ألم على شفاه تبتسم
ألم على شفاه تبتسممواقع التواصل

"ألم على شفاه تبتسم".. رواية تونسية تنكأ جراح المرأة

تحمل رواية "ألم على شفاه تبتسم"، للكاتب والإعلامي التونسي علي الخميلي، جملة من القضايا الاجتماعية، لا سيما قضية المرأة والنظرة المجتمعية التقليدية لها، والتناقض الصارخ بين ما يجري التصريح به وتداوله في الخطابات السياسية عن حقوق المرأة ومكاسبها، وبين الواقع المرير.

والرواية الصادرة مؤخرا عن "دار الوطن العربي للنشر والتوزيع"، والتي تقع في 305 صفحات، هي الرواية الثالثة في رصيد الخميلي، التي انتهج فيها المنحى الواقعي، ملتزما بقضية شعبه، ومحيطه، ومتناولا الواقع التونسي كما الواقع العربي تماما، وذلك من حيث تناقضاته الكثيرة وخاصة بين القول والفعل، وبين ما يُرفع من شعارات وما يحمل في العقول من حقائق مختلفة، ومنها مسألة المرأة بشكل عام، والمرأة المطلّقة بشكل خاصّ، وما تتعرض له من مظالم.

أخبار ذات صلة
"الأضرار الناعمة".. رواية تونسية تغوص في متقلبات الحياة

"الاستعلاء الذكوري"

وكشف الخميلي في روايته "ألم على شفاه تبتسم" التناقض الصارخ الذي يدعو فيه صنف من الرجال، قولا أو كتابة، إلى حرية المرأة، ومساواتها مع الرجل، وما تتم ممارسته حين يتعلق الأمر بزوجته أو شقيقته أو ابنته، ليطغى عليه طابع "شرقي السلوك"، ويبرز تمزقه بين عروبته ودينه وتفتحه على الآخر وما يعيشه من نمط غربي، فضلا عن نزوعه إلى ممارسة العنف، وذلك بسبب رغبته في استعباد المرأة وتجريدها من كل حق لها في الحياة، والتعلق بعقدة الاستعلاء الذكوري المسيطر على العقول في المجتمعات العربية.

وانطلاقا من معالجة قضية المرأة، جعل الخميلي من رواية "ألم على شفاه تبتسم"، التي تتفرع في أبعادها الاجتماعية إلى رؤى فلسفية، قصّة وطن جريح، في زمن الغدر والخيانة، وجعل منها نسيجا حياتيا آخر غير الذي نعيشه، إذ تتجمع كل التناقضات في فترات قريبة وفي محيط صغير، تبقى فيه المرأة ضحية مجتمع يرفض التطور، ويتظاهر بالانصهار فيه، دون الانفتاح داخل نفسه على الآخر، متأرجح بين التشدد والتعلق بما اعتقد أنه صواب وثابت من الثوابت التي لا تتزحزح، ولا تحركها الرياح، وبين هشاشة المبدأ والاقتراب من الميوعة التي يعتقد أنها عين التطور.

ظلم المطلقة

يقول الكاتب الخميلي إنّ ما أراد إبرازه في روايته "ألم على شفاه تبتسم" هو هذا التناقض والكيل بمكيالين، معتبرا أن المرأة الشابة والجميلة، خاصة إذا كانت مطلقة، كثيرا ما تتعرض إلى كل أشكال المظالم والاعتداءات المادية والمعنوية. وفضلا عن التحرش، كثيرا ما تروج حولها إشاعات خسيسة وحكايات تخدش الأخلاق بسبب انفصالها، مهما تمسكت بطهارتها ونقاوة حياتها وسمو أخلاقها، وتجذر أصالتها، خلافا للرجل المطلق الذي لا يروّج حوله أحيانا غير الكلام الإيجابي، وربما وصفه بالبطل الذي يصون عرضه ويرفض الخيانات، ولا يتردد في إعلان الطلاق، بكل شجاعة ورجولة وشهامة ومروءة، مهما ترتب عن ذلك من أضرار مادية."

ويبدي الخميلي استغرابه من أن "هناك من النساء أنفسهن، وبسبب تأثيرات المجتمع، من تنصهر في منظومة الإساءة لبنات جنسها من النساء المطلقات، لتبدو التناقضات جلية في مجتمعاتنا التونسية، والعربية عامة، وتظل من خلالها المرأة المطلّقة ضحية، رغم أنها قد تكون هي من اضطرّت إلى اختيار الحلّ، وهو الطلاق، تجنبا وفرارا من الظلم والغبن، بعد أن نفد صبرها من تصرفات وسلوكات زوجها، والإصرار على التعويل على نفسها حتى وإن كانت تدرك قساوة المجتمع، لتؤكد استعدادها للتضحية بكل شيء من أجل الانفصال فقط عن من عنّفها ونغّص حياتها وجعلها خادمة مطيعة ومهينة، خاصة أنها تشتغل مثله وتدرّ عليه المال في آخر كل شهر، لتساعده على تذليل صعوبات الحياة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com