"زهايمر المشاهير".. لماذا يعتبر وصمة عار؟
تحيط أُسرة مريض "الزهايمر" الحالة بالسرية والكتمان، تحديدا عندما يتعلق الأمر بالمشاهير؛ ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وعزلِه عن العالم الخارجي، وربما تعطيل رحلة علاجه.
وقد أعلنت الممثلة المصرية شيرين عن إصابة الفنان صلاح السعدني بـ "الزهايمر"؛ ما أثار ضجة كبيرة بسبب تكتم أسرته على وضعه الصحي، منذ غيابه عن المشهد الفني خلال السنوات الماضية.
الإعلامي المصري محمد الباز، كشف بدوره عن إصابة الفنان عادل إمام بالزهايمر، موضحا أن المرض جعله يبتعد عن الفن و الظهور الإعلامي.
تصريحات الباز، سببت غضبا كبيرا لأسرة "الزعيم"، والذين سارعوا لنفي الخبر مؤكدين أنه بحالة جيدة، وأنه سيقدم فيلمًا سينمائيًّا بمشاركة نجله محمد إمام.
وقال الإعلامي، إن أسرة الفنان تفرض عليه نوعا من "الإقامة الجبرية" بعزله عن الحياة الفنية والإعلامية.
تواصل موقع "إرم نيوز" مع أطباء متخصصين في علاج الزهايمر لاستبيان أعراض المرض، وأساتذة علم النفس والاجتماع لمعرفة الدوافع والأسباب التي تجعل من المرض وصمة عار.
واعتبر الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع لـ"إرم نيوز"، أن "هناك جهل بكل الأمراض النفسية"، وأن "ثقافة العار" تنتشر حول هذه الأمراض ويجري تجنب الإفصاح عنها.
وقال الدكتور جمال فرويز أستاذ علم النفس، إن الوضع يزيد عندما يتعلق الأمر بالشخصيات العامة كالفنانين، إذ يحاول هؤلاء إخفاء المرض للحفاظ على صورتهم أمام الجمهور.
وتعتقد أُسر المشاهير أنه من الأفضل أن يحافظ الجمهور على صورة النجم في شبابه، بدلا من تذكره بصورة تدعو للشفقة.
وصمة عار
قال الدكتور أحمد صلاح الدين، أستاذ المخ والأعصاب، إن بعض الأمراض التي لا علاج لها، تجعل المريض غير فاعل في المجتمع؛ ما يجعله يهرب إلى حالة من إنكار المرض، فيما يشعر المحيطون به بالحالة نفسها.
وأفاد الطبيب أن حالة الإنكار تؤدي إلى التأخر في تشخيص المرض، وبالتالي تأخر العلاج.
وشدد المتخصص على ضرورة تحسيس المجتمع بأن المرض النفسي أو العصبي ليس وصمة عار، وأن الاعتراف به والإسراع في علاجه أمر هام، حتى وإن لم يعد المريض لحالته الطبيعية، إنما على المحيطين به الانتباه لعدم إشعاره أنه منبوذ.
نوع من "الخرف"
وأوضح الدكتور صلاح الدين أن مرض الزهايمر، هو نوع من أنواع الخرف أو تراجع وظائف الدماغ، مشيرا إلى أنه يبدأ بفقدان جزئي للذاكرة، مثل نسيان الأسماء والأوقات والأحداث القريبة، ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى فقدان الذاكرة للأحداث البعيدة.
وأضاف أستاذ المخ والأعصاب في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مريض الزهايمر لا يتذكر ما نسيه مُطلقا مهما حاولنا تذكيره، قبل أن يبدأ نسيان أمور بسيطة مثل مكان دورة المياه في المنزل، وكيفية ارتداء الملابس وتناول الطعام، حتى يفقد القدرة على خدمة نفسه، بعد فقدان كل قدرات المخ.
