تعبيرية
تعبيرية Getty Images

ما علاقة الكائنات الدقيقة في الأمعاء بتطور الزهايمر؟

كشفت دراسة حديثة أجريت في إيطاليا عن وجود علاقة مهمة بين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء وتطور مرض الزهايمر.

وكشفت الدراسة، التي نشرها موقع psypost، أن أعراض مرض الزهايمر يمكن أن تنتقل إلى الفئران الصغيرة من خلال الميكروبات المعوية لمرضى الزهايمر.

وتشمل أعراض الزهايمر، وهو اضطراب عصبي تقدمي يتميز بتدهور خلايا الدماغ والسبب الرئيس للخرف بين كبار السن، فقدان الذاكرة، والارتباك، وصعوبات اللغة، والتغيرات في السلوك. ورغم انتشاره، لا يوجد حتى الآن علاج له، إذ تركز العلاجات فقط على إدارة الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى.

ارتباط الكائنات الدقيقة بالزهايمر

وسلطت الأبحاث الحديثة الضوء على دور الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء بمختلف الحالات العصبية، بما في ذلك مرض الزهايمر، إذ إن الكائنات الحيَّة الدقيقة في الأمعاء، وهي مجتمع متنوع من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الجهاز الهضمي، متورطة في التواصل ثنائي الاتجاه مع الدماغ من خلال محور الأمعاء والدماغ.

وبناءً على هذه المعرفة، سعى الباحثون إلى التحقق مما إذا كان زرع ميكروبات الأمعاء من مرضى الزهايمر يمكن أن يؤدي إلى عجز إدراكي لدى الفئران السليمة.

وشملت الدراسة 69 مريضًا بالزهايمر و64 فردًا سليمًا، إذ تم جمع عينات الدم والبراز من المشاركين لتحليلها وللزراعة في الفئران.

وفي تفاصيل التجربة، تم إخضاع ذكور فئران لنظام مضاد حيوي قوي للقضاء على الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وإعدادها لعملية الزرع اللاحقة. ثم تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، إذ تلقت الأولى ميكروبات الأمعاء من مرضى الزهايمر والأخرى من الأصحاء. وقد تم إجراء عملية الزرع بأنبوب عن طريق الفم، وأجريت اختبارات سلوكية لتقييم الوظيفة الإدراكية بعد فترة عشرة أيام.

النتائج

أظهرت الفئران التي تلقت ميكروبات الأمعاء من مرضى الزهايمر ضعفًا في الذاكرة وقدرات التعرف مقارنة بتلك التي تلقت ميكروبات الأمعاء من أفراد أصحاء. علاوة على ذلك، كشف التحليل عن وجود خلل في تكوين الخلايا العصبية في الحصين عند البالغين - وهي العملية التي يتم من خلالها إنشاء خلايا عصبية جديدة في الحصين - بين الفئران التي لديها ميكروبات من مرضى الزهايمر.

وفي تجارب موازية باستخدام الخلايا السلفية الحصينية البشرية، لاحظ الباحثون أن مصل مرضى الزهايمر يقلل من قدرة هذه الخلايا على التكاثر، ما يشير إلى وجود تأثير مباشر على تكوين الخلايا العصبية.

أخبار ذات صلة
"زهايمر المشاهير".. لماذا يعتبر وصمة عار؟

وتعليقًا على النتائج، أكدت مؤلفة الدراسة ساندرين ثوريت، أستاذة علم الأعصاب في جامعة كينغز كوليدج في لندن، أن "مرض الزهايمر هو حالة معقدة لا علاجات فعالة له. ويؤكد هذا البحث دور الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء في تطور المرض ويفتح سبُلًا جديدة للاستكشاف العلاجي“.

وفي حين أن الدراسة تمثل تقدمًا حاسمًا في فهم مرض الزهايمر، فمن الضروري الاعتراف بحدودها، اذ أُجريت النتائج على الفئران ذات الميكروبات المعوية المستنزفة، وقد لا تعكس النتائج بشكل كامل تعقيدات المرض لدى البشر.

ومع ذلك، توفر الدراسة أدلة دامغة على تورط محور الأمعاء والدماغ في أمراض الزهايمر، وتتطلب مزيدًا من التحقيق في التدخلات العلاجية المحتملة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com