تشكيك إسرائيلي في نوايا نتنياهو بشأن مبادرة السيسي للسلام
تشكيك إسرائيلي في نوايا نتنياهو بشأن مبادرة السيسي للسلامتشكيك إسرائيلي في نوايا نتنياهو بشأن مبادرة السيسي للسلام

تشكيك إسرائيلي في نوايا نتنياهو بشأن مبادرة السيسي للسلام

انتقدت صحيفة "هآرتس" التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس الاثنين، بشأن استعداده للتعاطي مع مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لإحلال السلام في المنطقة، واصفة تلك التصريحات بأنها "مسرحية وكلمات خاوية".

وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الدفاع الجديد، أفيجدور ليبرمان، أمس الاثنين، إنه "ملتزم بتحقيق السلام مع الفلسطينيين، ومع جميع جيران إسرائيل من الدول العربية"، لافتًا إلى أن مبادرة السيسي "تحمل عناصر إيجابية للغاية يمكنها أن تسهم في البدء في مفاوضات مكثفة مع الفلسطينيين".

وأكد أنه "على استعداد للبدء في مفاوضات مع الدول العربية حول تحديث المبادرة المشار إليها، لتتناسب مع ما حدث من تغييرات دراماتيكية طوال السنوات الماضية، ، مع الاحتفاظ بأهم بند فيها والذي ينص على ضرورة إقامة دولة فلسطينية".

لكن الصحيفة اعتبرت تصريحات نتنياهو، هذه، "لا تتعدى كونها مسرحية وكلمات خاوية، ولا  تحمل أي جديد، لكنها بصيغة جديدة تتناسب مع المتغيرات".

وكان السيسي، ناشد خلال افتتاح مشاريع تنمويه جنوب مصر، منتصف الشهر الجاري، جميع الأطراف بما في ذلك الأحزاب الإسرائيلية، "بإزالة الخلافات، والعمل من أجل التوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين".

ضغوطات دولية

من جانبهم، يعتقد مراقبون أن نتنياهو "حرص على إطلاق هذه الكلمات بالتزامن مع إدلاء ليبرمان بالقسم وزيرًا للدفاع، بفعل الضغوط الدولية المتوقعة على إسرائيل بشأن الملف الفلسطيني، وهي ضغوط يتحسب لها رئيس الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما أن الجمعة المقبلة ستشهد عقد اجتماع بمشاركة وزراء خارجية 29 دولة في باريس، من بينهم وزيرا الخارجية الأمريكية والروسية، لبحث مسألة الجمود الحالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأضافوا أنه "هذه التصريحات تأتي قبيل نشر تقرير لجنة الرباعية الدولية، الذي يتوقع أن ينتقد إسرائيل بشدة، ويسلط الضوء على سياساتها في الضفة الغربية، لا سيما بشأن منظومة الاستيطان. فضلًا عن مخاوف نتنياهو من مفاجئة قد يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبيل خروجه من البيت الأبيض".

ويحاول نتنياهو -بحسب الصحيفة- "تقويض جميع الخطوات الدولية الموجهة ضد إسرائيل، من خلال خطوة بديلة، وتقديم بادرة حسن نوايا للعالم العربي، كما يحاول كسب الوقت على أمل نجاحه في ضم يتسحاق هيرتسوغ رئيس المعسكر الصهيوني، للحكومة، خلال الفترة المقبلة، لذا فإنه مضطر لإطلاق تصريحات إيجابية بشأن مبادرة السلام العربية، والعمل على تشكيل حكومة أكثر اعتدالًا، قد تضم المعسكر الصهيوني".

لا جديد

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات نتنياهو هذه "تعد تكرارًا لأخرى مماثلة أطلقها في الماضي بشأن مبادرة السلام العربية"، معتبرة أنه "يفضل دائمًا تحقيق المكاسب، ولا يسعى إطلاقًا للأخذ والعطاء، لذا فإن كلماته التي أطلقها أمس ، ستظل مجرد حبر على ورق، ولن ترضي السيسي أو العالم العربي"، على حد تعبيرها.

ولفتت إلى خطاب ألقاه نتنياهو العام 2009 في جامعة "بار إيلان"، أبدى فيه موافقته للمرة الأولى من حيث المبدأ على حل الدولتين للشعبين، و"توجه للعالم العربي بكلمات بدت هزيلة وغير ملزمة، لكنها حملت لفتة طيبة تجاه المبادرة العربية، التي طرحت في قمة بيروت العام 2002".

وأضافت أن نتنياهو "تطرق أحيانا لنفس المبادرة في مناسبات عدة، منها خطابه في الكنيست في حزيران/ يونيو 2013، حين أشار إلى أنه ينصت لكل مبادرة ويبدي استعداده لمناقشة جميع المبادرات والمقترحات التي لا يعتبرها إملاءات".

وتابعت "كما تطرق نتنياهو للمبادرة مجددًا خلال حوار مع المراسلين السياسيين في أيار/ مايو 2015، ووقتها صرح بأن مبادرة السلام العربية تحمل أمورًا إيجابية، لكنها تحمل تفاصيل سلبية عفا عليها الزمن، منها مطالبة إسرائيل بإعادة الجولان السوري وقضية اللاجئين الفلسطينيين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com