بكتيريا الأمعاء
بكتيريا الأمعاءتعبيرية

كيف تؤثر بعض أنواع بكتيريا الأمعاء على نفسية الشباب؟

نشرت مجلة علم الأعصاب دراسة اكتشف فيها العلماء وجود علاقة دقيقة بين بكتيريا معينة في الأمعاء وشدة الأعراض المرضية لدى الشباب الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب الاكتئاب الشديد (MDD)، بحسب تقرير نشره موقع psypost.

وعلى عكس النتائج السابقة، فإن التحليل الشامل لتركيب ووظيفة ميكروبيوم الأمعاء لم يظهر فروقات كبيرة عند المقارنة بين الأفراد المصابين بالاكتئاب وأولئك الأصحاء.

لكن الدراسة قامت بتحديد بعض أنواع البكتيريا والوظائف التي تختلف بين الفئتين؛ ما يسلط الضوء على فهمٍ أفضل لِطرق التدخل المحتملة للعلاج.

ويشتبه منذ فترة طويلة في أن ميكروبيوم الأمعاء، وهو نظام بيئي معقد من البكتيريا والميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي، يلعب دورًا في الصحة العقلية.

ومن خلال مسارات مختلفة، مثل: إنتاج المواد الكيميائية التي تغير المزاج، وتنشيط العصب المبهم الذي يربط الأمعاء بالدماغ، يمكن للميكروبيوم التأثير على الصحة المعرفية والعاطفية.

أخبار ذات صلة
كيف تؤثر بكتيريا الأمعاء على الإنسان؟

وشملت الدراسة 40 شابًّا تم تشخيص إصابتهم باضطراب الاكتئاب الشديد و42 شخصًا من الأصحاء، إذ تمَّ جمع عيّنات البراز وتحليلها باستخدام تقنية التسلسل الميتاجينومي؛ ما يتيح إجراء فحص تفصيلي لجميع الجينات الموجودة في العيّنات.

ولضمان موثوقية النتائج التي توصلوا إليها، أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل المربكة المحتملة، مثل: الجنس، والعمر، ومؤشر كتلة الجسم، والنظام الغذائي، وإدمان الكحول والسجائر، وممارسة الرياضة، وجودة حركة الأمعاء. 

وكشفت الدراسة عن انخفاض في وفرة بكتيريا Sutterellaceae في مجموعة الافراد المصابين بالاكتئاب؛ ما دفع إلى مزيد من التحقيق في الآليات الكامنة وراء هذا الانخفاض. بالإضافة إلى ذلك، أظهر 15 نوعًا بكتيريًّا، معظمها من مجموعات البكتيريا الحقيقية، اختلافات بين مجموعات الأفراد المصابين بالاكتئاب والمجموعات الصحية.

وكانت الارتباطات بين أنواع معينة من البكتيريا وشدة الأعراض ذات أهمية خاصة، إذ ارتبطت بكيتريا Sutterellaceae بالقلق، و Ruminococcus بالاكتئاب، و Eubacterium بالأعراض الجسدية.

كما لاحظ الباحثون زيادة في مجموعة ميكروبية متخصصة مرتبطة بتحلل الحمض الأميني السيستين لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب، وقد أثار هذا الاكتشاف مخاوف بشأن التأثير المحتمل على الإجهاد التأكسدي، والمسارات الالتهابية، وتكوين الخلايا العصبية.

ومع ذلك، اعترف الباحثون بوجود بعض القيود للدراسة، مثل: عدم القدرة على إجراء مزيد من التحليل الأيضي بسبب أساليب تثبيت العينة. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم التحكم بشكل كامل في تأثير التفضيلات الغذائية ومستويات التعليم على تكوين ميكروبيوم الأمعاء. 

ورغم هذه القيود، فإنَّ البحث يُسهم برؤى قيّمة حول العلاقة المعقدة بين بكتيريا معينة في الأمعاء وشدة أعراض الاكتئاب والقلق لدى الشباب؛ ما يمهّد الطريق لإستراتيجيات علاجية مستهدفة في المستقبل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com