إعادة تدوير الأفلام المصرية استثمار للنجاح أم افتقار للإبداع؟
اتجه طيف من شباب فناني مصر، مؤخرًا، لتقديم أعمال سينمائية تم تقديمها من قبل وحققت نجاحًا كبيرًا، ليضعوا أنفسهم في مقارنة مع النجوم الأصليين للعمل.
ورغم أنّ معظم الأعمال التي تم تدويرها من قبل لم تحقق نجاحًا مقارنة بالعمل الأصلي، إلا أنّ الشغف بإعادة تدوير أفلام جديدة لا يزال قائمًا، ومنها على سبيل المثال، فيلم "شمس الزناتي"، الذي قدمه الفنان عادل إمام من قبل، والذي أعلن نجله الفنان محمد إمام عن إعادة تقديمه، وكذلك فيلم "البحث عن فضيحة" لعادل إمام، والذي سيعاود تقديمه الفنان كريم محمود عبدالعزيز.
كسل من الكتاب واتكاء على نجاح سابق
قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز": "بعض الأدوار قد تكون جذابة أو مهمة بالنسبة لنجوم اليوم، حيث يتمنون لو يقدمون مثلها، ومن هنا يسعون إليها حين يعرفون بإعادة إنتاج نفس الفيلم".
وأضافت الناقدة المصرية: "الأمر مختلف لدى الكتاب، ويعني حالة من الكسل والاعتماد على عمل نجح سابقًا، وأيضًا هو مغامرة بالنسبة للمخرج والمنتج، لأنّ الجمهور والنقاد سيقارنون العمل الجديد بالقديم، وغالبًا ستكون النتيجة في صالح الفيلم الأول".
الفيصل.. جودة العمل
واختلف الناقد المصري رامي المتولي مع مواطنته ماجدة موريس قليلاً، حيث يرى أنّ ظاهرة إعادة إنتاج أفلام تم تقديمها من قبل موجودة عالميًا، وهي ليست إفلاسًا، بحسب وصفه.
وأضاف رامي المتولي لـ"إرم نيوز": "في كل فترة يكون هناك شغف تجاه مجموعة معينة من الأعمال الفنية التي تحتوي على ألق وتحظى بشعبية وجماهيرية كبيرة، مما يولد رغبة لدى فناني الجيل الحالي في إعادة تقديم هذه الأعمال من وجهة نظر مختلفة وبتقنيات حديثة وبشكل أفضل".
ولفت المتولي إلى أنّ "إعادة إنتاج أفلام تم تقديمها من قبل موجود بالعالم أجمع، حتى أن السينما الأمريكية التي تعد أضخم صناعة في العالم تفعل ذلك طوال الوقت، وتقوم بإنتاج عشرات الأعمال من العمل ذاته بتقنيات ونظرة جديدة".
ورأى الناقد المصري أنّ الفيصل هو "جودة العمل" المقدم،٫ وتمنّى أن يتم تقييم هذه الأعمال بشكل عادل، وألا يتم الحكم عليها بشكل مسبق".
إفلاس ومحاولة تقليد نجاح
أكد الناقد أحمد سعدالدين أنّ إعادة إنتاج أعمال تم تقديمها من قبل هي "إفلاس فني"، خاصة أنّ من يقومون بذلك هم من الشباب، الذي من المفترض أن يحملوا على عاتقهم تطوير السينما المصرية وإدخال أفكار جديدة، بحسب تصريحه.
وتابع سعدالدين لـ "إرم نيوز": "يلجأ الشباب من الفنانين إلى أعمال حققت نجاحًا من قبل، ويحاولون تقليدها، ورغم أن هذه الظاهرة منتشرة عالميًا، إلا أنها تكون في ظروف وحدود معينة، بمعنى أنّ فيلم “البحث عن فضيحة” الذي قدم قبل أكثر من 50 عامًا، هل سيتم تقديمه بشكل ورؤية مختلفة، أم سيتم تقديمه كما هو؟”.
وأضاف: "اذا أرادوا تقديم عمل جيد، فلابد من الأخذ من الرواية الأصلية، وتقديمها بشكل مختلف، وإلا سيضع الفنانون، اليوم، أنفسهم في مقارنة مع العمل الأصلي والتي ستكون في صالح العمل الأول بلا أدنى شك".
