تقرير:  لهذا يفضل "حزب الله" الحريري على جبران باسيل
تقرير: لهذا يفضل "حزب الله" الحريري على جبران باسيلتقرير: لهذا يفضل "حزب الله" الحريري على جبران باسيل

تقرير: لهذا يفضل "حزب الله" الحريري على جبران باسيل

اعتبر تقرير نشرته صحيفة "لوريون لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية، أن الساحة السياسية اللبنانية تشهد تقاربا بين حزب الله ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وهو تقارب الضرورة لمنع أي صدام سني شيعي.

وقال التقرير إنه على الرغم من الخصوصية اللبنانية، التي لا تسمح لأي حزب أن يسيطر على اللعبة السياسية بمفرده، فإن حزب الله يملي رؤيته ويقرر لون الحكومة المستقبلية وتوازن القوى داخل الساحة ويستند بشكل أساسي إلى العلاقات التي تربطه بتلك القوى.

وطرح  التقرير مثالا على ذلك، خطاب الأمين العام حسن نصرالله في الـ16 من شهر شباط/فبراير الجاري، الذي حصر فيه نقاط حرب الامتيازات التي شنها حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون ضد شريكه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري قبل قلب الموازين لصالح الأخير.

وأكد نصرالله في خطابه أنه لا ينبغي لأحد أن يستفيد من الثلث المعطل في الحكومة المقبلة، وهي رسالة واضحة موجهة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يتهمه جميع خصومه بعرقلة المفاوضات طالما لم تلب مطالبه.



ويتساءل التقرير كيف انتهى حزب الله إلى جانب سعد الحريري ضد جبران باسيل؟ قبل أن يوضح أنها "ثمرة تطور طويل في السنوات الأخيرة"، حيث إن التشكيل الشيعي اليوم يعتبر أن السند السني، الذي قدمه سعد الحريري أهم من السند المسيحي مع أنه يرغب في الحفاظ على التوازن بين علاقاته الطيبة مع تيار المستقبل الذي حسب رأيه يجعل من الممكن تجنب أي صراع "سني – شيعي" وتحالفه مع التيار الوطني الحر، الذي يوفر له أوسع سند سياسي مسيحي.

ويضيف التقرير أنه "بعد انهيار التسوية الرئاسية لعام 2016 بين سعد الحريري وميشال عون اضطر حزب الله إلى الاختيار إلى درجة أن الوقت الذي حظي فيه تحالفه مع تشكيل ميشال عون بامتياز على حساب جميع القوى الأخرى لا سيما تيار المستقبل والسنة بشكل عام، ما أدى إلى إثارة غضب حليفه نبيه بري في بعض الأحيان".

تردي علاقة التيار الحر بحزب الله

كما اعتبر التقرير أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليست جيدة كما كانت من قبل، والتحالف هو الآن موضوع نقاش داخل حزب الله نفسه، ولم يعد مسؤولو الحزب يخفون سخطهم من "استفزازات" معينة من قبل شخصيات في التيار الوطني الحر بحسب مصدر مقرب من الحزب الشيعي، في حين إن قاعدة التيار الوطني الحر تنتقد حزب الله بشكل متزايد يؤكد التيار العوني (نسبة إلى ميشال عون) أن الوقت قد حان لإعادة التفاوض بشأن شروط الشراكة.



وينقل تقرير الصحيفة عن مصدر مقرب من حزب الله قوله: "عندما ينشب صراع بين حزب الله والتيار الوطني الحر يفتح جبران باسيل جبهات ضد الحزب ويثير العديد من القضايا بما في ذلك التطبيع والسلام (مع إسرائيل) ومحاربة الفساد والفيدرالية واللامركزية وحتى مسألة الأسلحة غير المشروعة".

واعتبر أن "كل هذا يسبب أزمة ثقة بين الطرفين وله تداعيات على جمهور حزب الله الذي يعرف مع ذلك أن جبران باسيل لا يستطيع تنفيذ تهديداته."

ويضيف المصدر أن "باسيل يعتقد أن بإمكانه استخدام حزب الله للوصول إلى الرئاسة لكن الحزب لا يستطيع إعطاء أي التزام لأي شخص اليوم بشأن هذا الموضوع لأنه مازال مبكرا جدا".

ويعتبر التقرير أن "التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر تدهور بمرور الوقت لدرجة أن الحزبين يرسلان بشكل منتظم إشارات عبر وسائل الإعلام دون تجاوز حدود معينة".

وأوضح التقرير أنه "بين تيار المستقبل وحزب الله يبدو الأمر مختلفا تقريبا، وعلى الرغم من الخلافات الإستراتيجية الكبرى بين الطرفين (حيث لا يزال حزب الله متهما بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري) إلا أن سعد الحريري يعيش في منطق التسوية المؤقتة مع التنظيم الشيعي منذ عدة سنوات، وفي حال الخلافات يتجنب الصدام ويسعى إلى نقاط الاتفاق التكتيكية انطلاقا من حقيقة أن كل طرف يحتاج إلى الآخر بينما سعد الحريري يحتاج إلى دعم حزب الله للوصول إلى رئاسة الحكومة وأن التشكيل الشيعي يحتاج إليه لأنه هو الوحيد القادر على تزويده بغطاء سني".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com