يواظب الفنان السوري فادي صبيح على أن يكون علامة فارقة في كل ما يشتغل عليه، خاصةً عندما يحمل العمل طابعًا شعبيًّا، فتشعر أنه ابن تلك البيئة الشعبية، يتماهى مع شخصياتها لدرجة تنسى معها أنه يُمثِّل، وقد يتبادر إلى ذهنك أن ما تُشاهده ما هو إلا عمل تسجيلي.
هذا ما شاهدناه في الحلقات الأولى من مسلسل "ولاد بديعة" تأليف علي وجيه ويامن حجلي وإخراج رشا شربتجي، إذ يظهر صبيح في شخصية عارف الدبّاغ، الدمشقي العامل في مهنة دباغة الجلود، يتصارع مع زميله "أبو هديل" (حسين عباس) في السيطرة على السوق، وتشتعل بينهما منافسة شرسة ومناكفات طويلة الأمد، يشهد عليها "أبو الوفا" (تيسير إدريس) المغني المولع بمحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي.
وعلى صعيد آخر، نراه في الزمن الماضي من العمل الدرامي، الذي أنتجته شركة "بينتالينس"، أقنع بديعة (أمارات رزق) المرأة البسيطة التي تعيش في الشارع مع ابنتها الصغيرة بأنهما "عريس وعروسة" وأنجبت منه في السر توأمين شاهين وياسين، ونشاهد كيف صارا يطيعانه ويستثمرهما في تحقيق انتقاماته من "أبو هديل".
التماهي الذي يحققه الفنان صبيح مع "عارف الدباغ" لا يقتصر على المظهر الخارجي والحركة ونمط الابتسامة ونظرة العيون ومستتبعات الشخصية الشامية وتحديات الأداء التي يخوضها لإنسان يكبره سناً في الحقيقة، بل يتعداها إلى أسلوب الحكي والتوغل عميقاً في البعد النفسي لذاك الدباغ.
تفاصيل من الحلقات القادمة
وفي لقاء حصري مع "إرم نيوز" كشف لنا صبيح أنه ابتداءً من الحلقة العاشرة سيعاود الظهور في الزمن الحاضر من العمل ولن تقتصر مشاهده على ماضي الشخصية.
وقال فادي "بعد أن شاهدتم عارف الدباغ كشخص دمشقي يشتغل بدباغة الجلود التي اشتهرت بها دمشق تاريخيًّا باعتبار أنَّ الجلد السوري هو الرقم واحد في الشرق الأوسط، وبعد أن شاهدتم كيف يتزوج بديعة الشحادة البسيطة، ستعرفون أن ذلك جاء بسبب زوجته الأولى التي تجسدها الفنانة ديمة الجندي، والتي تحس بالعار نتيجة التفاوت الثقافي بينها كامرأة مثقفة وقارئة وبينه كدباغ".
وأضاف الفنان السوري "سنرى في الحلقات القادمة هذا النفور بينهما، وكيف وجد ذاته مع بديعة التي يقول لها بأنها صفحة بيضاء يكتب عليها ما يحب ويشتهي، ونلاحظ كيف تمت تربية ولديه التوأمين ياسين وشاهين كأولاد شارع يأخذون حقهم بيدهم، وكيف تخلق بينهم وبين أخيهم مختار من زوجته الأولى حالة نفور شديدة وتنافس على الورثة".
تحديات الشخصية
وعن تحديات أداء شخصية "عارف الدباغ" قال صبيح "إنها أكبر من عمري الحقيقي، وتظهر في المسلسل ضمن فترتين زمنيتين، في الماضي تكون بسن الخمسين وفي الحاضر بعمر الثالثة والستين، في الأولى أولاده صغار وفي الثانية يصبحون شباباً، وكان الخيار أمام المخرجة رشا شربتجي أن تحضر ممثلاً من جيل أيمن زيدان أو عباس النوري، وفي تلك الحالة عليهم أن يُصَغِّروه في العمر بواسطة الماكياج، لكن من حسن حظي أنه تم اختياري لهذه الشخصية الجميلة والمؤثرة".
وعن سبب اقتصار مشاركته في هذا الموسم الرمضاني على مسلسل واحد، أوضح صبيح أنه كان مسافرًا لعشرة أشهر خارج سوريا ضمن عمل فضَّل عدم الإفصاح عنه، لكنه وعد بأن يكون مفاجأة كبيرة للجمهور.