تحويل رحلات قادمة إلى مطار إسطنبول الجديد.. هل ستفسد الأحوال الجوية ابتهاج أردوغان بالمشروع العملاق
تحويل رحلات قادمة إلى مطار إسطنبول الجديد.. هل ستفسد الأحوال الجوية ابتهاج أردوغان بالمشروع العملاقتحويل رحلات قادمة إلى مطار إسطنبول الجديد.. هل ستفسد الأحوال الجوية ابتهاج أردوغان بالمشروع العملاق

تحويل رحلات قادمة إلى مطار إسطنبول الجديد.. هل ستفسد الأحوال الجوية ابتهاج أردوغان بالمشروع العملاق

لم يكد يمضي شهر على افتتاح مطار إسطنبول الجديد العملاق، حتى ظهرت بوادر قلق قد تفسد البهجة العارمة التي صاحبت افتتاحه، وتطيح بآمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تحويله إلى أكبر مطار في العالم، من حيث حركة الملاحة الجوية، وذلك بعد تحويل عدد من الرحلات الجوية القادمة لهذا المطار إلى مطار آخر بديل يبعد نحو 60 ميلاً عن الوجهة الأصلية.

وبحسب موقع "أحوال تركية"، فقد تم خلال الأيام الماضية، تحويل عدة رحلات متوجهة لمطار إسطنبول الجديد، الذي بلغت تكلفته 8 مليارات دولار، من برلين، وبازل، وريغا، وغوتنبرغ، وبريمن، ومارسيليا، وإدرميت، وإلازيغ وغيرها، إلى مطار تشورلو غرب إسطنبول، وذلك بسبب الأحوال الجوية التي جعلت الهبوط في الوجهة المقصودة مستحيلة.

وكثيرًا ما تلجأ رحلات الطيران إلى الهبوط في مطارات قريبة لوجهتها الأصلية، بسبب الأحوال الجوية، غير أن ما جرى من تحويل رحلات بالنسبة لمطار إسطنبول، هو أن هذا الاحتمال كان قد طرح وتمت مناقشته قبل وخلال عمليات بناء هذا المطار الجديد، فضلاً عن تحذيرات بيئية صدرت من قبل المختصين، وتساؤلات عن جدواه الاقتصادية.

وأوضح موقع "أحوال تركية" أن خبراء الطيران كانوا قد حذروا في السابق من أن تصور الموقع الذي وقع عليه الاختيار لبناء المطار الجديد يفتقر إلى وجود غطاء من الرياح الشمالية التي تهب من البحر الأسود، ومن أن هذا سيجعله عرضة للتأثر سريعًا بالسحب والضباب على نحو يعطل عملياته.

وأضاف خبراء في قطاع الطيران أن هذه المشاكل مرشحة للتفاقم على الأرجح، مشيرين إلى أن الاضطرابات في الحركة الجوية ستزداد في فصل الشتاء، حيث تكون أحوال الطقس متقلبة، وحركة الرياح نشطة.

ورأى الخبراء أن هذا الأمر ربما كان هو السبب وراء تأجيل افتتاح المطار من بداية فصل الشتاء في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى شهر نيسان/ أبريل الماضي.

ويقع مطار إسطنبول الجديد على البحر الأسود، ويبعد نحو 30 كيلومترًا إلى الشمال من مطار أتاتورك القديم الواقع على ساحل بحر مرمرة.

وأوضح خبراء الطيران أن تعطل العمليات الملاحية وتحويلها إلى مطارات بديلة سيكون مكلفًا بالفعل لشركات الطيران، حيث ستضطر تلك الشركات لاستهلاك كميات إضافية من الوقود بمبالغ ضخمة من المال، بينما سيجد الركاب الذين يستقلون رحلات جوية تنطلق من إسطنبول صعوبة في اللحاق برحلاتهم من مطار تشورلو.

وكان تقرير صدر عن غرفة مهندسي ومعماري إسطنبول في عام 2014، قد حذر من أن الموقع الذي اختير لبناء المطار يتعرض لعواصف لمدة 107 أيام في العام، وأن السماء تكون ملبدة بالكثير من الغيوم لمدة 65 يومًا، مضيفًا أن وضع الموقع في مواجهة البحر الأسود باتجاه الشمال يحرمه إلى حد كبير جدًا من وجود غطاء من الرياح الشمالية.

وأوصت الغرفة آنذاك بإجراء دراسة لمدة 5 سنوات لحساب العوامل الجوية والمخاطر المحتمل أن يحدثها التغير المناخي قبل إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ أعمال البناء، لكن حكومة حزب العدالة والتنمية تجاهلت النصيحة، وأمرت ببدء العمل في المطار عام 2015.

ويشير خبراء الطيران إلى أن الحلول الجزئية لهذه المشاكل قد تشمل توظيف وسائل مستخدمة بالفعل في قطاع الطيران للحد من آثار الضباب والسحب، لكن، ليس هناك ما يمكن فعله بشأن الرياح.

وجاء افتتاح المطار أخيرًا بعد إعطاء 3 مواعيد كاذبة، واحتجاج عمالي على قسوة ظروف العمل، حيث توفي نحو 27 عاملاً خلال سنوات بنائه، وهو واحد من عدة مشروعات عملاقة في البنية التحتية أيدها أردوغان، على أمل أن تدعم هذه الخطوة طموح تركيا في أن تجعل من إسطنبول مركزًا عالميًا لحركة الطيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com