أثار مشهد في مسلسل مغربي يتناول "مهنة العدول"، جدلا واسعا في المغرب، بعد ظهور ممثلة وهي تستعمل عقدا يحمل خاتم وتوقيع عدلين "حقيقيين" يوجد مكتبهما بالفعل في أحد أحياء مدينة الدار البيضاء.
وأساء المشهد للأسماء الظاهرة في العقد، إذ وُجه لها اتهامات "مشينة" تتعلق بأعمال نصب منسوبة إلى البطل، الذي في المسلسل، ويقوم بالتزوير للاستيلاء على أموال الفتيات.
وأظهر المشهد، الذي جاء في إحدى حلقات مسلسل "إلا ضاق الحال" الذي يعرض على القناة الأولى المغربية، عقدا رسميا يُظهر اسم أحد العدلين (مهمتهم توثيق العقود وعقود الزواج أيضا) وبياناته الخاصة، إلى جانب بيانات الأطراف المعنية بالعقد نفسه، ما يعد مسا بحرمة المعطيات ذات الطابع الشخصي التي يحميها القانون المغربي.
وتورط المشهد المعني في المسلسل المذكور، الذي لقي نسب مشاهدة عالية، في التشهير بنسبِ وقائع غير صحيحة إلى مُحرّري العقد، بقصد التشهير بهما، خصوصا أن الحلقة التي تضمنت المشهد أعيد عرضها أيضا على منصة "يوتيوب"، حاصدا ملايين المشاهدات.
ويعتبر المهنيون العدول أن مضامين المشهد والحوارات في العمل الدرامي المغربي تحيل إلى أن العقد المُنجز من طرف العدلين المُشهّر بهما مُزوّر، ما أدى إلى انعاكسات سلبية على موظفين لمكتب العدلين.
وأكد رئيس المجلس الجهوي لعدول استئنافية الدار البيضاء، عبد اللطيف جيد، أنهم في تنسيق يومي مع محامي المجلس، والعدلين المتضرّرين أيضا لهما محامٍ خاص، ودخلت أيضا على الخط الهيئة الوطنية للعدول.
وأضاف جيد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه يُرتقب أن تُرفع دعوى قضائية، وبذلك سيحدد القضاء ما إذا كان هناك ضرر جراء المشهد المذكور، كما سنقدم شكوى إلى المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري (مؤسسة رسمية من مهامها المراقبة والجزاء في السمعي البصري).
ولفت رئيس المجلس الجهوي إلى أنهم يحترمون ويشجعون العمل الفني، مشددا على أن المشهد في مسلسل "إلا ضاق الحال" تضمن إشارات "مشينة"، أساءت إلى العدلييَن وألحقت بهما أضرارا كبيرة، خصوصا بالنظر إلى انتشارها بشكل واسع.