تعبيرية
تعبيريةمتداولة

علاقة "مثيرة" بين ميكروبات الأمعاء والقلق الاجتماعي

كشفت دراسة حديثة أجريت في السويد، عن وجود صلة محتملة بين اضطراب القلق الاجتماعي، وميكروبات الأمعاء؛ ما يشير إلى أن القلق الاجتماعي يمكن أن ينتقل من خلال التفاعلات الميكروبية.

واستكشفت الدراسة، التي نشرها موقع  psypost، تأثير زرع الكائنات الحية الدقيقة من أمعاء أفراد يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي في فئران، حيث أظهرت وجود "تغييرات جديرة بالملاحظة" في سلوك القوارض وملامحها الكيميائية الحيوية.

وقالت إن اضطراب القلق الاجتماعي، الذي يتميز بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية الذي يؤدي إلى سلوكيات التجنب، ارتبط منذ فترة طويلة بخلل في أنظمة الناقلات العصبية في الدماغ، وزيادة النشاط في مناطق مثل اللوزة الدماغية، التي تتحكم في الاستجابات العاطفية.

ومع ذلك، فإن الفهم الناشئ لمحور الأمعاء الدقيقة والدماغ، دفع إلى إجراء تحقيقات بدور الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأمعاء في الصحة العقلية.

اضطراب القلق الاجتماعي يتميز بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية الذي يؤدي إلى سلوكيات التجنب
psypost

وركزت الدراسة على ستة مشاركين تم تشخيص إصابتهم باضطراب القلق الاجتماعي، وستة أفراد أصحاء. وتم جمع عينات من الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء من كلتا المجموعتين.

وتم إخضاع 72 فأرًا ذكرًا لإجراءات الزرع بعد القضاء على الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، من خلال العلاج بالمضادات الحيوية.

وكشفت الاختبارات السلوكية التي أجريت على الفئران عن اختلافات واضحة بين المجموعة التي تلقت الميكروبات من الأفراد الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، وتلك التي تلقت الميكروبات من الأفراد الأصحاء.

وأظهرت الفئران المزروعة بالميكروبات من الأفراد الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي تفاعلات اجتماعية منخفضة؛ ما يدل على زيادة الخوف الاجتماعي، في حين ظلت سلوكياتها غير الاجتماعية دون تغيير.

وسلطت التحليلات البيوكيميائية الضوء بشكل أكبر على التغيرات المرتبطة بالقلق الاجتماعي؛ إذ أظهرت الفئران التي تلقت الكائنات الحية الدقيقة من الأفراد الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي انخفاضًا في مستويات الكورتيكوستيرون، وهو هرمون مهم في تنظيم التوتر، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الأوكسيتوسين في مناطق معينة من الدماغ المتورطة في استجابات الخوف.

وتعليقًا على النتائج، أكد مؤلفو الدراسة على الدور السببي المحتمل لميكروبات الأمعاء في تفاقم استجابات الخوف الاجتماعي في اضطراب القلق الاجتماعي.

وشددوا على أهمية محور الأمعاء الدقيقة والدماغ، كهدف واعد لتطوير تدخلات علاجية جديدة، تهدف إلى تحسين الأعراض المرتبطة بالاضطراب.

وفي حين أن الدراسة توفر رؤى قيمة حول التفاعل بين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، واضطراب القلق الاجتماعي، فقد اعترفت ببعض القيود؛ إذ تم إجراء البحث على الفئران ذات الميكروبات المعوية المستنزفة، وقد لا يؤدي استقراء هذه النتائج مباشرة حين إجراء البحث على البشر إلى نتائج مماثلة.

أخبار ذات صلة
دراسة: القلق المرضي مؤشر محتمل على الوفاة المبكرة

ومع ذلك، تمثل الدراسة تقدمًا كبيرًا في فهم العلاقة المعقدة بين ميكروبات الأمعاء والصحة العقلية؛ ما يمهد الطريق للمساعي البحثية المستقبلية، التي تهدف إلى توضيح طرق علاجية جديدة لمعالجة اضطراب القلق الاجتماعي.

ومع استمرار التحقيقات في محور الميكروبات المعوية والدماغية، فإن الدراسة تعد بإحداث ثورة في أساليب إدارة الاضطرابات النفسية من خلال استهداف ميكروبيوم الأمعاء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com