"أميركان هيرالد تريبيون": اتفاق النفط الليبي يمهد لحوار سياسي مستدام
اعتبرت صحيفة "أميركان هيرالد تريبيون" الأمريكية، أن الاتفاق المعلن من جانب قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، والمتعلق باستئناف صادرات البلاد النفطية، سيفتح الباب أمام حل المشاكل الاقتصادية الملحة، والتمهيد لحوار سياسي مستدام.
وقالت إن "سبب اغلاق منشآت النفط الليبية يعود إلى شكوى القبائل الليبية في مناطق إنتاج وتصدير النفط من أن توزيع عائداته كان غير عادل في الماضي، وإن كل عائدات النفط تذهب إلى البنك المركزي في طرابلس".
وأشارت إلى أن "اتهامات تطال هذه العملية كون جزء كبير من الدخل النفطي ذهب إلى التيارات المتشددة التي تسيطر على العاصمة طرابلس".
ورأت أن "النائب في حكومة الوفاق الليبية أحمد معيتيق، ظهر مؤخرا على المشهد وكأنه الشخصية التوافقية التي بإمكانها أن تنسق عملية السلام بين حكومة الوفاق وبين قيادة الجيش الليبي".
وذكرت الصحيفة أن اتفاق "حفتر ومعيتيق" حسم بشكل كبير الكثير من الخلاف، بعد أن تم تشكيل لجنة مشتركة للوقوف على عملية إنتاج النفط.
وأوضحت أن "هذا الترتيب قد يؤدي إلى مزيد من المفاوضات بين الطرفين، وربما إنهاء الصراع طويل الأمد، كما يمكن أن يساعد ذلك على تهيئة الظروف لحوار سياسي ليبي مستدام".
ووفق "أميركان هيرالد تريبون"، فإنه على الرغم من أن "الاتفاق يبدو كحافز للتغيير في حكومة الوفاق، إلا أنه في المقابل عارضته عدة شخصيات وتيارات عديدة من أبرزها رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، المنتمي لحركة الإخوان المسلمين".
وقالت إن "دعم القبائل في مناطق إنتاج وتصدير النفط لقيادة الجيش، قد حسم الأمر، وسيتم إنشاء لجنة مشتركة للسيطرة على إنتاج النفط وتوزيع عائدات النفط بين مناطق البلاد".
وتابعت الصحيفة "هذا سيفتح الباب أمام التدفق الحر للأموال النفطية إلى ليبيا وحل المشاكل الاقتصادية الملحة"، لافتة إلى أن "هذا الاتفاق قد بلغ درجة من التوافق يجعل من أي معارضة له ضعيفة التأثير، خاصة أن فريق أحمد معيتيق أظهر أنه قادر على إجراء مفاوضات فعالة".
ورجحت احتمالية أن يتولى أحمد معيتيق، منصب رئيس المجلس الرئاسي، بعد استقالة فايز السراج، متوقعة أن يشغل أعضاء فريق معيتيق مناصب رئيسة في اللجنة المشتركة لصادرات النفط، ما يوفر نفوذا قويا في التأثير على السياسة المحلية.
وختمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن "مزايا معيتيق أنه رجل أعمال علماني وسياسي محترم"، ووصفته بأنه "ليس مسؤولا صوريا ضعيفا مثل فايز السراج، أو أمير حرب مثل فتحي باشاغا، أو داعما للإخوان مثل خالد المشري"، معتبرة أنه "شخصية حل وسط، يمكنه تنسيق عملية السلام بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي".
