حزب الله: هاجمنا بسرب من المسيرات الانقضاضية قاعدة 7200 للصيانة جنوب مدينة حيفا
في اجتماع ثلاثي نادر يعد الأول من نوعه، يلتقي في القدس الغربية غدًا الثلاثاء، رؤساء مجلس الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، ونظيراه الروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي مئير بن شبات؛ لبحث "ترتيبات إخراج إيران من سوريا"، وفقًا لتقارير متطابقة.
ورغم أن الاجتماع الثلاثي سيتناول "الأمن الإقليمي"، وفقًا لما هو معلن، غير أن مستقبل الوجود الإيراني في سوريا سيحتل أولوية الاهتمامات بين واشنطن وتل أبيب اللتين تعملان لأجل تقليص هذا الدور، منذ سنوات، لتنضم إليهما موسكو، في تحرك دبلوماسي قد يقود إلى نتائج حاسمة.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط"، قد نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها، إن واشنطن تعتقد أن لديها "أدوات نفوذ" للتفاوض مع موسكو بالتفاهم مع تل أبيب لـ"إخراج إيران من سوريا وإضعاف نفوذها".
وتشمل أدوات النفوذ، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإبقاء على القوات الأمريكية شرق الفرات، ومشاركة دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا في التحالف الدولي شرق سوريا، إضافة إلى "عرقلة" أي تطبيع مع دمشق، أو إعادة إعمار في سوريا "قبل التزام موسكو بخطوات ملموسة بينها تقليص الدور الإيراني في سوريا".
حوافز للجانب الروسي
ومن المتوقع أن تقدم واشنطن خلال اللقاء الثلاثي، حوافز للجانب الروسي تتعلق بالملفات المشار إليها، مقابل اتخاذ الأخير إجراءات ملموسة لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا.
ويأتي الاجتماع، في أعقاب صدور تقارير عن تقديم واشنطن خطة لموسكو تحوي عدة بنود، أبرزها "احتواء إيران".
وقدم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال زيارته إلى روسيا، في منتصف مايو/ أيار الماضي، خطة تشتمل على عدة نقاط، بينها تنفيذ القرار الدولي 2254، بهدف التوصل إلى حل سياسي في سوريا.
وتحدثت الخطة الأمريكية كذلك، عن قضية اللاجئين السوريين، ومسألة محاربة الإرهاب، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل وسواها من المسائل، غير أن تركيز الخطة كان على إيران، وكيفية إضعاف نفوذها في سوريا.
وبدا أن الجانب الروسي أبدى موافقة على هذه المبادئ، غير أن هناك خلافًا حول "تسلسل التنفيذ".
وقال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، في تصريحات سابقة، إن أمريكا تريد إخراج القوات الإيرانية من سوريا في نهاية العملية السياسة، وإن "هذا الطلب واقعي، بحيث يعود وجود القوات الأجنبية في سوريا كما كان قبل العام 2011"، في إشارة إلى التاريخ الذي انطلقت فيه الاحتجاجات.
ومن المتوقع أن تلقي نتائج الاجتماع الثلاثي بظلالها، على اللقاء المحتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة الـ20 في مدينة أوساكا اليابانية، أواخر الشهر الجاري.
وتغض روسيا الطرف عن الغارات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف مواقع إيرانية داخل سوريا، في مؤشر على أن موسكو نفسها تشعر بأن الوجود الإيراني بات عبئًا عليها.
وتأتي هذه المشاورات الثلاثية، تزامنًا مع بلوغ التوتر حدوده القصوى بين واشنطن وطهران التي أقرت بإسقاط طائرة أمريكية مسيرة، وكادت أن تشعل الواقعة حربًا بين الخصمين.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاجتماع بأنه "تاريخي وغير مسبوق"، وقال إنها "قمة مهمة للغاية لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط خلال أوقات الاضطرابات".
وجدد خلال مؤتمر صحفي مع أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي بيتروشيف، يوم الإثنين، عزمه مواصلة العمل على "منع إيران من التواجد في سوريا، أو امتلاك السلاح النووي".
وقال نتنياهو إن "روسيا تدرك ما يعنيه بالنسبة لنا أن يدعو نظام إلى تدميرنا، وأن يعمل يوميًا لتحقيق هذا الهدف، وبالتالي لن تسمح إسرائيل لإيران بالتواجد قرب حدودنا، وبالطبع سيتم عمل كل شيء لمنعها من الحصول على أسلحة نووية ".
موقف دمشق
وتبدو دمشق غائبة عن هذه التحركات، فيما رجح خبراء أنها غير راضية عما سيجري الاتفاق حوله في القدس المحتلة.
وحاولت صحيفة "الوطن"، المقربة من النظام السوري، في عددها الصادر يوم الإثنين، التقليل من أهمية هذا الاجتماع، مشيرة إلى خلافات بين الأطراف المشاركة.
وبحسب "الوطن"، فقد تحدثت مصادر إعلامية إسرائيلية، عن خلاف بين موسكو من جهةٍ وبين تل أبيب وواشنطن من جهة أخرى، يتركّز حول جدول أعمال الاجتماع، حيث تصر روسيا على أن يُناقِش المؤتمر قضية إعادة إعمار سوريّا، في حين تُطالِب أمريكا وإسرائيل بالتشديد على "التمركز العسكريّ الإيراني" في سوريا.
وزعمت الصحيفة أن موسكو ترفض هذا الأمر جملةً وتفصيلًا.
واستنجدت الصحيفة السورية، شبه الرسمية، بما قاله تلفزيون "كان" الإسرائيلي تعليقًا على الاجتماع: "في نهاية المطاف سيتم التوصّل إلى مُعادلةٍ تُرضي الطرف الروسي".
ومن غير المؤكد إن كان الإعلام الإسرائيلي قد قال هذا الكلام أم لا، غير أن خبراء يرون أن هذا التعليق يعبر عن رغبة دمشق التي ترى أن إرضاء الطرف الروسي يعني، في الآن ذاته، إرضاء لها.