مهندس التقارب مع دول الخليج.. من هو الأدميرال علي شمخاني؟
درس الزراعة لكنه انتهى به في المطاف في حقول العسكر والسياسة والسير على الحبل المشدود بين مراكز صنع القرار في طهران
قبل سنوات وصفه الكاتب الأمريكي البارز ديفيد إيغناسيوس بأن نجمه آخذ في الارتفاع في سماء السياسة.. مضيفا في مقال حينها بصحيفة واشنطن بوست أن شمخاني يمكن أن يلعب دورا مؤثرا في إدارة الأزمة مع العالم العربي
واليوم تتسلط الأضواء على الأدميرال علي شمخاني كمهندس عن الجانب الإيراني للاتفاق التاريخي لاستئناف العلاقات مع السعودية والتقارب مع دول الخليج.
البدايات
ينحدر شمخاني من مدينة الأهواز لأسرة عربية من أصول عراقية وهو العربي الوحيد الذي ترقى إلى هذا المستوى في مؤسسة الحكم الإيرانية منذ العام 1979
درس الزراعة لكن مستقبله المهني تحول بشكل درامي مع تحوله إلى دراسة الشؤون العسكرية حيث حصل على شهادة الماجستير
ليتولى العديد من المناصب العسكرية مثل قائد القوات العسكرية في إقليم خوزستان ، كما قاد القوات البحرية بالحرس الثوري الايراني اثناء الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988 .
كما تولى قيادة القوات البرية في الجيش الإيراني ليصبح من الشخصيات القلائل التي جمعت بين تولي أدوار قيادية في الجيش النظامي والحرس الثوري.
زيارة السعودية
يتولى شمخاني منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني منذ مايقارب عقدا من الزمان وهي ثاني أطول فترة قضاها مسؤول في المنصب بعد الرئيس السابق حسن روحاني الذي تولى المنصب لأكثر من 15 عامًا
وشغل شمخاني حقيبة وزارة الدفاع خلال ولايتي الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي من 1997 الى 2005 .
وأثناء توليه وزارة الدفاع في عهد خاتمي قام شمخاني بزيارة تاريخية الى المملكة السعودية عام 2000 في إطار جهود لتحسين العلاقات بين البلدين.
وهاهو الآن يعيد الكرة بالاتفاق الجديد محاولا إتمام محاولة العام 2000
التوجهات السياسية
ينظر إلى شمخاني على أنه منحاز إلى الجناح الأكثر واقعية في النظام الإيراني بحسب وكالة رويترز وهو من الشخصيات القليلة في النظام القادرة على لعب دور الوسيط بين الإصلاحيين والمحافظين كما أن دوره السابق كقائد في الحرس الثوري يمنحه السلطة لتجاوز هيمنة الجهاز على السياسة الخارجية المتعلقة بالعالم العربي خاصة في ظل غياب شخصية بمستوى نفوذ قاسم سليماني
فهل بات الطريق سالكا أمام شمخاني لإتمام ما بدأه عام 2000 أم أن التاريخ سيعيد نفسه؟
