مشهد لكريم عبد العزيز من "الحشاشين"
مشهد لكريم عبد العزيز من "الحشاشين"متداولة

بعد برومو "الحشاشين".. اللهجة العامية تثير جدلا في الدراما التاريخية

أعاد برومو مسلسل "الحشاشين"، الذي يترقبه كثيرون ضمن دراما رمضان المقبل في مصر، الجدل مرة أخرى بشأن توظيف اللهجات العامية في الدراما التاريخية. وظهر بطل العمل كريم عبد العزيز في البرومو وهو يتحدث بالعامية المصرية، مبشرًا أنصاره بدخول الجنة بعد ارتكابهم سلسلة من الاغتيالات السياسية ذات الطابع الدموي.

وتساءل البعض حول مصداقية استخدام اللهجات المحلية في الأعمال التاريخية، خاصة وأن أحداث "الحشاشين" تدور في القرن الحادي عشر الميلادي.

وتبرز في هذا السياق وجهتا نظر على طرفي نقيض، تقول الأولى أن العامية قادرة على الوصول إلى كل الطبقات والشرائح بين المشاهدين في المجتمع الناطق بها، حيث يشعر بعض المتفرجين بالغربة مع اللهجة الفصحى ولا يفهمونها بالقدر الكافي، بل يتندرون عليها.

وتؤكد وجهة النظر الأخرى أن اللهجة العامية تفتقد للمصداقية، ويبدو أبطالها مثيرين للسخرية وهم يستخدمون كلمات دارجة لا تناسب الهالة التاريخية الخاصة بهم، وتحطم الصور الذهنية التي كوّنها عنهم المتفرج، كما أن اللهجة الدارجة ليست مفهومة في كل المجتمعات العربية.

ويرى المخرج أحمد عاطف أنّ اللهجة العامية في حد ذاتها ليست نقيصة أو سُبّة أو تتضمن خللًا حين يتم توظيفها في عمل تاريخي، فهي تحمل جمالها الخاص وبلاغتها الخاصة، واستخدمها كبار الشعراء مثل صلاح جاهين، وبيرم التونسي، وفؤاد حداد لصنع قصائد جميلة، وطرح معان إنسانية وفكرية عميقة.

أخبار ذات صلة
مؤلف "الحشاشين": القصة استفزتني والميزانية ضخمة

ويضيف "عاطف" في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أنّ العبرة تظل بكيفية توظيف اللهجة الدارجة وفق شروط ومعايير، منها ألا تغرق في المحلية الشديدة فيصعب على المجتمعات العربية الأخرى التجاوب معها أو فهمها، كما يجب على صناع العمل البعد عن المفردات الفجة، والألفاظ المبتذلة.

ويوضح المخرج المصري أنه سواء كانت اللهجة فصيحة أو عامية، فلا بد أن تكون معبرة عن جوهر الشخصيات، وأداة طيعة في التعبير عن جوهر الصراع الدرامي بتصاعده وتشويقه.

ويرى الكاتب والسينارست محمد هشام عبية، والذي كانت له تجربة لافتة مع الدراما التاريخية من خلال مسلسل "رسالة الإمام"، أنّ المسلسل الذي يتناول أحداثا تاريخية يجب أن يراعي أمرين: الأول أنه يسعى لمخاطبة جمهور عريض، والثاني أن يراعي الملابسات التاريخية للأحداث، ويطوعها دراميا دون أن يخل بها.

ويضيف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه إذا كانت هناك مساحة ومنطق درامي/ تاريخي لاستخدام لغة حوار "سهلة في التلقي" فأهلا بذلك جدًّا، ونحن جربنا هذا في "رسالة الإمام" مستندين إلى منطق تاريخي يقول أن اللغة المستخدمة في وقت الأحداث "القرن الثاني الهجري" بين عامة المصريين كانت هي القبطية، وبين رجال الحكم والدين كانت العربية الفصحى؛ لاحقا تطورت القبطية لتصبح العامية المصرية ليس بشكلها الدارج اليوم طبعا، لكن قريبة منها، وهكذا لجأنا في لغة الحوار إلى الفصحى البسيطة للغاية مع بعض العبارات العامية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com