الفنانة اللبنانية إليسا
الفنانة اللبنانية إليسامتداولة

وثائقي إليسا It’s Ok.. "لا بأس شكلا وممتاز مضمونا"

من خلال ثلاث حلقات استطاع وثائقي إليسا المعنون بـIt’s Ok (لا بأس)، والتي بثته شبكة "نتفليكس" مؤخرًا، أن يغطي مساحة كبيرة من خصوصيات حياة المغنية اللبنانية الملقبة بـ"ملكة الإحساس"، منذ طفولتها وتجربتها في مدرستها الداخلية، مرورًا بعلاقتها بوالديها وإخوتها، ومن ساعدها في اكتشاف موهبتها.

وأيضاً حول حياتها الفنية والصعوبات التي واجهتها في شق طريقها نحو النجومية، وكذلك علاقاتها العاطفية، وانشغالات قلبها باستمرار، وانعكاسات ذلك على حالتها النفسية، وليس انتهاءً باكتئاباتها المزمنة، ثم صراعها مع مرض السرطان وانتصارها عليه، وتعرضها للتنمر والتعصُّب والذكورية خلال مسيرتها.

سعت إليسا أن تظهر من خلال الوثائقي عفويةً قدر الإمكان، في استضافتها لأمها وأخواتها، وأيضاً في تعبيرها عن قلقها الليلي المزمن ومحاولة معالجته بالأكل، وتصفح ألبومات الصور، وأثناء زيارتها للراهبة التي كانت تدرِّسها، وفي تمارينها على الرقص من أجل أحد "فيديو كليباتها".

كما استطاعت صاحبة أغنية "أجمل إحساس في الكون" أن تتحدث بصراحة بالغة عن صعوبات حياتها، منذ العلاقة غير المتكافئة تعليميًّا بين والديها وأثر ذلك على تربيتها، مروراً بإحساسها بالمسؤولية المبكرة عن كل ما حولها، خاصةً بعد زواج أختها نورما المبكر، مرورًا بوفاة والدها مدرس اللغة العربية، واهتمامها بعائلتها ماديًّا ومعنويًّا.

وأيضاً لم تُجامل في كلامها عن العراقيل التي واجهت حياتها الفنية منذ بداياتها كممثلة في المسرح اللبناني، وتعرُّضها لكم كبير من الانتقادات على صوتها بعدما لقَّبها البعض بـ"ملكة النشاز"، والتنمُّر الكبير على شكلها وشفتيها، وظهورها بالشرشف وإغمائها على المسرح؛ بسبب الإرهاق بعد معاناتها من السرطان.

ولم تترك شؤون قلبها بعيدًا عن متابعي الوثائقي، من العشق الطفولي البريء لـ"نمر" أحد زملائها في المدرسة، مروراً بالعلاقة التي وصفتها بالسامة والتي كانت سببًا في إصابتها بالمرض العضال، وأيضاً في عدم قدرتها على الإنجاب نتيجة العلاج الهرموني الذي خضعت له، وليس انتهاءًا بالحب الذي تعيشه الآن مع أحدهم، وصار له خمس سنوات.

كما صارحت إليسا جمهورها عن رغبتها بالاعتزال ثم العودة عنه بعد تخلصها من احتكار شركات الإنتاج لحقوق ملكية أغانيها ونشرها، وإنشائها شركتها الخاصة، التي أتاحت لها مزيداً من الحرية، وفي الوقت ذاتها حمَّلتها مسؤولية أكبر تجاه خياراتها.

الوثائقي على جرأته وفسحه المجال للدخول في خصوصيات حياة إليسا، إلا أنه كان بحاجة إلى مونتاج من نوع آخر، بحيث يضبط الزمن والإيقاع، ويكثف في محاور الحلقات، ويضعنا أمام جوهر ما تريد قوله، من دون شطط يؤدي إلى الإحساس بالملل أولاً، ثم يخرجنا من حالة العفوية التي طغت على معظم زمن الحلقات الثلاث.

لا يعني ذلك الركون إلى تسلسل زمني واقعي، بل جعل النقلات بين الأزمنة سلِسًا، وعدم مواربة المواد الفيلمية المتوفرة من مقابلات وتصوير في كواليس الحفلات وبعض الإنفوغراف، وإقحام بعض الفيديوهات المصورة حديثاً عليها؛ ما جعلها تخرج من عفويتها في بعض الأحيان، وتبدو مقحمة على الوثائقي بهدف إطالة الزمن فقط، من دون أن تضيف شيئاً على المحتوى المراد قوله.

بالمجمل يبقى وثائقي It’s Ok سابقة عربية، بحيث إنه تجاوز حتى المجلات المتخصصة في كشف التفاصيل الشخصية للفنانين، وسعيها وراء تحقيق سَبْق من خلال ذلك، تاركاً الجمهور مع حميميات إليسا وشؤونها الخاصة، راسماً فلسفتها في تجاوز المصاعب، وإن كانت علامات الطُّلاب تتراوح بين ممتاز وجيد ولا بأس وضعيف، فإن هذا الوثائقي ينال درجة "لا بأس" على المستوى الفني الذي ظهر به، وعلامة ممتاز على الجرأة والعفوية فيه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com