مشهد من "سليم الكرتوني"
مشهد من "سليم الكرتوني"متداولة

"سليم الكرتوني".. تحفيز نفسي للأطفال لمواجهة الصدمات والحروب (فيديو)

عرضت دور السينما الأردنية مطلع يناير الماضي، الفيلم الكرتوني (سليم)، والذي يحاكي قصة طفل فقد والده في إحدى الحروب، ما تسبب له بآثار نفسية واضطرابات متراكمة وكوابيس مليئة بالفزع والذكريات الصعبة لمشاهد الحرب، إلى أن استطاع التغلب على صدمته بقوله في نهاية الفيلم "هنالك فصول حزينة بقصتي لكن هذا لا يعني أن حياتي كلها حزينة".

ويحاول الفيلم معالجة هذه الآثار نفسيًّا، عبر الغوص في انطباعات الأطفال وأثر الأزمات عليهم، وكيفية التغلب عليها تدريجيًا، في مسعى يهدف إلى استنهاض همم الأطفال وعدم ركونهم لليأس ومنحهم دافعًا لتجاوز الصدمات وما تسببه الحروب من عذابات وآلام وآثار تبقى عالقة في الأذهان وتؤثر على سلوكياتهم.

وعبر نحو ساعة ونصف الساعة (مدة الفيلم) تحاول مخرجة الفيلم الأردنية سنثيا مدانات (48) عامًا، الغوص في أفكار سليم (9) أعوام، وفهم ما يدور في ذهنه وكيف أثر عليه فقدان والده، ودفعه إلى مستقبل مشرق، وإلى حياة مليئة بالأمل، لتكون الرسوم المتحركة طريقًا لعلاج سليم واستكمال حياته وعدم الركون لآلام الماضي.

وتضيف مدانات لـ"إرم نيوز": صحيح أن البعض أسقط القصة على الواقع الأليم في قطاع غزة، لكن قصة الفيلم في أبعادها تنطبق على كل الأطفال الذين تعرضوا للصدمات سواء في فلسطين أو سوريا أو اليمن أو السودان، وفي شتى مناطق العالم، وأيضًا على جمهور الأطفال في مختلف دول العالم بخاصة تلك المحيطة بمناطق النزاعات والحروب، وحتى بقية الفئات العمرية التي تصاب بتوترات وآثار نفسية جراء مشاهد الدم والدمار والقتل.

وتقول مدانات: نشعر بالفخر لنيل الفيلم جوائز عالمية في قصة إنسانية هدفها نبيل نحو استنهاض همم الأطفال، حيث شارك في 12 مهرجانا دوليا، على رأسها مهرجان "آنسي" في فرنسا، وهو أحد أهم مهرجانات الرسوم المتحركة في العالم ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في المملكة العربية السعودية.

وقد حاز الفيلم على (تنويه شرفي لأفضل فيلم إبداعي) في مهرجان جيرونا في إسبانيا، وأفضل موسيقى تصويرية بمهرجان (كارتونز اون ذا بيه) في إيطاليا، وجائزة الجمهور في مهرجان الطفل الأردني.

ووفق غدير حجازين مسؤولة الشراكات الإستراتيجية في شركة (ديجتيلز) الأردنية المنتجة للفيلم، فقد تم الاستعانة بأخصائيين نفسيين لدى كتابة السيناريو، من أجل توافر انطباعات ومنهج طبي فعال لمساعدة الأطفال المتضررين من الأزمات والصدمات النفسية والذين يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

وتضيف حجازين لـ "إرم نيوز": الشركة قامت بإنتاج منهاج تعليمي مكون من دروس تكميلية تعتمد على قصة الطفل سليم بالأساس من أجل البناء عليها في رحلة التعافي، اعتمادًا على مبادئ وممارسات من أساليب علاجية مثبتة مثل العلاج النفسي بالتعرض السردي والعلاج الفكري السلوكي للصدمة، وهي منهجية تستند إلى الأنظمة الأسرية ونظريات إدارة الألم، وقد أثبتت هذه المنهجية فعاليتها في التقليل من حدة اضطراب ما بعد الصدمة للأطفال وخفض معدل تكرارها.

وقام على العمل نحو (100) شخص من مختلف دول العالم، إلا أن الكادر الرئيسي كان أردنيا وفق ما يقوله منتج العمل شادي شرايحة، والذي يعبر عن سعادته بكون الفيلم يجسد إنجازًا عربيًّا غير مسبوق في مجال أفلام الكرتون ويعالج مسألة تهم كافة الأسر على مستوى العالم.

ويقول شرايحة لـ"إرم نيوز": ليس سهلاً أن يتم اختيار الفيلم من بين نحو (3) آلاف فيلم كرتوني للمشاركة في أحد أهم مهرجانات الرسوم المتحركة في فرنسا، وهذا الأمر منحنا دافعًا قويًا لإيصال فكرة الفيلم لمختلف الأعراق، حيث تم ترجمته للغة الإنجليزية والإسبانية، واستنادًا عليه تم إعداد منهاج تعليمي يهدف لمعالجة آثار الصدمات على الأطفال، وقد أبدت عدة منظمات دولية رغبتها في الاستفادة من المنهاج.

وفي جولتها على مكاتب العمل، اطلعت "إرم نيوز" على تفاصيل مهمة ودقيقة يحاول طاقم الفيلم معالجتها من أجل وصولها لذهنية أوسع نطاقا من الأطفال على مستوى العالم، فلدى الترجمة إلى الإسبانية بخاصة دول أمريكا اللاتينية، لوحظ أن بشرة سليم تم رسمها بشكل مشابه لطبيعة وبشرة الأطفال في القارة اللاتينية لتكون أكثر قربًا منهم وأكثر تعبيرًا عن محيطهم.

وحظي الفيلم بإقبال جماهيري واسع في الأردن من قبل العائلات التي اصطحبت أطفالها لمشاهدة معاناة سليم وكيفية تغلبه على واقعه ونهوضه أكثر قوة، وبعد عرض الفيلم في دور السينما المحلية منذ مطلع يناير الماضي، سينتقل عرضه منتصف شهر فبراير الحالي إلى دول الخليج العربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com