أمريكيون يفقدون الثقة في "إعادة التدوير" لإنقاذ البيئة

على مدى العقود القليلة الماضية، تراجع مفهوم إعادة التدوير في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي حين أن الغالبية العظمى من الأمريكيين لا يزالون يعتقدون أن إعادة التدوير أمر إيجابي للبيئة، إلا أن عدداً متزايداً منهم يفقدون الثقة في فعالية برامج إعادة التدوير، مع انتقادهم لإعادة تدوير البلاستيك على وجه الخصوص لفشلها في معالجة كتلة حرجة من المواد.

لكن البلاستيك ليس المشكلة الوحيدة. فمع تطور عادات التجارة الإلكترونية وتزايد عمليات تسليم الطرود، تكافح إعادة تدوير الورق والكرتون في الولايات المتحدة لمواكبة ذلك. فقد وجدت دراسة حديثة أجراها المختبر الوطني للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأمريكية أنه من بين 110 ملايين طن من نفايات الورق والكرتون التي تمت إدارتها في عام 2019، انتهى المطاف بـ 62 مليون طن (56%) منها في مدافن النفايات.

وقدر الباحثون القيمة السوقية لكل تلك النفايات من الورق والكرتون بـ 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى 4 مليارات دولار أخرى من رسوم الطمر المرتبطة بها. ووفقًا للدراسة، فإن الخسارة المقدرة لطاقة الاحتراق (حرق الورق والكرتون لتوليد الطاقة) تعادل 4% من استهلاك الطاقة الصناعية الأولية في جميع أنحاء البلاد. وشكل الورق والكرتون 26% من جميع النفايات الصلبة البلدية في الولايات المتحدة، في عام 2019.

وقد توصل المختبر الوطني للطاقة المتجددة الى نتيجة رئيسة وهي أن حوالي 38% فقط من الورق المقوى تتم إعادة تدويره. وفي تقريرها عن حالة إعادة التدوير لعام 2024، وجدت شراكة إعادة التدوير، وهي منظمة غير ربحية تعمل مع الشركات لتحسين أنظمة إعادة التدوير في الولايات المتحدة، أنّ 21% فقط من جميع المواد القابلة لإعادة التدوير يتم إعادة تدويرها فعليًا كل عام، بما في ذلك 32% من الورق المقوى.

وتقول جمعية الغابات والورق الأمريكية إنه تم إعادة تدوير 93% من الورق المقوى في عام 2023، لكن سكوت مو، الباحث الرئيس في شراكة إعادة التدوير، يقول إن هذا الرقم مدفوع بالجهود التجارية. ويضيف مو: "إن الاستعادة التجارية والصناعية للكرتون هي واحدة من أعظم قصص النجاح في إعادة التدوير في البلاد". ولكن، عندما نقوم بالحسابات ونجري تحليلاً، نرى أن الورق المقوى السكني مختلف عن إعادة التدوير التجاري ويؤدي إلى انخفاض معدل إعادة التدوير الإجمالي.

تتزايد فجوة إعادة التدوير السكنية للكرتون مع ارتفاع مبيعات التجارة الإلكترونية. تقول أنيليا ميليبراندت، الباحثة الرئيسة في المختبر الوطني للطاقة المتجددة: "لقد ازدهرت التجارة الإلكترونية خلال العامين الماضيين، لذلك ليس من المستغرب أن نحصل على كل هذه السلع المستوردة في صناديق والمنتج الفعلي في صندوق". وعززت الجائحة هذا الاتجاه، فقد قفزت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 4% في الربع الثاني من عام 2020، وتمثل التجارة الإلكترونية الآن 15% من إجمالي مبيعات التجزئة، وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي.

لكن التجارة الإلكترونية ليست السبب الوحيد، إذ يفتقر العديد من الأمريكيين إلى الوصول الكافي إلى برامج إعادة التدوير. فوفقاً لتقرير شراكة إعادة التدوير، فإنّ 37% فقط من المنازل متعددة الأسر في الولايات المتحدة قادرة على إعادة التدوير في المنزل، وهو أمر بالغ الأهمية إلى جانب القوانين المحلية لتعزيز الإقبال على إعادة التدوير. ويشير التقرير إلى أنه عندما تكون العائلات قادرة على إعادة التدوير، يميل الورق المقوى إلى أن يكون المادة الأولى في إعادة التدوير، حيث يتم إعادة تدوير 81% من المواد.