إسطنبول تفقد بريقها في عيون السياح العرب بعد هجوم رأس السنة
إسطنبول تفقد بريقها في عيون السياح العرب بعد هجوم رأس السنةإسطنبول تفقد بريقها في عيون السياح العرب بعد هجوم رأس السنة

إسطنبول تفقد بريقها في عيون السياح العرب بعد هجوم رأس السنة

يستعد محمد الشمري وعائلته لمغادرة اسطنبول، الثلاثاء المقبل، رغم أن الشاب الأربعيني خطط للبقاء فترة أطول في المدينة التي يعشقها السياح العرب أكثر من أي مكان آخر، إذ شكل الهجوم على ملهى ليلي ليلة رأس السنة صدمة لهم بعد وقوعه في أكثر نقطة يتواجد فيها السياح العرب بالمدينة الكبيرة.

وكان محمد القادم من السعودية يجلس مع عائلته في مطعم قريب من ملهى "رينا" الليلي عندما وقع الهجوم الذي خلف عشرات القتلى والجرحى، وسمع وأطفاله الثلاثة أصوات إطلاق النار وصافرات سيارات الشرطة والإسعاف.

ويقول الشمري لموقع "إرم نيوز" "تشعر أن الهجوم يستهدف العرب، لا أحد هنا غيرنا، ما الهدف من قتل الناس الأبرياء، وإلى ماذا سيصل القاتل بعد أن سفك كل هذه الدماء، كنا في قمة السعادة والمرح، وفجأة انتهى كل شيء".

وقرر محمد بعد أن عرف تفاصيل ما جرى- لاسيما أن بين القتلى عددا من مواطنيه السعوديين- مغادرة المدينة والعودة إلى بلاده، للابتعاد عن المكان الذي بات يحمل ذكرى أليمة لديه ولدى عائلته التي بات يخشى عليها بالفعل بعد أن علم أن منفذ الهجوم مازال طليقًا.

وقد لا يكون الشمري هو العربي الوحيد الذي سيغادر اسطنبول وربما لن يعود إليها في الوقت القريب على الأقل، فالهجوم وقع في منطقة "أورتاكوي" التي لا يمكن معرفة أنها منطقة تركية بسبب التواجد المكثف للسياح العرب فيها.

وقد دفع هذا الإقبال على المنطقة التي تجمع التاريخ والتراث الشرقي والغربي في مكان واحد، بأبنيتها ومساجدها التاريخية والحديثة المتجاورة، أصحاب المحال التجارية الفاخرة والمطاعم والملاهي الراقية، على الاستعانة بطاقم عمل عربي لتسهيل التعامل مع الزبائن وجلب السياح العرب وعدد أقل من السياح الأوروبيين.

وفي أحد المقاهي المطلة على مضيق البسفور الذي يفصل المدينة إلى قسم آسيوي وآخر أوروبي، لا يوجد مساء اليوم الأحد إلا عدد محدود من الزبائن الجالسين، بعد أقل من 24 ساعة على وقوع الهجوم في منطقة قلما كان يجد فيها السائح مكانًا شاغرًا للجلوس في أحد المطاعم أو المقاهي المنتشرة بكثرة هناك.

ورفض أصحاب بعض الفنادق الفخمة في المنطقة الإدلاء بتصريح لموقع "إرم نيوز" عن عدد الزبائن الذين قد يكونوا ألغوا حجوزاتهم المسبقة، أو عدد من قرر مغادرة الفندق بشكل مفاجئ، خشية التأثير على سمعة الفنادق والمنطقة الجاذبة للسياح.

لكن هجوم أورتاكوي ليلة وداع العام 2016، قد يستمر تأثيره لفترة طويلة قبل أن ينساه عشاق اسطنبول من مختلف الدول العربية، وبالذات الخليجية، حيث تعد فنادقها ومطاعمها وجهتهم المفضلة للإقامة فيها والانطلاق منها لاكتشاف باقي مناطق المدينة الكثيرة.

وستلقي تداعيات الهجوم بتأثيراتها على الاقتصاد التركي المرهق أصلاً منذ وقوع الانقلاب العسكري الفاشل ليلة 15 يوليو/ تموز الماضي، وما أعقبه من هجمات أخرى داخل المدينة التي تراجع عدد السياح القادمين إليها بشكل لافت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com