مخيمات الفلسطينيين في لبنان خارج نطاق قيود كورونا (صور)
مخيمات الفلسطينيين في لبنان خارج نطاق قيود كورونا (صور)مخيمات الفلسطينيين في لبنان خارج نطاق قيود كورونا (صور)

مخيمات الفلسطينيين في لبنان خارج نطاق قيود كورونا (صور)

يطبق لبنان إجراءات مشددة لمنع تفشي فيروس كورونا، بما فيها حظر التجول خلال الليل، وإغلاق معظم المؤسسات والمحال والمطاعم، إلا أن هذه التدابير لم تصل حتى الآن إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تعد خارج نطاق السلطة اللبنانية.

ونجحت تلك الإجراءات بشكل كبير بكبح جماح الوباء، إذ بلغ عدد المصابين بالفيروس المستجد في لبنان، أمس الجمعة، 696 مصابًا، توفي منهم 22، وشفي 140 مصابًا، وهي من أدنى المستويات في العالم نسبة لعدد السكان البالغ في لبنان أكثر من 6 ملايين نسمة.

ويدير مخيمات اللاجئين في لبنان والبالغ عددها 12 مخيمًا أكثر من 20 تنظيمًا فلسطينيًا مسلحًا إلى جانب هيئة إغاثة اللاجئين "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، وهي لا تخضع للسلطة اللبنانية رغم حصارها من قبل الجيش اللبناني منذ أكثر من 20 عامًا بقرار من مجلس الوزراء بدعوى منع تهريب السلاح، وخروج المسلحين الفلسطينيين لبقية المناطق اللبنانية.

وينتشر أكثر من 500 جندي لبناني على جميع مداخل المخيمات الفلسطينية للتدقيق بهوية الداخلين والخارجين إليها، ويمنع لغير الفلسطيني واللبناني دخول المخيم دون إذن مسبق، في حين يحظر على الفلسطينيين إدخال مواد بناء أو أثاث منزلي دون ترخيص من الجيش.

حياة عادية

وفي الوقت الذي تخلو فيه الشوارع في المدن والقرى اللبنانية بعد الثامنة مساء بسبب حظر التجول، إلا أن شوارع وأزقة مخيمات الفلسطينيين تبقى مكتظة حتى ساعة متأخرة من الليل، وتواصل المقاهي، والمطاعم، والمحال التجارية، والمرافق الأخرى، أعمالها كالمعتاد.



والزائر لمخيمات اللاجئين، خاصة مخيم عين الحلوة، أكبر تجمع للفلسطينيين في لبنان، سيفاجأ بأن تلك المخيمات التي يعيش فيها أكثر من 200 ألف لاجئ تبدو وكأنها على كوكب آخر بممارسة حياتها الاعتيادية غير عابئة بالجائحة التي تعصف بالكرة الأرضية بأسرها، باستثناء عدد قليل من المارة الذين يضعون كمامات الوقاية على وجوههم.



ولا تفرض المنظمات الفلسطينية داخل المخيمات الإغلاق أو حظر التجول على اللاجئين، لكنها تصدر من حين إلى آخر بيانات تنصح فيها السكان باتباع التحذيرات، وتفادي التجمعات.

وقال مأمون عايد من مخيم عين الحلوة الواقع قرب مدينة صيدا الساحلية عاصمة جنوب لبنان:"معظم الناس هنا لا يعبأون بالوباء، ولذلك تراهم يمارسون حياتهم العادية على أساس أن المخيم خالٍ تمامًا من أية إصابات بفيروس كورونا... لهذا السبب يمكنك أن تشاهد الشوارع والمحال التجارية وهي مكتظة في النهار ثم تمتلئ المقاهي في الليل..  ليس هناك أية قيود في المخيم، لكن هناك حذرًا، وبعض الإجراءات الذاتية الطوعية."



4 إصابات كورونا فقط

وحتى الأسبوع الماضي، لم تبلّغ المخيمات الفلسطينية عن أية إصابات كورونا قبل أن يتم اكتشاف إصابة واحدة ارتفعت إلى 4 إصابات في مخيم الجليل بمنطقة البقاع شرق لبنان.

."وقال إياد أمير مسؤول القطاع الصحي للأونروا في مخيم المية ومية القريب من عين الحلوة:"السبب في عدم وجود إصابات في المخيمات هو أن هناك درجة وعي عالية بين الفلسطينيين نظرًا لارتفاع معدل التعليم، إضافة إلى أن تلك المخيمات هي مناطق مغلقة لا يدخلها سوى عدد قليل من الأجانب... كما أنه خلال الفترة الأخيرة اتخذ بعض المخيمات إجراءات صحية صحيحة وإن كانت بسيطة، بإنشاء لجان صحية، ووضع نقاط عند المداخل تقوم بقياس حرارة الشخص الداخل إليها، ورش السيارات القادمة والخارجة بالمطهرات".

ويعيش في عين الحلوة نحو 100 ألف لاجئ، أي حوالي نصف سكان المخيمات في لبنان، ويعد من أكثر المناطق السكانية في العالم كثافة، إذ لا تزيد مساحته على 3 كلم مربع.

تخوف من كارثة

وقال بسام السعد وهو مسؤول أمني في المخيم:"الحقيقة إننا نمارس أقصى درجات الحذر رغم غياب القيود الإجبارية في المخيم، لأنه لا سمح الله في حال تفشى الوباء هنا ستكون كارثة حقيقية نظرًا لازدحام المخيم، ما يعني استحالة تنفيذ إجراءات عزل للمصابين، فضلًا عن أن المخيم يفتقر لمراكز صحية مؤهلة للتعامل مع مثل هذا الوباء".



والمؤسسات الوحيدة التي أغلقت في المخيمات منذ بداية تفشي الوباء هي المدارس بقرار من "الأونروا" التي أعلنت في بيان لها أن المدارس ستعاود فتح أبوابها فقط عندما تعلن الحكومة اللبنانية تخفيف القيود التي فرضتها لمكافحة كورونا.

وفي تصريحات أخيرة، أعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن أن الحكومة ستتخذ قرارًا في 10 أيار/مايو المقبل بشأن تمديد أو تخفيف القيود تماشيًا مع قرارات مماثلة في أوروبا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com