الجيش الإسرائيلي: نجري تقييمات مسبقة لهجمات حماس المحتملة
قال خبراء ومتابعون للشأن للسوري إن إيران تتسابق للهيمنة على الاقتصاد السوري في ظل الخطر المحدق بمستقبل وجودها العسكري في سوريا، في محاولة للاستحواذ على النصيب الأكبر من الكعكة السورية، وقبض ثمن "المساعدات" التي قدمتها لحماية الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي الوقت الذي أصبح فيه الوجود العسكري الإيراني في سوريا "عبئًا" يثير غضب واشنطن وتل أبيب وحتى استياء موسكو، فإن طهران تجد نفسها مضطرة للبحث عن بدائل تحفظ لها نفوذها الواسع وحضورها القوي في بلد مدمر يكلف إعادة بنائه مليارات الدولارات، فضلًا عن فرص استثمارية مستقبلية يسيل لها لعاب الحكومات قبل الشركات الخاصة، بحسب الخبراء.
وإذا كان الوجود العسكري يثير، دائمًا، التساؤل والشكوك، مثلما هو حال الوجود الإيراني، فإن تغلغل طهران في مفاصل الاقتصاد يعد خيارًا ناجحًا، وبعيدًا عن الشكوم والاعتراضات، خصوصًا أن الأسد يشعر بضرورة رد الجميل إلى دولة وقفت إلى جانبه في "أحلك الظروف".
وضمن هذا السياق، أبرمت إيران اتفاقات اقتصادية وتجارية "طويلة الأمد" مع سوريا، الإثنين، اعتبرت بأنها الأشمل والأوسع بين الجانبين.
ووصف رئيس الحكومة السورية، عماد خميس، هذه الاتفاقات بأنها "محطة تاريخية" وذلك خلال توقيعها في دمشق مع النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري.
وأكد خميس أن المشاريع التي يتضمنها الاتفاق "دلالة على أن سوريا جادة وبشكل كبير لتقديم التسهيلات الكثيرة والكثيرة جدًا للأصدقاء في الشركات الإيرانية على الصعيد الخاص والعام للاستثمار في سوريا ولإعادة الإعمار بشكل حقيقي وفعلي.
ويرجح خبراء أن هذا السخاء السوري في تقديم العروض للحليفة طهران، مقرون بتسهيلات تشريعية وإجراءات إدارية وتنفيذية استثنائية، كما منحت شركات حكومية سورية الشركات الإيرانية حصرية التقديم على مناقصات.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن الطرفين وقعا 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجًا تنفيذيًا لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والعلمي والثقافي والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان.
وأكد نائب الرئيس الإيراني، من جهته، استعداد بلاده للوقوف "إلى جانب سوريا في المرحلة القادمة المتمثلة في إعادة إعمار اقتصاد سوريا كما كنا إلى جانبها في مرحلة الحرب ضد الإرهاب".
ومع تجنب القوى الغربية لأي حديث عن إعادة الإعمار قبل إنجاز حل سياسي شامل في البلاد، سعت الحكومة السورية نحو دول صديقة، مثل إيران وروسيا اللتين لعبتا دورًا أساسيًا في "صمود" النظام أمام الاحتجاجات المعارضة.
ويرى مراقبون أن حلفاء الأسد، وخصوصًا إيران، يتطلعون الآن، بعد أن هدأت طبول الحرب، نسبيًا، لقطف ثمار ذلك الدعم السياسي والعسكري والمالي لدمشق.
وخلال الصراع السوري الممتد منذ ثماني سنوات، أرسلت طهران قوات نظامية ومليشيات شيعية مسلحة لتقديم دعم عسكري حيوي لنظام الأسد الذي يقر بذلك، ولا يترك مناسبة إلا ويوجه الشكر لطهران.
وتشمل الاتفاقات الجديدة المبرمة بين الطرفين مختلف القطاعات والحقول مثل التعليم والثقافة والإسكان والأشغال العامة والسكك الحديدية والموانئ ومحطات الطاقة والنفط والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والمجال المصرفي والمالي ومجالات أخرى.
ويرى خبراء أن هذه الاتفاقات، واسعة الطيف، ترهن الاقتصاد السوري لطهران لعدة عقود قادمة، لافتين إلى الفاتورة التي تطلبها إيران "باهظة"، كما يبدو.