دراسة: النشاط البدني المتواضع يزيد من حجم الدماغ

كشفت دراسة جديدة، أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 25 دقيقة أسبوعيًا، يمكن أن تؤدي إلى زيادة حجم الدماغ؛ ما قد يساهم في إبطاء انخفاض الذاكرة المرتبط بالشيخوخة. 

وأوضحت الدراسة، التي أجراها فريق متخصص بالأشعة وعلم الأعصاب في جامعة واشنطن الامريكية بحسب موقع Toronto Sun، التأثير الكبير للنشاط البدني المتواضع على صحة الدماغ، مستخدمة فحوصات الدماغ لتقييم العلاقة بين حجمه وبين عادات ممارسة الرياضة.

واستخدمت الدراسة الذكاء الاصطناعي لتحليل 10,125 مسحًا للدماغ لدى بالغين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 97 عامًا، وتصنيفها بناءً على عاداتهم الرياضية.

وأشارت النتائج إلى أن أولئك الذين شاركوا في أنشطة مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات لمدة 25 دقيقة على الأقل أسبوعيًا، أظهروا أحجامًا أكبر للدماغ، خاصة في المناطق المرتبطة بالتفكير والذاكرة.

وهدفت الدراسة إلى تحديد فعالية الحد الأدنى من التمارين الرياضية؛ إذ تساءل الباحثون عما إذا كانت 25 دقيقة فقط في الأسبوع، أي أقل بكثير من الإرشادات التقليدية، يمكن أن تؤدي إلى آثار إيجابية على صحة الدماغ. 

وبحسب ديفيد رايشلين، أستاذ العلوم البيولوجية والأنثروبولوجيا، فقد كانت النتائج مقنعة، حيث أظهرت نمطًا واضحًا لزيادة حجم الدماغ لدى الأفراد الذين مارسوا الحد الأدنى من التمارين الرياضية، مؤكدا أن ذلك يعطي المزيد من الدعم لفكرة أن النشاط البدني يمكن أن يساعد في الحفاظ على حجم الدماغ مدى الحياة.

والمثير للدهشة، أن التأثيرات الإيجابية على صحة الدماغ لم تقتصر على فئات عمرية محددة؛ إذ أظهرت أن لدى المشاركين من جميع الأعمار، زيادة في حجم الدماغ مع الحد الأدنى من التمارين. وأظهرت الحصين، وهي منطقة مهمة للذاكرة والتفكير، أنها ذات حجم أكبر لدى أولئك الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام؛ ما قد يخفف من التدهور المرتبط بالعمر.

"التمارين الأكثر قوة ليست الأفضل"

بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن التمارين المعتدلة، حيث لا يزال بإمكان الأفراد المشاركة في المحادثة أثناء التمرين، كانت فعالة بشكل خاص لصحة الدماغ، وهو ما يفند فكرة أن التمارين الأكثر قوة هي الأفضل دائمًا؛ ما يؤكد أهمية النشاط البدني المنتظم الذي يمكن تحقيقه.

 في حين أن الدراسة تثبت وجود علاقة قوية بين التمارين الرياضية وصحة الدماغ، فمن المهم ملاحظة أنها لا تثبت العلاقة السببية بشكل قاطع. ومع ذلك، يقترح الباحثون أن التمارين الرياضية قد تقلل من التهاب الدماغ وتعزز إطلاق المواد الكيميائية العصبية التي تدعم نمو خلايا الدماغ والأوعية الدموية الجديدة.

 وبهذا، تؤكد الدراسة على الفوائد المعرفية المحتملة حتى للحد الأدنى من التمارين الرياضية؛ ما يوفر الأمل في أن دمج النشاط البدني في روتين الفرد، بغض النظر عن العمر، يمكن أن يساهم في الحفاظ على صحة الدماغ على مر السنين؛ ما يساهم في إبطاء تراجع الذاكرة المرتبط بالشيخوخة.