الفنان اللبناني رفعت طربيه
الفنان اللبناني رفعت طربيهمتداولة

رفعت طربيه: لا مسرح في مناخ يفتقد للحريات‎

يعود الفنان اللبناني رفعت طربيه إلى خشبة المسرح، بمسرحية من أعمال الكاتب والمخرج المسرحي ريمون جبارة، بعنوان "قندلفت يصعد إلى السماء" المقتبسة عن "احتفال لزنجي مقتول" لأرابال.

وكان طربيه الممثل والكاتب والمخرج المسرحي الذي درّس الفنون المسرحية، وقّع كتابه "رفعت الستارة" في الـ2019، وفيه يرصد الحركة المسرحية في لبنان منذ أوائل السبعينيات، والمرحلة الذهبية التي عرفتها بيروت والمسرح اللبناني.

وكشف طربيه في تصريحات لـ"إرم نيوز" عن كواليس العمل، قائلا أنه جاء تكريما للفنان الكبير الراحل ريمون جبارة، الذي ساهم في وضع أسس المسرح اللبناني الحديث، وسيقدم رؤيته الإخراجية لتمثيلية سوداء من أعمال جباره بعنوان "قندلفت يصعد إلى السماء" على خشبة مسرح المونو، حيث سيلعب المسرحية مع 4 طلاب من معهد الفنون إبتداء من 30 آذار إلى 7 نيسان الجاري.

وقال إنه "سيعاود لعب مسرحية "هاملت" من إخراج الراحل جيرار أفيديسيان، وكان لعبها مرة واحدة فقط يوم اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول التي سببت بتوقفها".

وأفصح طربيه، أنه سيقيم معرضا للنحت مستقبلا. شارحا إنه "بدأ تجربة النحت بالخشب حين توقفت الأعمال المسرحية في فترة الحجر بسبب فيروس كورونا. وأن هذه الخطوة أتت نتيجة تأثره بصديقيه النحاتين: ألفونس فيليبس وحليم الجرداق. فقد كان يراقب بدهشة كيف يحوّلان قطعة من الخشب إلى تحفة فنية".

أخبار ذات صلة
أحمد الزين لـ"إرم نيوز": اعتزالي ذريعة للتهرب.. والدراما التركية مملة

وأضاف أنه "بعد تجربته الصعبة مع المرض، لو قُدّر له أن يموت ويعود إلى الحياة من جديد فلن يرضى إلا أن يكون مسرحيا، إلا أنه سيقلل من ظهوره في المسرح الغنائي والمسرح الراقص، لأنهما لا يضيفان أي شيء للممثل بل يأخذان من مصداقيته ويكون فيهما في المرتبة الثالثة".

ونوّه طربيه باهتمام المجتمعات الحضارية والراقية بفن المسرح، معتبرا أنه "فن الممثل، بالدرجة الأولى وبامتياز قبل المخرج وقبل الكاتب، وأن مقياس حضارة أي شعب في كل الحضارات هو المسرح، كونه يأتي في المرتبة الأولى بين الفنون ويليه الشعر في المرتبة الثانية". على حدّ تعبيره.

وأضاف أنّ المسرح "أبو الفنون"، مستشهدا بقولٍ لشكسبير "المسرح شعر ودجل وتنكر وخيال ورقص وغناء وملهاة ووهم".

وشدد الفنان اللبناني على أهمية وجود الحريات لنشوء المسرح، مبررا أنه "لا يمكن أن يكون المسرح موجودا إلا في مجتمع وصل الى درجة عالية من الرقي، وفي مناخ ملائم له، يتميز بالحريات. فالمسرح الإغريقي مثلا ولد في أثينا وليس في إسبرطه أي المجتمع الحربي. والمسرح الحديث اليوم ولد في الدول المتطورة".

وردا عن سؤال، قال إنه كممثل "بعد أن يتقمص الدور ويعيشه، وعندما ينزل عن خشبة المسرح يرفض أن يناديه الجمهور إلا باسم الشخصية التي لعبها، والتي يبقى متأثرا بها لفترة شهور، يبدأ بعدها بما أسماه عملية (رفض الشخصية) كي ينتقل الى مرحلة النقد الذاتي ومساءلة ذاته عن أدائه، معتبرا أنّ الذي يميزه كمسرحي عن سواه هو أنه "يلعب أدوارا ولا يلعب "رفعت طربيه"، معلقا: "فهنالك الكثير من الممثلين الذين يلعبون ذاتهم. وهذا ما لا نراه في السينما الإنكليزية مثلا".

وعند سؤاله عمّا يحبطه في الحياة، أكد أنّ "لا شيء يحبطه وحتى المرض لم يحبطه بل تقبّله بروح مرحة جدا. وعبّر عن عدم خوفه من أي شيء؛ لأنه لا يخاف من الموت، إنما يتأسف على فراق الأحبة".

وعن خليفة رفعت طربيه في الفن، قال ابنتي آيا هي خليفتي. وأنا أرى فيها ممثلة مدهشة عدا عن امتلاكها خامة صوتية رائعة. و هي تدرس المسرح الاستعراضي الغنائي في معهد "كور فلوران" في فرنسا.

وشارك رفعت طربيه ممثلا وبالأدوار الرئيسة في مسرحيات عديدة أشهرها "صخرة طانيوس" ، "وجبران خليل جبران" من إخراج جيرار أفيدسيان، كما شارك في جميع أعمال عبد الحليم كركلا الأخيرة.

أما في السينما فشارك مع العديد من المخرجين، كما وقّع الكثير من الأعمال الثقافية لصالح تلفزيون لبنان، والشبكة الثالثة في التلفزيون الفرنسي.

هذا وشارك في مهرجاني المسرح الأول والثاني في بغداد، وفي مهرجان قرطاج، وفي مهرجان ليوبيلس في المغرب، وفي مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة.

وحاز الممثل القدير رفعت طربيه على "موركس تكريمي لممثل مسرحي لبناني عن مجمل مسيرته".

وتكرّمه الحركة الثقافية- أنطلياس في مسرح الأخوين الرحباني في الأول من آذار الجاري، ويشارك في تكريمه كل من الشاعر طلال حيدر، الموسيقي مارسال خليفة، الفنان التشكيلي شوقي شمعون والمحاور ميشال معيكي، بإدارة الدكتور عصام كمال خليفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com