مسلسل حالة خاصة
مسلسل حالة خاصةمواقع التواصل

"حالة خاصة".. نهاية غير مقنعة لشخصيات ملائكية

جاءت نهاية المسلسل المصري "حالة خاصة" الذي أذيعت منه الحلقتان الأخيرتان، اليوم الأربعاء، غير مقنعة ولا تتسق بالمرة مع الحبكة الدرامية للعمل، الذي لقى تفاعلا على مدار حلقاته العشر منذ بدء عرضه على منصة "watch it".

"رام الله" التي لعبت دورها "هاجر السراج" تظهر في العمل باعتبارها فتاة جميلة غير مصرية تستغل جمالها بشكل انتهازي للحصول على مصالح تتعلق بتجديد إقامتها التي أوشكت على الانتهاء وبالتالي أصبحت مهددة بالترحيل من مصر.

تتحول فجأة تلك الفتاة التي اعتادت أن تدس السم في العسل، وتظهر عكس ما تبطن إلى شخص ملائكي ينضح بالبراءة والطيبة وتقع في غرام شاب مصاب بالتوحد وتصر على الزواج منه، مفضلة إياه على خيارات أخرى أفضل كثيرا متاحة أمامها.

وأثار المسلسل جدلا واسعا منذ بث حلقته الأولى كونه مقتبسا في خطه الدرامي الرئيسي على الأقل من المسلسل الكوري "المحامية الاستثنائية"، الذي يدور حول فتاة مصابة بالتوحد تتحول إلى أشهر محامية في قاعات المحاكم بسبب عبقريتها، كما جاء العمل متأثرا كذلك بمسلسل "الطبيب الجيد"، وجسد فيه الفنان البريطاني فريدي هايمور شخصية جراح عبقري، لكنه مصاب بمرض التوحد.

وجسد الفنان طه الدسوقي في العمل شخصية "نديم أبو سريع" المحامي النابغة، ضئيل الجسم، ضعيف البنية، الذي يعمل متدربا بمكتب محاماة كبير لكن إصابته بالتوحد تجعله منعزلا، شديد الانطواء، لا يطيق الأصوات العالية ولديه حساسية خاصة تجاه التلامس الجسدي ويحتفظ بملامح "بيبي فيس"، كما يحافظ على عادات طفولية عديدة مثل عدم تناول أي مشروب سوى "الشاي بالحليب"، فهل كان منطقيا أن تتجاهل الشابة الحسناء طلبات الزواج التي يلاحقها بها الآخرون وتفضل عليهم شابا بهذه الظروف والملابسات التي تضعه خارج عالم الرجال الناضجين؟

من حيث المبدأ، هناك قاعدة معروفة في عالم الدراما والفن عموما تقول "العبرة ليست بما تطرحه بل كيف تطرحه"، بمعنى أنك كصانع محتوى درامي لك الحق في أن تطرح أي فكرة مهما كانت غريبة أو خارج التوقعات بشرط أن تضعها في سياق مقنع، بحيث يمكن للمشاهد أن يتقبلها بسهولة وهو ما لم يتوفر في نهاية العمل.

ولم نجد على سبيل المثال هذا الحدث الذي يأتي بمثابة "نقطة تحول" في حياة "رام الله" ويجعلها تعيد اكتشاف "نديم" بعيون أخرى فيصبح تفضيلها له على "ياسر" الوسيم الناضج، لعب دوره أحمد طارق، أو "خالد" الناجح الثري، قدم شخصيته أحمد الأزعر، منطقيا لا سيما أنّ الاثنين، كل على طريقته، عرضا عليها الحب والزواج والاستقرار وحل مشكلات الإقامة.

التصورات الحالمة الوردية البعيدة عن الواقع والتي تخرج الشخصية من منطقها الدرامي إلى أجواء ملائكية غير مقنعة امتدت في نهاية المسلسل إلى شخصية "ندى"، التي لعبت شخصيتها لينا إيهاب، حيث غفرت ببساطة تكاد تكون مستحيلة خيانة حبيبها "يوسف" لها حين اكتشفت أنه جاسوس في مكتب المحاماة وتودد إليها بهدف سرقة ملف لإيذاء والدها رجل الأعمال الشهير والذي لديه قضايا كبرى في المكتب.

وبدا واضحا أن صناع العمل يستهدفون دغدغة مشاعر المتفرج عبر نهايات سعيدة مهما بدت مفتعلة ودون بذل أي جهد لجعلها تنطوي على الحد الأدنى من الإقناع كما في حالة موافقة "عبير"، لعبت دورها وئام مجدي، الفتاة الجميلة ذات الخلفية الراقية اجتماعيا وطبقيا على الزواج من "عز"، لعب دوره حسن أبو الروس، الشاب المنافق الوصولي المكروه القادم من أصول متواضعة والذي لا يخفي حقده الطبقي على الأغنياء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com