أنقرة ستظل تحظى بتعامل بارد، ما لم تغير اتجاهها وبشكل سريع".

ونقلت عن"أبيجيل سبانبيرغر"، النائبة الديمقراطية في الكونغرس عن ولاية فيرجينيا، وعضو مجلس الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قولها:"العلاقة معقدة للغاية، ونحن لسنا في موقع يسمح لنا بالاعتماد على تركيا بنفس الطريقة التي سبق الاعتماد عليها من قبل، ولا نملك الشعور بأننا نستطيع ذلك، كما يحدث مع حلفاء آخرين في الناتو".

وقال "أيكان إرديمير"، العضو السابق في البرلمان التركي، والآن في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المركز الفكري الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له:"هذا أدنى مستوى للعلاقات الأمريكية التركية".

وبحسب المجلة الأمريكية، فإن بايدن ليس غريبًا على أردوغان، فبوصفه نائبًا سابقًا للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فقد قام بايدن بتوجيه العلاقات في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي في العام 2016، والتي ألقى أردوغان باللوم فيها بطريقة أو بأخرى على الولايات المتحدة.

مهمة صعبة أمام بايدن

ورأت "فورين بوليسي" أن بايدن يواجه مهمة صعبة في المضي قدمًا بالعلاقات الأمريكية التركية، بوصفه القائد الأعلى، حيث ستكشف خطة الرئيس الأمريكي ما إذا كان قادرًا على إصلاح العلاقات مع حليف قديم في الناتو، وفي نفس الوقت الحدّ من التوجهات الاستبدادية المتصاعدة للرئيس أردوغان.

وأردفت أن"النهج التركي الشرس في السياسة الخارجية يخلق أزمة محتملة تنتظر بايدن، حيث يظل أردوغان عالقًا في قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد شراء أنقرة لنظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400" بقيمة 2.5 مليار دولار، في الوقت الذي يقف فيه على طرفي النقيض مع الولايات المتحدة في البحر المتوسط، والشرق الأوسط،وشمال أفريقيا".



ونقلت عن "آرون ستاين"، مدير البحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، الذي يتخذ من فلادلفيا مقرًا له، قوله:"أعتقد أن الجميع في إدارة بايدن أصابهم السأم من هذا الموقف، والكل يعلم أن الأمور لا تسير بشكل جيد، وأن الكرة في نهاية المطاف في ملعب تركيا".

واستطردت:"حتى الآن فإن إدارة بايدن يبدو أنها تبحث عن نهج متوازن، ولكنها يبدو أنها غير مستعدة على الإطلاق لاستمرار السلوك التركي المثير للاضطرابات دون حساب".

مأزق أردوغان في الداخل

ونوهت الصحيفة إلى الموقف الصعب الذي يواجهه أردوغان في الداخل التركي، خاصة مع الأزمات الاقتصادية وتفشي جائحة "كورونا"، بالإضافة إلى التراجع الشديد في شعبيته، برفقة حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية.

ونقلت عن "سونر جاغابتاي"، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله:"إذا كانت هناك انتخابات الآن فإن أردوغان لن يفوز".



وقالت "فورين بوليسي" إن"الحيلة التي يمكن أن تستعين بها إدارة بايدن تتمثل في استمرار الضغط على تركيا، في الوقت الذي تستطيع فيه الحفاظ على التحالف العسكري بين الدولتين والمستمر منذ عقود".

وأضافت:"لا تزال إدارة بايدن مصرّة على إمكانية وضع تركيا في القائمة السوداء للقيم الديمقراطية، وفي نفس الوقت تحافظ على العلاقات الوثيقة معها كحليف في الناتو".

ونقلت عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله:"لدينا مصالح مشتركة في مواجهة الإرهاب، وإنهاء الصراع في سوريا، وردع النفوذ الخبيث في المنطقة، ونستطيع التمسك بقيمنا، والتي تتضمن حقوق الإنسان وسيادة القانون، وحماية مصالحنا، وفي نفس الوقت الحفاظ على تحالف تركيا مع الناتو في القضايا الرئيسة".

إلا أن "غونول تول"، مديرة الدراسات التركية في معهد الشرق الأوسط، ترى أن العلاقات المؤسسية، التي ساعدت الدولتين على تجاوز العواصف السابقة، تشهد ضعفًا واضحًا، حيث سبق لتلك المؤسسات لعب دور كبير للغاية في العلاقات الأمريكية التركية، إذ عملت وزارة الخارجية التركية مع نظيرتها الأمريكية بشكل وثيق في السابق، حتى في ظل الخلافات بين قيادتي الدولتين.

من جانبها، قالت ميرف تاهيروغلو، خبيرة الشؤون التركية في مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط،:"في الماضي، كان الجيش الأمريكي حاضرًا في الدفاع عن تركيا بشكل دائم، وكان من أكبر المدافعين عن تركيا عندما ينقلب الكونغرس أو البيت الأبيض على أنقرة، إلا أن الوضع تغير الآن تمامًا".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى وجود توجه أكثر تشددًا في واشنطن ضد أنقرة، بالمقارنة مع إدارة ترامب.



وقالت المجلة:"انعدام الثقة يسير في كلا الاتجاهين، إذ وجه أردوغان انتقادات متكررة للغرب لدعمه الجماعات الكردية المسلحة في سوريا"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن والغرب عمومًا.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com