من بوستر فيلم "شماريخ"
من بوستر فيلم "شماريخ"متداولة

"شماريخ".. حبكة تقليدية ومشاهد مستعارة من أفلام أخرى

" متواضع دراميا، مقبول على مستوى الإثارة والمعارك، جيد للغاية على مستوى الصورة البصرية".

بكلمات مكثفة، هكذا يمكن وصف الفيلم المصري "شماريخ"، الذي يُعرض حاليا ضمن الموسم السينمائي الجديد، إخراج عمرو سلامة، بطولة آسر ياسين وأمينة خليل والذي ينتمي إلى أفلام الحركة.

اعتمد العمل على حبكة تقليدية و"ثيمة" مكررة يتردد صداها عبر عشرات الأعمال شرقا وغربا، تتمثل في الابن المأزوم نفسيا، لأنه غير معترف به من أبيه صاحب الإمبراطورية الإجرامية ذات الثراء الفاحش والنفوذ القوي، الذي اكتسبه على مدار عقود كتاجر مخدرات.

يسعى هذا الابن غير الشرعي إلى انتزاع حقه في الاعتراف به من خلال عملية كبيرة يثبت بها نفسه تتمثل في التخلص من ابنة أحد منافسي والده، لكنه يقع في غرامها بدلا من القضاء عليها، ويجد نفسه في مواجهة حتمية مع شقيقه من الأب.

ويكتسب اسم الفيلم جاذبية خاصة لدى المراهقين والشباب الصغير الذين يشكلون القوة الضاربة لجمهور السينما في مصر؛ كونه يشير، بحسب القاموس الشعبي المصري، إلى الألعاب النارية. تشكل التجارة في الألعاب النارية محورا مهما في الفيلم كغطاء يخفي النشاط السري الإجرامي، كما استخدمها المخرج في تصميم المعارك بشكل مختلف.

يمتلىء الشريط السينمائي بالمشاهد والأفكار والخطوط الدرامية المستعارة بشكل أو بآخر من أفلام أخرى على نحو أفقده صفة "الأصالة"، فقد استعار، على سبيل المثال لا الحصر، موضوع المواجهة بين الأب وابنه الشرير، الذي لا يتوانى عن التضحية به ليرث إمبراطوريته من الفيلم الشهير "المصارع"، بطولة راسل كرو وإخراج ريدلي سكوت.

كما أنّ ملابسات قصة الحب بين بطلين يواجهان عدوا مشتركا شريرا تعيد إلى الذهن الخط الدرامي الرئيسي في فيلم "أبو علي"، إنتاج 2005، بطولة كريم عبد العزيز. أمّا الموقف الدرامي الذي وضع كلا من البطل والبطلة في طريق بعضهما البعض فيبدو متطابقا مع نظيره في فيلم "Conspiracy Theory" أو "نظرية المؤامرة"، إنتاج 1997، بطولة ميل جيبسون وجوليا روبرتس.

وتكاد تتطابق بعض مشاهد المعارك مع أخرى مماثلة من الفيلم الكوري "Old Boy"، إنتاج 2003، وسلسلة أفلام Jhon Wick، والتي صدر الجزء الأول منها 2014. وتبدو فكرة القاتل المأجور الذي يقع في حب ضحيته مكررة للغاية، حتى أن السينما المصرية نفسها سبق أن قدمتها في "كلاشينكوف"، إنتاج 2008، بطولة محمد رجب وغادة عادل.

النقطة الإيجابية المضيئة في العمل تتمثل في صناعة صورة بصرية تكاد تكون مبهرة، فقد أجاد المخرج عمرو سلامة استثمار موضوع "الشماريخ" كطقس يسبق المعارك تستخدمه العصابة للتمويه على عمليات القتل التي تقوم بها. جاءت الصورة مختلفة نتيجة المزج الرائع بين الإضاءة والدخان مع درجات مختلفة من الألوان ترافقها موسيقى متصاعدة.

ونجح رهان "سلامة" في تلك الجزئية بجذب الجمهور ورفع حالة التشويق والإثارة لدى المتفرجين، ربما في محاولة منه للتغطية على عيوب الحبكة والسيناريو الذي لم يخلُ من الفجوات والترابط غير المنطقي، كما في قصة الحب بين آسر ياسين وأمينة خليل، اللذين لم يكونا مقنعين في توصيل حالة عاطفية تنشأ وسط الجثث وعلى وقع التفجيرات المتوالية.

تراوح أداء الممثلين بين الجيد والضعيف، فقد بذل آسر ياسين جهدا لافتا في تنفيذ مشاهد المعارك والالتحام بأفراد العصابة، لكنه لم يكن على نفس الدرجة من التوفيق في مشاهد المطاردات بالدراجة النارية، التي أسندها المخرج فيما يبدو لـ"الدوبلير" أو "بديل البطل"، واكتفت فيها الكاميرا بتصوير الشخصية من زاويا ولقطات بعيدة "لونج شوت" تتجنب الوجه.

ولم تكن أمينة خليل شديدة الإقناع أو الإبداع في تجسيد شخصية ضحية مهددة بالقتل تقع في غرام قاتلها المحتمل، ويشكلان ثنائيا لمواجهة فريق محترف من القتلة، فخلا دورها من الغوص في أعماق الشخصية، مكتفية بتقديم انفعالات سطحية، متوقعة، مثل شخص يؤدي واجبا ويرغب في الانتهاء منه سريعا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com