هل يُطيح تقرير "الخرف" بحظوظ بايدن الانتخابية؟

كان طريق الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة معبَّدًا، و الأمور تسير بهدوء دون أي علامات قلق بشأن تقدمه في السن، لكن تقرير الخرف قلب الطاولة رأسًا على عقب، وبات الديمقراطيون يستعدون للخطة B البديلة.

تقرير المحقق الخاص، روبرت هور، حرَّك المياه الراكدة حين قال إن بايدن "رجل مسن حسن النية، وذو ذاكرة ضعيفة، وقدرات متضائلة"، وهو ما فتح باب النقاش واسعًا في البيت الداخلي للحزب الديمقراطي حول قدرة الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 81 عامًا على تحقيق نصر يبقيه في المكتب البيضاوي 4 سنوات أخرى.

تحليل نشرته مجلة "بوليتيكو" يشير إلى أن استبدال بايدن بمرشح آخر ليس أمرًا سهلاً، ورغم أن السيناريو الأرجح هو بقاء بايدن في السباق، يظل البحث عن بديل إمكانية قائمة.

تحدث كبار الصحفيين في "بوليتيكو" عن سيناريوهات مختلفة، تشير إما إلى استمرار بايدن كمرشح أو اختيار بديل في مؤتمر الحزب في أغسطس المقبل، إلا إذا تنحى بايدن طوعًا، أو كان غير قادر جسديًا على الترشح.

وخلال الفترة التي سبقت صدور تقرير هور، لُوحظ أن الحديث عن بديل لبايدن، كان يواجه بنوع من المقاومة العنيفة، داخل الحزب الديمقراطي لكن تحليلاً نشره موقع "ناشونال ريفيو" يشير إلى أن الديمقراطيين باتوا غير قادرين على تجاوز مشكلة سن الرئيس، خاصة أن تقرير هور ساهم بتراجع حضور بايدن.

لكن لماذا يصعُب على مرشح آخر أن ينافس بايدن؟

السبب اللوجستي هو أن الوقت بات متأخرًا لطرح اسم جديد ينافس بايدن على نيل بطاقة الترشح.. ولو حدث ذلك تبقى قدرة بايدن على حصد أصوات المندوبين في أغلب الولايات مرجحة للغاية ..لأنه حقق العديد من الأولويات الديمقراطية، ولذلك لم يكن هناك أي ضغط حقيقي داخل الحزب لحمله على التنحي.

لكن الاستطلاعات تُظهر أن الناخبين قلقون للغاية بشأن عمر بايدن.. وتسبب تقرير هور في "إثارة ذعر شديد بين الديمقراطيين".

يقول تحليل "بوليتيكو" إن الحل الوحيد المنطقي لأي سيناريو يستثني بايدن من سباق الرئاسة، هو موافقته شخصيًا على التنحي، وتسليم القيادة في الحزب لشخص آخر، وهذا أمر صعب في وقت يجد فيه بايدن نفسه الرجل الذي تمكن من هزيمة ترامب، وتحسين الاقتصاد.

وإذا حدث هذا السيناريو المستبعد جدًا، ثمّت من يرى أن موجة من التنافس داخل الحزب الديمقراطي ستشتعل، وربما تدور معركة حامية الوطيس بين كل القيادات التي ترى في نفسها مؤهلة لأخذ مكان بايدن، خاصة أن كاملا هاريس نائبة الرئيس لا تتمتع بالشعبية التي تمكنها من أن تكون المرشح الحاسم الذي يمكن أن يأخذ مكان بايدن بسهولة، وفق تحليل بوليتكو.

هذه السيناريوهات تضع بايدن وحزبه في واجهة الأحداث، وتبقى التطورات، خلال الفترة المقبلة، هي الفيصل في تحديد مسار الانتخابات الرئاسية.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com