من "يا حبيبي" إلى "مقطقطة يا قطة".. هل تعثر علي عبدالستار؟

"يا حبيبي ترى القلب".. و"يتيمة".. و"يا ناس أحبه"، بعض من أكثر الأغاني الخليجية رواجا في تسعينيات القرن الماضي، والتي أصبحت من كلاسيكيات الفن الشعبي والطرب الخليجي للفنان القطري علي عبدالستار.

وقد بزغ نجم الفنان القطري منذ بداية مسيرته الفنية، وتحديدا مع تطويره الأغنية الشعبية للشاعر السعودي الكبير خلف بن هذال العتيبي "يا حبيبي ترى القلب"، وحتى غنائه "يتيمة" بالتعاون مع الفنان السعودي خالد عبدالرحمن تأليفا وتلحينا.

تمكن علي عبدالستار من صنع أغنية شعبية حافظت على الأصالة واللحن والكلمة، ووازنت بينها وبين "العصرية" بذكاء، بينما تجاوزت أغنية "يا ناس أحبه" الجمهور الخليجي إلى الجمهور العربي، ما جعله واحدا من أبرز مغني جيله.

لكن الفنان القطري ما لبث أن انحسر نشاطه الفني في العقد الماضي، وغاب عن الساحة بعد انتهاء عقده مع "روتانا" في 2002 وانشغاله بمشاريعه الشخصية، قبل أن يعود في عام 2009 بألبومي "تذكرين" و"عيدي غدا"، ليغيب مجددا حتى آخر البوماته "أسفار" في 2013.

ومع عودته في 2022، حاول علي عبدالستار أن يحجز مكانا له في الساحة الفنية اليوم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على الموسيقى، ولكن لم يحقق مع ذلك انتشارا كالسابق، بينما بقيت أغانيه الجديدة خجولة المتابعة، في الوقت الذي ظل فيه متواجدا على مواقع التواصل وتحديدا على "يوتيوب"، يحاول تقديم الجديد والمختلف.

وبشكل مفاجئ، خرج الفنان علي عبدالستار بحلة جديدة بأغنية "يا حتة سكرة"، خالعا ثوبا اعتاد ارتداءه طوال سنوات مسيرته الفنية، ليقدم لمتابعيه أغنية مصرية لأول مرة على إيقاع شعبي عصري، وبكلمات شعبية مصرية، محققا أكثر من مليون متابع لها، في مقابل بضعة آلاف متابع لأغانيه الأخيرة الخليجية.

ويبدو أن هذا الانتشار، فتح شهية "عبدالستار" لتقديم المزيد من هذا النمط الغنائي المصري، ليصدم جمهوره بعد أشهر قليلة من "يا حتى سكرة" بأغنية "يا مقطقطة يا قطة".

إلا أن الأغنية، وضعت علي عبدالستار في مرمى الانتقادات، فما لبث متابعون أن استنكروا أغنية فنان لا تزال أغانيه الأصيلة عالقة في ذاكرتهم، في الوقت الذي بدت فيه "يا مقطقطة يا قطة"، غريبة وخارجة عن المألوف في مسيرة الفنان القطري.

واعتبر العديد من المتابعين أن "يا مقطقطة يا قطة" سقطة في تاريخ علي عبدالستار، بينما استنكر آخرون غناءه لمثل هذه الأغنية وقد تجاوز السبعين من عمره.

وعلى خلاف ذلك، رأى آخرون أنّ علي عبدالستار نجح في مواكبة هذا الجيل، وتقديم فن يصل إليهم ويلائم ذائقتهم، وقد دافع علي عبدالستار عن نفسه بالقول في تصريح إعلامي سابق أنه رغب في مخاطبة الشباب الصغار و"إدخال البهجة إليهم" في ظل الأوضاع الحالية، وليس نادما على تقديم مثل هذا اللون.

وما بين "يا ناس أحبه" و"يا مقطقطة يا قطة"، عبر متابعٌ عن أسفه، متمنيا لو بقي الفنان علي عبدالستار، غائبا عن الساحة، فيما علق "يوسف"، متسائلا عن الأسباب: "وش اللي وصلك لذا الحال ياخي.. ماظن قلة فلوس ماظن قلة كتاب ماظن قلة ملحنين".