إعلام عبري: صفارات إنذار في كريات شمونة وبلدات عدة قرب الحدود مع لبنان
أثارت مناورات عسكرية أجرتها حركة حماس في قطاع غزة أمس الأحد، غضبًا إسرائيليًا على قادة جيش الاحتلال في منطقة الجنوب، خصوصًا أولئلك الذين يتولون "حماية" مستوطنات غلاف غزة.
وجاءت تلك المناورات "لتكشف عورة جيش الاحتلال وتعزز في الوقت ذاته شعور حركة حماس بالقدرة على إحداث تغيير" بحسب ما ذكر سياسيون وإعلاميون إسرائيليون، اليوم الاثنين.
وأوضح أولئك السياسيون والإعلاميون، أن "عدة أعيرة نارية أطلقتها عناصر حركة حماس خلال المناورات لا يتجاوز ثمنها بضع دولارات، ردَّ عليها الجيش الإسرائيلي بـ20 صاروخًا اعتراضيًا ثمن الواحد لا يقل عن 100 ألف دولار؛ ما تسبب بخسارة نحو مليوني دولار، فضلًا عن حالة الذعر والهلع التي أصابت مستوطنين جراء أصوات الانفجارات".
واعتبر الوسط الإعلامي والسياسي الإسرائيلي أنّ ما حدث، "يمثل إخفاقًا في المنظومة الدفاعية الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، لكن في المقابل عزز عند حركة حماس شعورها بالقدرة على إحداث تغيير، وعلى عنصر المفاجأة واستنزاف القدرة العسكرية للجيش بإمكانيات بسيطة".
وتساءل المحلل الإسرائيلي والمختص في الشؤون العربية والأمنية نير دفوري عبر "القناة 12 العبرية" قائلًا: "في سلاح الجو يفحصون كيف حدث أن أطلق نظام القبة الحديدية أكثر من 20 صاروخًا اعتراضيًا نتيجة لما تبين أنه رشاشات داخل قطاع غزة، وسيقومون بفحص حساسية الرادارات في محيط غزة ما إذا كان هذا خطأ فني أو خطأ بشري".
فيما قال الجنرال جيورا ايلاند خلال لقائه مع إذاعة "كان بيت"، الاثنين، إن "ما حدث الليلة الماضية في الجنوب يعتبر فضيحة" للجيش الإسرائيلي".
لماذا المناورات الآن؟
أما المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عودة فقد قال لـ"إرم نيوز"، إن "هناك العديد من الأسباب التي تدفع حركة حماس لخوض مثل هذه المناورات في قطاع غزة".
وأوضح أن "السبب الأول هو الظروف القاسية التي تعيشها حماس في الوقت الحالي، فأرادت من خلال هذه المناورات أن تثبت لجميع الأطراف أن لديها قوة تستطيع تفجيرها.
وأضاف أن "السبب الثاني هو رسالة تريد حماس إيصالها للعالم، فهي بعد حرب عام 2014 وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدتها إلا أنها أصبحت أكثر جاهزية من قبل لخوض أي حرب جديدة على القطاع، أما السبب الثالث فهو رد على تقليل البعض من شأن حماس وقدرتها على إدارة غزة".
وحول إجراء المناورات في هذا التوقيت بالذات، قال أبو عودة: "هناك تحركات سلمية قريبة من الأطراف والفصائل والأطر الفلسطينية كافة والتي ستنطلق مع نهاية هذا الشهر، لذا أرادت حماس أن تؤكد للاحتلال أنها على جاهزية تامة لرد أي اعتداء إسرائيلي ضد المتظاهرين".
واعتبر أن "إسرائيل تنظر بقلق لهذه المناورات وترى أن هذا السلوك عدائي من حركة حماس لذا يجب الرد عليه، كما يرى الاحتلال في الوقت ذاته أنه إذا خاض حربًا فلن يستطيع حسمها، ومع مرور الوقت أصبح هناك مطالبات لإسرائيل بإعطاء غزة ما تريد من مطار وميناء وتحسين الأوضاع المعيشية حتى لا ينفجر القطاع في وجه إسرائيل".
وقال: "مثل هذه المناورات تدفع باتجاه أن يكون هناك حلول لغزة دون حرب خاصة بعد تصريحات الجبهة الداخلية بقيادة ليبرمان بأن إسرائيل اليوم غير جاهزة لخوض حرب جديدة".