الاستخدام المتكرر للقنب له تأثيرات صحية صادمة وخطيرة

وجدت دراسة أجريت على 430 ألفا من البالغين الأمريكيين، أن استخدام القنب قد يزيد بشكل كبير خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، حيث لوحظت هذه العلاقة حتى بعد السيطرة على تعاطي التبغ وعوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب ما أوردته مجلة "نيوزويك".

ووفقا لبيانات المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أبلغ ما يقرب من 48.2 مليون أمريكي (15% تقريبا من إجمالي السكان) عن تعاطي القنب مرة واحدة على الأقل في حياتهم، وذلك في العام 2019.

وعلى المستوى الفيدرالي، لا يزال هذا النوع من المخدرات غير قانوني، إلا أن الحشيش، المعروف أيضًا باسم الماريجوانا، تم تشريعه بغرض المتعة والترفيه في 24 ولاية أمريكية، من ضمنها العاصمة واشنطن.

من جانبها، قالت "ابرا جيفرز"، محللة البيانات في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن إنه وعلى الرغم من الاستخدام الواسع النطاق للقنب أو الحشيش، فلا يُعرف سوى القليل عن مخاطر تعاطيه، لا سيما ما يتعلق بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مضيفة بأن هناك نقصا في الوعي العام بشأن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة باستخدام الحشيش، على حد قولها.

القنب وصحة القلب

وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، تمت مراجعة وفحص بيانات المسح لما يقرب من 430 ألف فرد بالغ في جميع أنحاء الولايات المتحدة من عام 2016 إلى 2020. وكان هدف الدراسة هو استكشاف العلاقة بين استخدام القنب، والآثار السلبية المترتبة على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وتم الحصول على البيانات التي استندت إليها الدراسة، من نظام مراقبة عوامل الخطر السلوكية (BRFSS) ، وهو مسح وطني سنوي مقطعي تجريه المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، إذ سهلت مجموعة البيانات الشاملة هذه تحليل العلاقة بين تعاطي القنب (الحشيش) واحتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومن خلال تحليلهم، اكتشف الباحثون أن أي شكل من أشكال استهلاك القنب، بما في ذلك التدخين أو الابتلاع أو التبخير، يرتبط بزيادة الآثار الضارة على القلب والأوعية الدموية.

كما يرتبط الاستخدام المتكرر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ إن مستخدمي القنب (الحشيش) يوميًا لديهم احتمالات أعلى بنسبة 25% للإصابة بنوبة قلبية، مقارنة بغير المستخدمين له. وفي الوقت نفسه، فإن احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية أعلى بنسبة 42% بين مستخدمي القنب يوميًا، مقارنة بغير المستخدمين.

وحتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تعاطي التبغ، واستهلاك الكحول، ومؤشر كتلة الجسم، والنشاط البدني، ومرض السكري من النوع الثاني، ظل الارتباط بين تعاطي القنب والنتائج الضارة على القلب والأوعية الدموية كبيرًا وواضحا. واستمر وجود هذا الارتباط حتى بين البالغين الذين لم يدخنوا التبغ مطلقًا، أو استخدموا سجائر النيكوتين الإلكترونية؛ ما يشير إلى وجود علاقة مستقلة بين استخدام القنب وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب التاجية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

بدوره، يرى أستاذ الصيدلة السريرية في جامعة كولورادو "روبرت بيج"، أن نتائج هذه الدراسة لها آثار مهمة على صحة السكان، وينبغي أن يأخذها الأطباء ومقدمو خدمات الرعاية الطبية على محمل الجد بالنظر إلى أنها تكشف أن تعاطي القنب (الحشيش) له علاقة مباشرة بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما تتوافق نتائج الدراسة مع الأبحاث السابقة، التي اشارت إلى أن استهلاك القنب المنتظم يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وحدوث أمراض القلب التاجية بين عامة السكان.

ومع تزايد تقنين الحشيش وتوافره في جميع أنحاء الولايات المتحدة، من المهم بالنسبة للأطباء الاستفسار بشكل روتيني عن استخدامه أثناء استشارات المرضى، حيث يعزز هذا النهج بيئة من التواصل المفتوح، وهو ما يمكّن كلا الطرفين من المشاركة في مناقشة الآثار المترتبة على تعاطي القنب على صحة القلب والأوعية الدموية، وسبل تقليل المخاطر المرتبطة به.