دلالات التوجه المصري نحو زيادة التسليح العسكري
دلالات التوجه المصري نحو زيادة التسليح العسكريدلالات التوجه المصري نحو زيادة التسليح العسكري

دلالات التوجه المصري نحو زيادة التسليح العسكري

برز خلال العامين الماضيين، مع بداية فترة حكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، توجه غير مسبوق نحو زيادة التسلح العسكري وإبرام صفقات السلاح والتعاون الأمني، خاصة مع فرنسا وروسيا، قُدرت بمئات المليارات، في خطوة اعتبرها المراقبون ذات أهداف بعيدة المدى.

وعززت الخلفية العسكريَّة للرئيس المصري، التوجه نحو تقوية كافة روافد الجيش المصري، تسليحًا وتدريبًا وتعاونًا أمنيًا ومخابراتيًا، وتجسدت خلال الاتفاقيات والصفقات والمناوات التي جرت خلال الأشهر الماضية سواء إقليميًا أو دوليًا.

خبراء عسكريون اعتبروا في أحاديث منفصلة لـ"إرم نيوز" أن تعزيز القوة العسكرية المصرية سواء من خلال حاملات طائرات أو طائرات وأسلحة متنوعة، تهدف إلى تعزيز القوة العسكرية المصرية لحماية مدخلها من ناحية باب المندب، وكذلك حركة الملاحة بقناة السويس.

وتسلمت مصر رسميًا، اليوم الخميس، حاملة طائرات هليكوبتر فرنسية من طراز "ميسترال"، في احتفال رسمي بفرنسا، حضره وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، الذي رفع العلم المصري على حاملة الطائرات التي تحمل اسم "جمال عبدالناصر".

تهديدات أمنية غير مسبوقة

وأرجع اللواء طلعت موسى، الخبير الاستراتيجي المصري والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، زيادة التسليح للقوات المسلحة، خلال الفترة الأخيرة، إلى كم التهديدات الأمنية التي وصفها بـ"غير المسبوقة" على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، لافتًا إلى وجود تهديدات واضحة من ناحية باب المندب، وفقًا لما اعتبره محاولة إيران السيطرة على باب المندب، وهو بداية الأمن القومي لبلاده.

ومعلقًا على شراء حاملتي الطائرات الفرنسية، وغيرها من الأسلحة الأكثر تطورًا من الناحية التكنولوجية، أضاف الخبير الاستراتيجي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن مصر تواجه أيضًا تهديدات من تركيا وإسرائيل، بعد اكتشاف حقول الغاز في البحر المتوسط، الأمر الذي يتطلب حمايتها.

ويرى اللواء طلعت موسى الخبير العسكري أن التهديدات الإرهابية هي السبب الرئيس وراء زيادة التسلح، لافتًا إلى أن مصر محاطة في الوقت الحالي بالعديد من التهديدات الإرهابية من جميع الاتجاهات، مشيرًا إلى أن كل هذه التهديدات تتطلب المزيد من التطوير المستمر في أسلحة القوات المسلحة.

ولفت موسى إلى أن تنوع مصادر السلاح يمنع تحكم الدول في سياسات مصر، مشيرًا إلى أن صفقة حاملة الطائرات الفرنسية تسهم أيضًا في حماية وتأمين المنطقة الشمالية بسيناء.

وقال اللواء محمد عبدالله الشهاوي، الخبير العسكري المصري، إن صفقة حاملة الطائرات المروحية الفرنسية "ميسترال"، ستكون إضافة مميزة للقوات البحرية المصرية، خاصة في الوقت الراهن، وذلك لما تواجهه بلاده ومنطقة الشرق الأوسط، من مخطط لتفتيت وتدمير جيوشها، ما يتطلب أن تسرع مصر في تحقيق مزيد من التسليح والتطوير لقواتها المسلحة، مؤكدًا أن تعزيز مصر لقواتها المسلحة بأسلحة متطورة، يهدم جميع المخططات التي من شأنها المساس باستقرار مصر وقاتها المسلحة.

وأشار الشهاوي، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن الدولة الإيرانية تحاول استغلال الحوثيين في اليمن، ليكونوا بوابة لها للسيطرة على باب المندب، ومنها على قناة السويس المصرية، وهو ما يدفع الإدارة المصرية لتعزيز نفوذها العسكري، بأسلحة أكتر تطورًا.

الابتزاز السياسي

امتناع أمريكا "وهي مصدر السلاح الأساسي للجيش المصري" عن تسليم بعض الأسلحة للقاهرة، في أعقاب ثورة يناير، دفع القاهرة لتنويع مصادر الحصول على السلاح، بحسب اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري، الذي أشاد باتجاه مصر لتنويع مصادر التسليح، لافتًا إلى أن الحكومة المصرية تعلّمت الدرس جيدًا من امتناع أمريكا بعد ثورة 25 يناير عن تسليم بعض الأسلحة لها، وتأخيرها تسليم البعض الآخر، كمروحيات الأباتشي لعدة أشهر، من الموعد المقرر للتسليم، لافتًا إلى أن اتجاهها لفرنسا وروسيا أمر جيد، ويجعل من الصعب ابتزازها سياسيًا.

وأشار الخبير العسكري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن الأهم من تنويع الأسلحة أن يكون ثمة قدرات بشريَّة وكفاءات قادرة على التعامل معها، واستخدامها بشكل سليم، مؤكدًا أن مصر بها هذه الكفاءات، لذلك من المتوقع أن يُثمر تنويع الأسلحة بنتائج جيّدة وإيجابية.

ووفق برنارد روجيل، قائد القوات البحرية الفرنسية، فإن الميسترال هي أحدث حاملات الطائرات الفرنسية، وتستطيع نقل 16 طائرة هليكوبتر وألف جندي.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقعت فرنسا ومصر، صفقة قيمتها 950 مليون يورو لبيع حاملتي طائرات فرنسيتين من طراز ميسترال للقاهرة، فيما من المقرر أن تتسلم مصر قبل نهاية العام الجاري، حاملة الطائرات الثانية التي تحمل اسم "السادات".

وتسلمت مصر العام الماضي، فرقاطة فرنسية من طراز فريم، في إطار صفقة قيمتها 5.2 مليار يورو تضمنت شراء 24 طائرة رافال مقاتلة.

ووفقًا لتقارير محلية، فقد أنفقت مصر خلال الأعوام الستة الأخيرة أكثر من 10 مليارات دولار، على صفقات تسليح، هي الأقوى في تاريخ جيشها منذ حرب 73.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com