بعد إحراجه في البرلمان.. راشد الغنوشي "يغازل" قيس سعيد
وجّه رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، اليوم الخميس، رسائل إلى رئاسة الجمهوريّة، بدت أقرب إلى المغازلة، بحسب مراقبين، بعد الإحراج الذي تعرّض له خلال جلسة سحب الثقة منه والتي تم في أعقابها إسقاط اللائحة وإبقاؤه في منصبه.
وقال الغنوشي في لقاء إعلامي اليوم الخميس، بعد جلسة التصويت على سحب الثقة منه والتي انتهت بإسقاط اللائحة: إنّ "تونس اليوم تحتاج أن تكون لها أجندة واحدة يشتغل عليها الجميع، من رئاسة الدولة والبرلمان ورئاسة الحكومة".
وأضاف الغنوشي متحدثا عن رئيس الجمهورية: ''نحن حريصون على التعاون مع رئيس الجمهورية رمز وحدة الدولة"، وفق تعبيره، وذلك في تصريح لافت يحمل رسائل مصالحة مع سعيد بعد فترة جفاء وصدام بين الرجلين، وفق متابعين.
وأكّد الغنوشي خلال اللقاء الإعلامي أنّ المكلّف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي لن يجد منه ومن حركة النهضة إلاّ الدعم والتأييد؛ لأنه يريد له النجاح"، بحسب قوله.
وبخصوص عمل البرلمان والاتهامات الموجهة إليه بأنه بات ساحة للصراعات والفوضى، اعتبر الغنوشي أنّ البرلمان "يتعرّض إلى حملات إعلامية في الوقت الذي تثبت فيه الجداول الإحصائية أنّه شهد تطورا قياسيا في العمل لا يقل عن 20 بالمئة مقارنة بالمجلس السابق"، واصفا عمل المجلس بـ''خلية النحل".
واعتبر الغنوشي أنّ ما يراه الشعب من خصام هو "تمرين على الديمقراطية الناشئة، وقطع مع مجالس سابقة لم يكن فيها خصام بل كان عبارة عن ''ثكنة''، وفق تعبيره.
وتعليقا على جلسة سحب الثقة منه والخصومات والاتهامات المتبادلة التي شهدتها، قال الغنوشي: "لا أحد كان متيقّنا من نتيجة التصويت، وهو دليل على أنّ تونس تعيش ديمقراطية حقيقية الشعب فيها صاحب القرار"، وفق تعبيره.
وذكر رئيس البرلمان أنّه أقدم بكل طواعية على قبول هذا الاختبار وتجديد الثقة فيه في مقابل قرار سحب الثقة منه، وكان للنواب الكلمة النهائية، بحسب قوله.
وجدد الغنوشي القول: ''لم آتِ على ظهر دبابة وفي كلّ مرة نعيش اختبارا وراء اختبار، ولم أكن متخوّفا على نفسي لو لم يقع اختياري، وتلك الأيام نداولها بين الناس''.
وأضاف: ''هذا يوم آخر للديمقراطية التونسية وأشكر كلّ من ساهم فيها، وتونس تحتاج المزيد من ترسيخ الديمقراطية وثقافة الحوار، وتونس لها مستقبل ما دامت محافظة على الحرية، وكل بلد يتمتّع بالحرية إلا وأبدع في عديد المجالات''، بحسب تعبيره.
