قادة بريكس يؤكدون ضرورة احترام "سلامة الأراضي" اللبنانية
حدث أن صار لون الثّلج أسود!، لكن من قلوب الطغاة والقتلة الذين شردوا الملايين من أطفال ونساء وشيوخ سوريا في عدد من دول الجوار التي أوصدت الأبواب في وجوههم ولم تقدم لهم إلا الخيام التي لا تقيهم حر الصيف ولا ثلوج وأمطار وبرد الشتاء القارس.
صورة الطّفلة السّوريّة (هبة عبد الغني، 10 سنوات، من حمص) التي استُشهدت برداً وصقيعاً، في مخيّم البقاع الأوسط، في برّ الياس، في لبنان، تؤكد كم تصحّرتْ قلوبنا، ويبستْ.
ولقد دفعت صورة (هدى) وغيرها من صور الأطفال الذين قضوا في العاصفة الثلجية في اليومين الماضيين، بكتاب وفنانين عرب وسوريين للكتابة عن آلام وعذابات الأطفال في زمن الموت جوعاً وبرداً وصقيعاً في (بلاد العرب أوطاني).
الممثل السوري جمال سليمان، كتب عبر صفحته الشخصية على موقع "الفيسبوك" "استغرب بعض الأصدقاء أنني لم أضع أي معايدة على صفحتي بمناسبة العام الجديد، وخاصة أنني فنان، ومن السائد أن يرشرش الفنانون الفرح في كل مكان بمناسبة أو بغير بمناسبة. هذا ليس مهماً، المهم هو التودد للجمهور وتذكيره بالمحبة المتجددة بين الفنان وجمهوره. وهذا طبعاً لطيف ومشروع وضروري إلى حد ما". وأضاف: "لكني أعترف بأنني لم أستطع فعله، ولو فعلت لكذبت على نفسي ولخذلت حدسي.
لم أعرف كيف سأقول كل عام و أنتم بخير.. لم أشعرها، لذلك أعتذر أنني لم أقلها.
ها هو عامنا الجديد يبدأ بكارثة الطقس التي قتلت بعض الأطفال السوريين وبدأت صورهم تنتشر على شبكات الإنترنت. صورهم مؤلمة وهي وثيقة عار لنا جميعاً وأولنا هو من تسبب بأن يلاقي هؤلاء الأطفال هذا المصير اللاإنساني".
أما الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، فكتبت، الأربعاء، تحت عنوان: "لستُ على ما يرام.."، ما شعرت به إزاء مشاهدتها لصور موت الأطفال في مخيماتهم من شدة البرد والصقيع، والتي يتداولها الأصدقاء عبر الفضاء الأزرق، فقالت: "ما أغمضت عينيّ البارحة ولا استطعت النوم.اختارت العاصفة الثلجي " زينة" الليل لتلقي بحمولتها من الثلوج على من لا يملكون للاحتماء منها سوى خيمة من قماش. شاهدتُ النساء على التلفزيون منهمكات في الاستعداد للعاصفة بإحاطة خيمتهن بالحجارة كي لا تقتلعها الرياح العاتية".
وأضافت: "أدركت ليلاً وأنا أستمع لزمجرتها خلف نافذتي، أنّ كلّ تلك الخيام غدت غنيمة للعاصفة، وأنّ أخبار الصباح ستحمل لنا صوراً لأطفال ونساء كفّنهم الثلج بعيداً عن وطنهم سوريا .
واستطردت: "لست على ما يرام. استحيت من امتلاكي سريراً ومدفأة وثيابا صوفيّة، أحسستُ بترف أن يكون لي سقفا وباباً، وبراداً فيه زادي اليومي من الحليب. ولا حليب لأطفال النازحين الرضع الذين إن لم يقتلهم الجوع قتلتهم أمراض الشتاء، وغادروا هذا العالم مع فوج المتجمدين صقيعاً في العراء.
لا رغبة لي في كتابة أيّ شيء، أنا متعبة بإنسانيّتي، لا بعروبتي.
البارحة اجتاحني صقيع اليأس من هذه الأمّة . . البارحة بكيت".
وتابعت مستغانمي: "سوريا أيّتها الكبيرة النبيلة، أيّتها الشفافة المضيافة. سامحينا يا غالية .. كم كبرتِ في عين التاريخ وكم صغرنا... أصبحنا أمّة مريضة بالكراهيّة، المطلوب أن نفكر معاً بما وضع الله في قلوبنا من محبّة لمساعدة إخوة لنا في الدم وفي الإنسانيّة على اجتياز الشتاء. يعلم الله ما أقوم به في السرّ لمساعدة العديد من العائلات لكن هذا الغبن أكبر من أن تعالجه مجهودات فرديّة".