"الوحدة والتجديد" كيان سياسي جديد يعمق الانقسامات داخل حركة النهضة.. هل يطيح بالغنوشي؟
"الوحدة والتجديد" كيان سياسي جديد يعمق الانقسامات داخل حركة النهضة.. هل يطيح بالغنوشي؟"الوحدة والتجديد" كيان سياسي جديد يعمق الانقسامات داخل حركة النهضة.. هل يطيح بالغنوشي؟

"الوحدة والتجديد" كيان سياسي جديد يعمق الانقسامات داخل حركة النهضة.. هل يطيح بالغنوشي؟

أعلن في تونس، مساء الخميس ولادة كيان سياسي جديد يقوده عدد من قيادات حركة "النهضة" الإسلامية، أطلقت على نفسها "مجموعة الوحدة والتجديد"، ما أثار تكهنات متزايدة حول حدوث شرخ جديد داخل الحركة، وسط خلافات تتعلق خصوصا بدور رئيسها راشد الغنوشي.

وتضم المجموعة عددا من القيادات البارزة في الحركة، بينهم مقربون من الغنوشي على غرار رئيس مجلس شورى الحركة عبدالكريم الهاروني، ومسؤول مكتب العلاقات الخارجية بالحركة الإسلامية، رفيق عبدالسلام ومسؤول المكتب السياسي نور الدين العرباوي، ومسؤول مكتب الانتخابات محسن النويشي .

وتداول مقربون من الحركة بيانا للتوقيع على ما سموها مبادرة "مجموعة الوحدة والتجديد" التي قدمت خارطة طريق من 7 نقاط تتضمن دور رئيس الحركة راشد الغنوشي، ومؤتمر الحركة المرتقب، داعين إلى وجوب تنظيمه قبل نهاية سنة 2020، وذلك على عكس ما يدفع نحوه الشق الموالي للغنوشي الذي يقترح تأجيل عقد المؤتمر إلى العام المقبل.



وأوضح البيان أسباب إنشاء هذا الكيان السياسي والحلول التي يراها لتجاوز "خلاف داخلي ظل يتفاقم منذ المؤتمر العاشر سنة 2016"، بحسب تعبيره.

وانتقد البيان ما سماه "تراكم بعض السلبيات والأخطاء خلال السنوات الأخيرة ومن ذلك الاضطراب الذي شاب الخط السياسي أحيانا وضعف الأداء المؤسساتي والابتعاد عن الانضباط، بما في ذلك من قِبل بعض الرموز والقيادات وخروج الخلافات الداخلية عن نطاقها المقبول والمعقول".

وأقر البيان بأنه "لم يعد خافياً أن حركة النهضة تعيش على وقع خلافٍ داخلي ظل يتفاقم منذ المؤتمر العاشر سنة 2016 وهو خلاف ذو طبيعة تنظيمية بدرجة أولى"، معتبرا أن ذلك "أنتج مناخات سلبية ساهمت في إرباك الحزب وإهدار الكثير من الجهود والطاقات".

وأضاف أن "ظهور هذا الخلاف في وسائل الإعلام والمنابر العامة مثل تجاوزاً واضحاً لتقاليدنا الحزبية ومس من صورة الحركة الأمر الذي عمق الانطباع السلبي لدى الرأي العام عن الأحزاب والطبقة السياسية عامة".

وتابع أن "ما زاد في تعقيد الوضع أن تفاقم الخلافات الداخلية تجاوز الإضرار بصورة الحركة وتماسكها إلى التأثير أحياناً في خياراتها السياسية الكبرى".



وشدد البيان على "أهمية التداول القيادي وتجديد النخبة والتواصل الجيلي واحترام مقتضيات الديمقراطية والقوانين المحكمة" وذلك في دعوة "ضمنية" لتغيير القيادات التاريخية للحركة، وعلى رأسها مؤسسها راشد الغنوشي الذي قاد الحركة لعقود، بحسب مراقبين.

واعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أن ظهور هذه المجموعة في هذه الفترة بالذات "مؤشر قوي على أن الخلافات داخل الحركة لم تعد تحتمل التأجيل ولا التكتم".

وقال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي لـ "إرم نيوز" إن "تسمية هذه المجموعة تحمل دلالات قوية فالحديث عن الوحدة يستبطن أن هناك خلافات وتمزقا داخل الحركة والحديث عن التجديد يؤشر بكل وضوح إلى وجود رغبة في تحقيق انتقال قيادي حقيقي داخل الحركة ما يعني بالضرورة إنهاء دور الغنوشي في رئاسة الحركة وضخ دماء جديدة في قيادتها، خاصة أن من توصيات المؤتمر العاشر منح الثقة للشباب والمرأة في المواقع القيادية".



وأضاف العبيدي أن "تمسك هذه المجموعة بعقد المؤتمر في موعده (قبل نهاية 2020) يمثل مؤشرا على وجود مخاوف فعلية داخل الحركة من الالتفاف على مخرجات المؤتمر العاشر وعلى آليات العمل التي ينص عليها القانون الداخلي للحركة، ومن إيجاد منفذ قانوني للتمديد للغنوشي في منصبه رئيسا للحركة"، بحسب قوله.

ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي، هشام الحاجي في حديث لـ "إرم نيوز" أن "ظهور هذا الكيان في هذا التوقيت يحمل دلالة، فقد جاء بعد أيام من إعلان رئيس الحركة راشد الغنوشي حل المكتب التنفيذي، ما أثار مخاوف حينها من لعب ورقة التخلي عن عقد المؤتمر وتركيز مكتب موالٍ للغنوشي يضمن تمكينه من مزيد البقاء في منصبه رئيسا للحركة".

وأضاف الحاجي أن "الخلافات والانقسامات داخل الحركة لم تعد أمرا مخفيا ويبدو محورها رئاسة الحركة ودور الغنوشي في المرحلة القادمة، ما يعني أن "النهضة" ستشهد تحولات عميقة في مرحلة ما بعد المؤتمر الحادي عشر"، وفق قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com