منتدى عائلات الرهائن في اسرائيل يعلن مقتل رهينة محتجز في قطاع غزة
تبدو أكبر عملية طرد للدبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة منذ الحرب الباردة، وكأنها تصعيد كبير من جانب واشنطن تجاه موسكو، لكن تهيئة الوضع لموقف أمريكي أكثر عداء بدأت تتبلور شيئًا فشيئًا منذ شهور على مرأى ومسمع من الجميع.
ورغم أن نبرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاسترضائية تجاه موسكو احتلت عناوين الصحف، فقد اتخذ مسؤولون في وزارتي الخارجية والدفاع والبيت الأبيض سلسلة قرارات غير ملفتة للأنظار خلال العام الأخير بهدف التصدي لروسيا في مختلف أنحاء العالم من أفغانستان إلى كوريا الشمالية وحتى سوريا.
وأعلنت الخارجية الأمريكية في آذار/ مارس الجاري خططًا لتزويد أوكرانيا بصواريخ مضادة للدبابات لحمايتها من الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد. وكان الرئيس السابق باراك أوباما قد امتنع عن أخذ هذه الخطوة خشية استفزاز موسكو.
وفي سوريا قتلت القوات الأمريكية الشهر الماضي وأصابت ما يصل إلى 300 من العاملين لحساب شركة خاصة للتعاقدات العسكرية تربطها صلات بالكرملين بعد أن هاجموا قوات أمريكية وقوات تدعمها واشنطن.
وبكل حزم، ربط البيت الأبيض بين روسيا والهجمات التي سقط فيها مئات المدنيين قتلى في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا.
وصورت وثائق سياسية عليا من البيت الأبيض والبنتاغون تم الكشف عنها في كانون الثاني/ يناير، روسيا في صورة العدو الذي عاد ليحتل الصدارة في تخطيط الأمن القومي الأمريكي.
حدث كل ذلك قبل أن تعلن الولايات المتحدة، أمس الاثنين، أنها ستطرد 60 دبلوماسيًا روسيًا لتنضم بذلك إلى حكومات في مختلف أنحاء أوروبا في معاقبة الكرملين على اعتداء بغاز الأعصاب على جاسوس روسي سابق في بريطانيا إذ اجتمعت هذه الدول على تحميل موسكو مسؤوليته.
ولم يتضح بعد إعلان قرار الطرد يوم الاثنين ما إذا كان ترامب يعمل على تدعيم الموقف الأمريكي الأكثر تشددًا الذي أسس له مستشاروه وجنرالاته أم أنه أذعن له فحسب.
وسعى معارضو ترامب لتصويره على أنه "طرف مغلوب على أمره" في أي نهج متشدد تجاه روسيا وذلك رغم أن مسؤولًا كبيرًا بالإدارة الأمريكية وصفه بأنه مشارك "منذ البداية" في عملية طرد الدبلوماسيين الروس.
وقال النائب الأمريكي آدم سميث أرفع الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "أمر محير كيف توصل إلى هذا القرار كرهًا عنه".
ومع ذلك تتعارض تصرفات إدارة ترامب مع إحساس واسع النطاق، عززه الرئيس نفسه بتصريحاته، بأنه خفف من غلو الموقف الأمريكي إزاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط التحقيق الأمريكي في تدخل موسكو في انتخابات الرئاسة لعام 2016.
ورغم الأفعال ذات الطابع المتشدد يحذر خبراء من أن تباين الرسائل قد يهدم إستراتيجية واشنطن لردع السلوك العدواني لدى موسكو.
وقال أندرو وايس الخبير في الشأن الروسي بمؤسسة (كارنيجي إنداومنت فور إنترناشيونال بيس): "الإشارات الصادرة عن أمريكا يضعفها غياب جدية ترامب فيما يتعلق بروسيا".
ويوم الثلاثاء الماضي هنأ ترامب بوتين على إعادة انتخابه الأمر الذي كان سببًا في انتقادات حادة من بعض الجمهوريين.
إلا أنه في علامة أخرى على تباين الرسائل عين ترامب بعد يومين جون بولتون، أحد الصقور المتشددة من روسيا، في منصب مستشار الأمن القومي.
دوامة
ورغم أن الهجوم بغاز الأعصاب كان هو الشرارة الرسمية وراء قرارات الطرد الأمريكية، فقد شدد مسؤولون من إدارة ترامب على أن من الضروري عدم النظر إليه بمعزل عن الظروف المحيطة مستشهدين بسلسلة من تصرفات موسكو العدوانية والمتسببة في زعزعة الاستقرار.
ففي أفغانستان اتهم أكبر القادة الأمريكيين على الأرض روسيا مرة أخرى الأسبوع الماضي بتسليح مقاتلي طالبان.
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية قال ترامب بنفسه لرويترز في كانون الثاني/ يناير، إن روسيا تساعد بيونغ يانغ على تفادي عقوبات الأمم المتحدة.
وقبل أقل من أسبوعين فرضت إدارة ترامب أول عقوبات على روسيا بسبب التدخل في الانتخابات والهجمات الإلكترونية رغم أنها أحجمت عن معاقبة أباطرة الأعمال المقربين من بوتين.
ويتوقع مسؤولون وخبراء أمريكيون على نطاق واسع أن تتدهور العلاقات أكثر من ذلك على الأقل في الأجل القريب ويحذرون من أن خطوات روسيا المقبلة قد تتجاوز مجرد الرد بطرد دبلوماسيين أمريكيين.
وقال ماثيو روجانسكي الخبير في شؤون روسيا بمركز ويلسون للأبحاث في واشنطن: "خطر التصعيد لا يأتي فقط من قرارات المعاقبة واحدًا بواحد" مشيرًا إلى إمكانية اتخاذ خطوات أكثر عدوانية في مجالات من الشرق الأوسط إلى عالم الإنترنت.
وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة ترامب ستسعى لتجنب قطيعة كاملة في العلاقات الثنائية. وقال أحد المسؤولين إن التعاون الروسي لا يزال مطلوبًا لمعالجة قضايا دبلوماسية شائكة مثل كوريا الشمالية وإيران.