جودر.. هل يعيد ياسر جلال المجد لأعمال "ألف ليلة وليلة"؟
قرار جريء اتخذه الفنان المصري ياسر جلال بإعادة تقديم مسلسل عن قصة "ألف ليلة وليلة"، وذلك لكون هذه الأعمال ارتبطت في أذهان الجمهور قديما بشهر رمضان، حيث إن القصة ذاتها كانت تقدم كل عام بأبطال مختلفين، وحققت نجاحا كبيرا، وأصبحت علامة من علامات الشهر الكريم.
وقرر "جلال" الاختلاف قليلا عما قُدم من قبل، حيث اختار قصة واحدة من القصص الموجودة في كتاب ألف ليلة وليلة، وهي قصة "جودر"، والتي تدور أحداثها حول شخصية "جودر الصياد"، الذي يدخل في العديد من المشكلات بينه وبين أشقائه الذين يغارون منه، نتيجة تفضيل أبيه له؛ لكونه الأكثر برًا به، وتواجهه مجموعة من العقبات تدفعه إلى خوض الكثير من المغامرات التي تذهب به بعيدًا في عالم سحري مليء بالإثارة والتشويق، ليتحول من صياد بسيط إلى أحد أغنى أغنياء البلاد.
ويعدّ المسلسل تحديًا كبيرا للفنان المصري، يراهن من خلاله على مواكبة النجاح الذي حققته السلسلة الشهيرة، والتي قدمها كبار نجوم الفن، كما أن نجاحه في هذا العمل سيفتح الباب لإعادة تقديم هذه السلسلة مجددا.
تربى الجمهور عليها
قال الناقد الفني أحمد سعد الدين إن قصة "ألف ليلة وليلة" تربى عليها الجمهور منذ الصغر، لافتا إلى أن بدايتها كانت بالإذاعة المصرية في خمسينيات القرن الماضي، وكان يجسدها الراحل عبد الرحمن الزرقاني، والفنانة زوزو نبيل، بحسب قوله.
وأضاف سعد الدين في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز": "قصص ألف ليلة وليلة تم تقديمها في الفوازير التي كانت تعرض كل عام برمضان، كما تم تقديمها في مسلسلات عديدة، وحققت نجاحات كبيرة، إلا أن ما قام به ياسر جلال الآن في تقديم قصة واحدة من بينها، فهذا هو الجديد، فكل الأعمال التي قدمت من قبل كانت تقدم القصص جميعها، حيث يقدم كل ليلة قصة مختلفة".
وتابع: "أنا أثق في اختيارات الفنان ياسر جلال؛ لأنه يقرأ النص جيدا، ويهتم بما يقدمه، ومن البرومو يظهر بأن العمل سيحقق نجاحا، ولكننا لن نقيّم العمل حتى يعرض".
وأشار الناقد المصري إلى أن نجاح هذه التجربة سيفتح الباب لتقديم هذه الحكايات الجميلة، مشيرا إلى أنّ الأجيال المختلفة تحب هذه القصص ومرتبطة بها، لافتا إلى أن فكرة تقديم قصة واحدة من قصص "ألف ليلة وليلة"، في حال نجاحها يعتقد بأنه سيتم أجزاء أخرى بقصص مختلفة، بحسب تصريحه.
فرصة لإعادة التراث
من جانبها، رأت الناقدة الفنية ماجدة موريس أنّ تقديم قصص "ألف ليلة وليلة" مجددا هو شيء إيجابي، وهو بمثابة عودة للتراث، خاصة وأنه من تأليف أحد الكتاب الجيدين بمصر وكذلك المخرج إسلام خيري، وبطولة فنان موهوب مثل ياسر جلال، بحسب قولها.
وأضافت موريس في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز": "كتاب ألف ليلة وليلة به مئات القصص، وإنك تقدم قصة منها هي بمثابة عمل جديد، فالقصة مختلفة والبطل مختلف، ومن رأيي أن هذا تراثنا الثقافي والفني، ولا بد من الاهتمام به، لتعريف الأجيال الجديدة به، قبل أن يتم سرقته، كما أنه مؤثر في الجمهور بشكل كبير، ويجب علينا إعادة اكتشافه، وبالطبع سنجد به أشياء جديدة تستحق التقديم".
وتابعت: "الكاتب أنور عبد المغيث من المؤلفين الجيدين، وهو مثقف، ونادرا ما يقدم عملا بسبب دقته في اختيار القصة، كما أن المخرج إسلام خيري من المخرجين الكبار المميزين، وفي نظري نجاح هذا العمل سيفتح الباب على مصراعيه لتقديم أعمال التراث".
ورأت الناقدة الفنية أن تقديم "جودر" هو مغامرة جيدة، مشيدة بالفنان ياسر جلال الذي وصفته بـ "الفنان الكبير"، لافتة إلى أنه يختار أعمالا جيدة.
